بصوت :

عدد الابيات : 24

طباعة

أبــتاهُ يــا مَــعْقِلاً طــابَ الــسَّلامُ بِــهِ

بَــيْنَ الــظَّلامِ كَــقُرْصِ البَدْرِ إنْ حَلَّا

إنِّــي  لَــمنْكَ مِــنَ الأنْــفاسِ حَشْرَجَةٌ

تَــقْتاتُ مِــنْ نَسْغِكَ المَخْتُومِ ما انْسَلَّا

تَــدْنو  لِــتَشْرَبَ حَــتّى تَــنْتَشِي شَجَناً

مِــنْ  شَــهْدِ لُطْفِكَ إنْ ما راقَ وانْحَلَّا

أبــتاهُ مَــنْ لــي سِوى نَجْواكَ مُعْتَمَداً

يَــحْمي إذا الــجَسَدُ الــمَكْلُومُ قــد كَلَّا

يــا لُــبَّ زَنْــبَقَةٍ ذاقَ الــرَّحيقَ الــذي

لا ضــاقَ من طَلْعِكَ المَنْضُودِ أوْ مَلَّا

أنــتَ الــمَلاذُ الــذي لاخْــتارَ لاجِــئُهُ

يَــوْماً  ولا شَــرِبَ الــوَيْلاتِ مُــخْتَلَّا

أنــتَ الــرِّياضُ لِــقَفْرٍ لا وُجُــومَ بِــهِ

هَـــلا  انْــتَقَيْتَ لأجْــلي زَهْــرَةً هَــلَّا

مِــنْ  غِــدْقِ لُــحْمَتِنَا نُحْيِي الذُّبُولَ بِهِ

صِــدْقاً ونَــحْفَظُ مِــنْ بَــاقَاتِهِ الــنَّسْلا

مــاذا  أرى أبَتِي والرَّوْضُ في شَجَنٍ

قــدْ صــارَ يَــزْخَرُ بــالأحْزانِ مُعْتَلَّا

مــذْ  كُــنْتُ أَنْهَلُ حِينَ العَبقِ يَأْسِرُني

مــا كــانَ يَــقْبَعُ فــي الأزْهــارِ مُبْتَلَّا

حــينَ الــفُؤادُ جَــناحَ الــطَّيْرِ يَــحْمِلُهُ

فَـــوْقَ الــتِّــلالِ فــلا ضَــيْرٌ لَــهُ دَلَّا

تَــسْنيمُ يــا بْــنَتِ يــا نَــبْعَ الحَنانِ ويا

زَهْــرَ الــجِنانِ الــذي لَمْ يَعْرِفِ الغِلَّا

قــدْ كــانَ دَهْرٌ مَضى يا عُسْرَ جَفْوَتِهِ

عَــصْرٌ  بَــصَفْوَتِهِ بَــيْنَ الــدُّجى زَلَّا

كَــمْ بــاقَةً أهْــدَى شَــوْكَ الــهَيامِ وكَمْ

عــانَتْ خَــمائِلُهُ كَــيْ يَــبْسُطَ الــظِّلَّا

والــيومَ لَــمْ يَــجِدِ المَعْروفُ في بَشَرٍ

كَــمْ ذَلَّ مَــعْشَرُهُمْ مِــنْ بَــطْشِهِمْ فُلَّا

فَــدَّ رُمْتُ أَقْطِفُ مِنْ سَلْواهُ ما عَبَقَتْ

أَزْهـــارُهُ  فَــرَحــاً  لا شَــقْــوَةً كَـــلَّا

يَنْسَابُ هَلْ يا تُرى تَجْرِي الشُّموعُ بِهِ

سَــيْلُ الــدُّمُوعِ بَــدا أوْ مــاجِناً طَــلَّا

جُــلْفَ الــقُلُوبِ أَبَــتْ إلّا بِــهِ ضَرَراً

أنْ  يَــتْــرُكُوهُ بِــنَيْرِ الــحُزْنِ مُــحْتَلَّا

فــي الــفِعْلِ لا عَــكَسَتْ مِرآةُ أنْفُسِهِمْ

مـــا  أَضْــمَرُوهُ  بِــبَطْنِ الــوُدِّ إذْ دَلَّا

تَــسْنيمُ لا تَــجْزَعي أنتِ المَعِينُ الذي

لا  جَــفَّ مَــوْرِدُهُ في الصَّدْرِ قدْ هَلَّا

أنتِ  الرَّبيعُ على الأشْجانِ مُذْ وَقِرَتْ

عَــيْنٌ لِــتُنْبِتَ فــي أَجْــفانِها الــكُحْلَا

أبْــلى  الــهَيامُ بَــلاءَ الــجُودِ مُــتَّشِحاً

فَــجْرَ الــجَلاءِ الــذي قدْ كادَ أنْ يَبْلَّى

قــدْ راقَ مِــنْكِ وَســيمُ الوَرْدِ يَحْضُنُهُ

مِــنْكِ الــنَّسيمُ عــلى الأنْــفاسِ مُنْسَلَّا

صُــوني أيــا سَــكناً لــلحُبِّ لا نَسِيَتْ

أوداجُـــهُ زَمَــنــاً لِــلْحُسْنِ قــدْ وَلَّــى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

62

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة