الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » هكذا من حقه من نام ضاع

عدد الابيات : 39

طباعة

هكذا من حقه من نام ضاع

فوداعاً  يا فلسطين وداعا

عاتبي قومك إذ لم يثبو

وثبة الموتور للثار اندفاعا

عاتبيهم  فهم منك دماً

ولساناً وشعاراً وطباعا

ولك  الحق  إذا عنفتهم

أنهم لم يحسنوا عنك الدفاعا

لا يقاس الخصم فيهم عدداً

فلماذا  لم يلبوك سراعا

ليت شعري ما الذي اقعدهم

عنك  هل كان اختلافاً أم طماعا

رب  جرحٍ  كان سهلاً برؤه

قبل  أن يستفحل الجرح اتساعا

لهم حولك جيش جاهز

لو  تصدى ليحاميك استطاعا

أو  لم  يتضح  الأمر لهم

وقد  استوفوه درساً واطلاعا

كل  يومٍ  لهم  مؤتمرٌ

واقتراحٌ ظل سراً لن يذاعا

وقراراتٍ  على غير هدى

سودوا فيها وجوها لا رقاعا

حفظت للغيب في طاموره

وحديث السوء قد شاع وذاعا

أيها  القوم لا قوم إذا از

دادت  الأرحام  بعداً وانقطاعا

أولستم   أمةً   واحدةً

عندما  تعزى وان شطت بقاعا

وإذا  ما  قسموكم  دولاً

وحدوداً  وضعوهن اصطناعا

أو  لكل صار منها علم

فالحمى  بينكم ظل مشاعا

أرضيتم  فعل  أوزاعٍ غدت

ترغم الآناف هشماً واجتداعا

تذبح  الأطفال والشيب معاً

والرعابيب القصيرات ذراعا

خرقوا العادات بالغدر بهم

وهي بين الأمم السود تراعى

خسة  قد  كشفت عن خلق

تخذ الغدر سلاحاً والخداعا

في  بلاد الغرب كانوا غنماً

فاستحالوا  في فلسطين سباعا

أصبحت  أندلساً ثانيةً

مذ عليها سلط الغرب الرعاعا

عدها الإسلام ركناً ثالث

يا له من حدث لو يتداعى

صيرتها سلعةً ساستهم

جاز  أن تشرى عياناً وتباعا

فتحوا الباب لهم فاستلبو

أهلها  من اخصب القطر بقاعا

وعلى استعمارها قد صممو

فبنوا فيها حصوناً وقلاعا

ملؤوها  عدة  للفتك في

عزلٍ  لا يستطيعون الصراعا

قذفتهم  دول  الغرب كم

يقذف السيل من السقط متاعا

من  بقايا  منجل الحرب وم

قد كفاهم ذلك الحصد ارتداعا

ثم  حلوا بين شعب آمنٍ

يكرم  الضيف عراةً وجياعا

وإذا  الضيف الذي ما بينهم

يسلبُ الملك اغتصاباً وانتزاعا

طمعوا  فيكم وما أصدقه

حكمةً لا تطعم العبد الكراعا

أعلنوا  الحرب وأنتم نومٌ

نومةَ الثاوين في الكهف اضطجاعا

عاجلوا  الخصم وإلا فغداً

كلما شدتم سينهارُ تباعا

وإذا  لم  تنقذوها  عندم

لم  يكن أمر العدى فيها المطاعا

فاخضعوا من خجل أرؤسكم

لا تمنوها علواً وارتفاعا

واكسروا  كل يراعٍ لكم

طالما  لا يسند السيف اليراعا

والبسوها   ذلةً  دائمةً

تورث الأحفاد عاراً واتضاعا

وخذوها  مأتماً لا ينطوي

يومه  حتى تردوها ارتجاعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة