الديوان » المالحي زهير » فطنة السواد

عدد الابيات : 54

طباعة

صَــحَــتْ فِــطْــنَةُ الــثَّائِرِ الأَرْبَــدِ

عَــلَــى  ثَـــأْرِ جَــلَّادِهَــا الأَرْمَـــدِ

فَــمَهَا طَــغَتْ غُــصَّةٌ فِــي وَرِيدِي

سَــتَــنْفَكُّ  مِـــنْ سِــحْرِهَا الأَسْــوَدِ

حَـــرِيٌّ  لَــهَــا أَنْ تُــنَادِيَ بِــجُرْحٍ

وَتِــرْيَــاقُــهُ  فَـــوْقَ  كَـــفِّ الــيَــدِ

فِــدَاكَ الــعُلَا صَفْحَةُ المَجْدِ نَمْضِي

عَــلَى الــعَهْدِ فِــي صَفْعَةِ المُعْتَدِي

إِذَا مَــا ابْــتَغَى حُرْمَةَ الأَرْضِ بَغْيًا

كَـــوَاهُ الــجِــهَادُ الــلَّــظَى فَــاشْهَدِ

فَــمَــهْمَا احــتــفَى بِــالطُّغَاةِ بَــعِيدًا

وَمَــهْــمَا اخْــتَفَى لَــنْ وَلَــنْ يَــبْعُدِ

فَــلَــنْ يَــنْثَنِي مِــنْ شــعُورٍ شــذته

ثُــغُــورٌ كَــزَهْرِ الــرِّيَاضِ الــنَّدِيِّ

وَمَـــا مِــنْ دُعَــاءٍ تَــجَلَّى بِــشَعْبٍ

فَــــلَابُــدَّ  تَــحْــقِــيقُهُ فِـــي الــغَــدِ

فَــذَا  يَــمْخُرُ الأُفُــقَ كالبَرق يَرْقَى

كَــنُــورِ  الــبُــرَاقِ إِلَـــى الــسُّؤْدُدِ

فَــلَــيْسَ  لَـــهُ فِــي دُرُوبِــهِ حَــوْلٌ

يُــحُــولُ  إِلَـــى  نُـــورِهِ الأَوْحَـــدِ

فَــيَــرْعَاهُ  عَـــدْلُ  الإِلَـــهِ وَيَــبْقَى

عَــلَى  صَــفْحَةِ الــوَعْدِ فِي المُنْجِدِ

عُــيُــونُ الــسَّمَاءِ بُــرُوجٌ تَــرَامَتْ

فَــلَــنْ يَــنْــفُذَ الــظُّلْمُ فِــي الــمَشْهَدِ

فَــكُلُّ الَّــذِي فِــي الــفَضَاءِ تَرَاءَى

شُــهُــودَ الــقَــضَاءِ عَــلَى الــفَرْقَدِ

وَيَـــوْمٌ  كَــيَــوْمِ الــحِــسَابِ نَــرَاهُ

جَــلِــيًّا كَــمَــا الــنَّارُ فِــي الــمَوْقِدِ

وَفِــيهِ الــقَضَا مِــنْ لَــظَى شُعْلَتَيْنِ

بِــــدَارِ  الــــدُّنَــا  ثُـــمَّ دَارِ الــغَــدِ

نَـــرَى  الــظُّلْمَ فِــيهِ وَأَلْــوَانَ قَــتَمٍ

كَــمَا الــكُحْلِ فِــي ظُــلْمَةِ الــمِرْوَدِ

فَــيَصْلَوْنَ يَــوْمَ الــحِسَابِ سَــعِيرًا

وَعُــــسْــرًا  بِــهِــنْــدَامِهِ الأَسْـــوَدِ

وَدُنْــيَــاهُمُ بَــيْــنَ لَــهْثٍ وَرَكْــضٍ

وَدَيْــدَنُــهُــمْ  فِــــيــهِ لَـــنْ يَــسْــعَدِ

وَفِــي لَــغْوِهِمْ أَلْــفُ بَــيْتٍ وَبَــيْتٌ

عَــلَــى تَــلَّــةِ الــشَّــامِخِ الأَجْـــرَدِ

وَإِيــفَــاؤُهُمْ خَــفَتُ بَــرْقٌ تَــلَاشَى

أَوِ اسْــتَــبْــرَقٌ صـــار كــالــجُلْمُدِ

وَفِــي جَــوْفِهِمْ كُــلُّ نَــفْعٍ بِــسُحْتٍ

بِــنَــفْخٍ كَــمَــا الــكِــيرِ وَالــمِــزْوَدِ

كَــلِــيلٌ صَــدَى فِــعْلِهِمْ مِــثْلُ لَــيْلٍ

رَأَى  كَــوْكَــبَــيْنِ  وَلَــــمْ يَــسْــجُدِ

فَــظَــنُّوا الــرُّجُولَةَ طَــلْيَ الــوُجُوهِ

وَلُـــبَّ  الــفُــحُولَةِ  مَـــا تَــرْتَــدِي

فَــتُمْهِلْهُمُو صَــفْوَةَ الــعَيْشِ دَهْــرًا

وَتُــلْــهِــيهِمُو صُــفْــرَةُ الــعَــسْجَدِ

تَـــرَى  فِــيــهِمُ إِنْ أَشَـــادُوا يَــقِينًا

وَحِــرْصًا  عَــلَى الــوَعْدِ وَالمَوْعِدِ

وَإِنْ  قَــرَّرُوا فَــانْتَظِرْ نِصْفَ قَرْنٍ

فَــــعَــامٌ  يَــــرُوحُ  وَذَا يَــغْــتَــدِي

وَإِنْ قِــيلَ أَيْــنَ الَّــذِي قَــدْ وَعَــدْتُمْ

فَــقَــدْ خَــانَــنَا الــوَقْتُ يَــا سَــيِّدِي

وَإِنْ  حُــوسِبَ الــمَرْءُ فِــيهِمْ تَوَلَّى

يَــــفِــرُّ  كَــــمَــا الإِبِـــلِ الــشُــرَّدِ

كَـــأَنَّ  لَــهُ لَــمْ يَــكُنْ مِــنْ جَــمَالٍ

وَلَا  نَــاقَــةً فِـــي حِــمَى الــمَقْصَدِ

وَفِـــي دَلْــوِهِمْ رُبَّ عُــذْرٍ سِــلَاحٌ

وَغَـــدْرُ  الــتَّمَاسِيحِ  فِــي الــمَوْرِدِ

فـــلَا يَــهْجَعُونَ إِذَا الــنَّاسُ نَــامُوا

وَكُـــلٌّ عَــلَــى غُــصْــنِهِ الأَمْــيــدِ

كَــغِرْبَانِ غَــابٍ فَــكَمْ مِــنْ بَــرِيقٍ

طَــمَرْنَا مِــنَ الــمَالِ فِــي الــبرْجدِ

فَـــلَا  يَــنْــظُرُونَ لِـــرِزْقِ يَــدَيْهِمْ

وَأبــصَارهٌم فِــي الــمدى تَــصْطَدِ

رَأَيْتُ مِنَ الصَّبْرِ فِي الأَرْضِ شَتَّى

وَصَــبْرًا كَــمَا الــصَّخْرِ لَــمْ أَشْهَدِ

فَــذَا الــصَّبْرُ عَــادَ إِلَــى المَهْدِ لَمَّا

رَآهُــــمْ  تَــبَــنَّــوْهُ  فِـــي الــمَــوْلِدِ

وَمَــا الــشَّعْبُ إِلَّا نَــوَاصِلُ سَــيْفٍ

إِذَا اسْــــتُــلَّ لِــلْــحَقِّ لَـــمْ يُــغْــمِدِ

شُــوَاظًا مِــنَ الــنَّارِ وَالــنُّورِ حَطَّا

عَــلَــى جَــبْــهَةِ الــخَائِنِ الأَصْــلَدِ

وَلَا تَــأْمَــنَــنَّ الــقَــرِيبَ وَحَـــاذِرْ

بُـــذُورًا  نَــمَــتْ فِــيهِ لَــمْ تُــحْصَدِ

وَأَخْــطَــرُ دَاءٍ مِـــنَ الــمَرْءِ فَــتْكًا

لِــمَــا  كَـــانَ  فِــيــهِ وَلَــمْ يُــرْصَدِ

فَــذَاكَ الــخَؤُونُ الَّــذِي بَــاعَ عَهْدًا

وَكَــــبَّــرَ فِـــي بَــاحَــةِ الــمَــسْجِدِ

وَأَبْــــعَــدَ لِــلــدِّيــنِ شَــكْــلٌ جَــفَــا

وَبَــــاعَ  الــوَفَــا  بِــاكْــتِفَاءِ الــيَــدِ

وَكُــلُّ  أَصِــيلٍ إِلَــى الأَصْلِ يَنْحَى

وَإِنْ جَــاهَــدَ الــنَّــفْسَ لَـــمْ يَــجْهَدِ

وَداءُ  الــخــيــانــةِ دَاءٌ عُــــضَــالٌ

يُــصِيبُ عُــرُوقَ الــفُؤَادِ الــصَّدِي

فَــحَرِّرْ عُــرَى الــشَّعْبِ لَا تَحْقِرَنَّ

هُــدُوءَا مِــنَ الــرِّيحِ فِــي الــمَشْهَدِ

فَــــلَا  تَــنْــدَمَنَّ  فــهــل يُــجْــديَنَّ

وَظَــهْــرُكَ بَــيْــنَ الـــوَرَى يُــجْلَدِ

فَــهَلْ نِــلْتَ مِنْ حِيلَةِ الكَسْبِ رِبْحًا

وَهَـــلْ  دَامَ  عِـــزٌّ إِلَـــى سَــرْمَــدِ

فَــمَا كَــانَ رِزْقًــا مِــنَ اليُسْرِ نَهْبًا

فَــعُــسْرًا  إِلَـــى  شَـــأْوِهِ الأَبْــعَــدِ

فَـــلَا  تَــدْهَــشَنَّ بِــمَا قَــدْ تَــرَاءَى

سَــرَابًا  مِــنَ الــعَيْشِ مَــا تَــرْتَدِي

وَكُـــلُّ الــمــنى مــنــك أنــاَّ تَــرَاهُ

سَــلِــيــلَ الــخِــصَــالِ بِــمُــسْتَبْعَدِ

رَأَيْــنَــاهُ فِـــي الــنًّــكل مُــسْتَعْمِرًا

وَلَـــمْ  نَــعْــهَدِ الــنَّسْلَ أَنْ يَــعْتَدِي

فَــمَــهْــمَــا دَفَــــنْــتُــمْ نَــوَايَــاكُــمُ

أَيَـــا  جــنــس آوَى غَـــدًا تَــصعدِ

فَــــمَــا  ثَـــوْرَةُ الــشَّــعْبِ بِاللهِ إِلَّا

وُلُــوجًــا عَــلَــى الــظُّــلْمِ لِــلسُّؤْدُدِ

فَــمَهْمَا  بَــدَا الــلَّيْلُ سِــتْرَ الــطُّغَاةِ

فَــــلَابُــدَّ لِــلــشَّــمْسِ أَنْ تَــصــمد

وَلَابُــــدَّ  لِــلْــفَجْرِ  مِـــنْ  مَــبْــسَمٍ

وَلَابُـــدَّ  لِــلــصُّبْحِ  مِـــنْ مُــرْشِــدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

47

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة