الديوان » المالحي زهير » أشواق ورد جريح

عدد الابيات : 39

طباعة

فضلتُ طُهرك عن نفسي فزكِّيني 

بين الخمائلِ يا فجرَ الرّياحينِ

بين الزَّنابقِ عطري لستُ أَشجُبُهُ 

نَسغُ المحبةِ بين الماءِ والطينِ

في كلِّ ملحمةٍ في العمرِ مرحمةٌ

للبذلِ تشرقُ بين الحينِ والحينِ

نشتقُّ منه ومن أزهارِها عِبَرًا

شَهدُ الأصالةِ من شكلٍ وتكوينِ

ما ضاع قطُّ بين الدهرِ رونقُهُ 

يُحي فضولَنا من حدسٍ وتخمينِ

لو كنتُ أهْجرُ من شعري لهُ أبدًا

ما كنتُ أضجَرُ من ثَغر ينِاديني

لكنَّ سطوتَهُ في القلب ليس لها

من وازع يُفشي ما جُبًّ في العين

إن شحَّ  في  مثل مرماه  تذكره.

 في كل بادرة تهفو   شراييني

يقتادُ ساريتي في اليمِّ إن سَكَنَت 

ريحٌ تُعَجِّلُ في دفعِ الموازينِ

لا ضاع محفلهُ في القلبِ مطلبُهُ 

حُلمُ الخلودِ حمى مجدَ الفراعينِ

مثَّلتُ عشقَكِ فجراً رامَ مَطلَعَهُ 

روضاً تغزَّلَ في أزهارِ تشرينِ

يا دُرَّةً صنعت تيجانَها فعلى 

إكليلَ حظوتِها رأسَ السلاطينِ

يا صفحةً طُمِسَتْ سُمَّ اليراعُ بما

باتت تُلفِّقُ أنيابُ الثعابينِ

فالقلب غرد  في مضمون مكمنها 

والعقل جُرِّد في  مَكمونِ مضمونِ

أدري رجاكَ لعى يا مهجتي ودعاَ

من كَهلِ معتنق، من جهل مسكينِ

من بؤسِ غانيةٍ قد لَزَّها حوجٌ 

من رقصِ عاريةٍ بين الشّياطينِ

يا جامعاً جسداً والروحُ مسكنهُ 

رثَّ الفؤادُ بما قد ضاع في البَينِ

قد ضاع في وطنٍ وانسلَّ طيّبُهُ 

أدري شذاهُ بجوفِ الرّوحِ يكفيني

لكن صحوةَ من لم يَطوهُ زَلَلٌ 

قرت به وبقت كالهدبِ في العينِ

فازداد عقلِيَ مخيالي معاتبةً 

أين الحقيقةُ في شعرِ المجانينِ

فاشتدَّ يُنهكني يحتلُّ ذاكرتي 

واعتادَ يَنهرُ بين الشدِّ واللّينِ

ماذا صنعتَ بما أتقنتَ من لغةٍ

ضاعت كنوزُها في تلكَ الدّواوينِ

قاد الضمائرَ بالأقوالِ ظالمُها

بين المنابرِ بالتسييسِ والدّينِ

موتى المبادئِ تُعطي الحيَّ منهجَها

ما بات يُرفضُ من تهديدِ سكينِ

تهديد رزقٍ فما بالوسعِ يصبرُ في  

أعشاشِ مجتمعٍ من وَقْع تدجينِ

لابدَّ منقذهُ  غضَّ الظلامُ بهِ 

يُشفي الجوارحَ من فتكِ السراطينِ

يا حافظاً بيدٍ نسلًا إلى أبدٍ 

ذكراهُ تقطفُ من جنيِ الأفانينِ

يا حسنَ نجمتهِ تهوي تراوحُني 

حيناً ويا زمناً حلواً يُغاديني

يا  مسكَهُ قطر  قد حام  تحملهُ 

ريحُ الأصالةِ من عطرِ المساكينِ

قد صار يصعد عقر  النبعِ راسبهُ 

بين الزنابقِ من قعرِ الملاعينِ

يجْتاحٌ منطق من قد صار يصْدحُ في

عصرٍ وما هو من أبياتِ   ملحونِ

يسعى ليعقد خيطَ الصّيدِ في شركٍ 

يرمي الفرائسَ في شركٍ وتخوينِ

عجباً يميلُ لهُ كلُّ الفراشِ فلا 

يذري اللّواقحَ في وردٍ ونسرينِ

يسعى وطعنُهُ في الأحشاءِ منهمرٌ 

لا كان رتقُهُ في جرحٍ بتهوينِ

إذ أن سمّهُ في الأعماقِ لا قِبَلٌ 

للمرءِ إن لفحت   نيران  تنينِ

ضخمُ الكروشِ بدوا قرباءَ خاويةً 

كالنَّعجة انتفختْ من فرطِ تسمينِ

لابدَّ من ظفرٍ حيٌّ ينالُ بها

رقى المنازلِ  من قفر الجثامينِ

لو طالَ مغربهُ لابدَّ مشرقُهُ 

في كلِّ معتركٍ للشعرِ يُشجيني

يعلو يُجسِّدُ بين الحُثَرِ بصمتَهُ

راياتِ مجدٍ على ظلمٍ وتوطينِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

47

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة