عدد الابيات : 31

طباعة

كفانا إلى الذُّلِّ أن نعتلي

نِعالَ الطّواغيتِ كالنّحلِ شَهْدا

فإن نغرسِ الحُبَّ بينَ الثّنايا

بُذوراً لأسقَيتُمُوهنَّ حِقْدا

وإن كانَ منّا صُراخٌ لوَعْدٍ

فشتّانَ أن يكتسي الفِعلُ عَهْدا

وإن نبتغي العيشَ بينَ الوُرودِ

ذباباً فلن ننتشي منهُ مَجْدا

ربيعٌ وديعٌ أسيرُ الخُنوعِ

وفصلُ الشِّتا في رُباهُ استَعَدّا

فكيفَ الطَّريقُ المُعَبَّدُ جَهْلاً

إلى اللهِ باسمِ الضَّلالةِ قَصْدا

وكيفَ الضَّياعُ عنِ الحقِّ أضحى

مِنَ الخَلْقِ بينَ اللّواعِجِ رُشْدا

وكيفَ اليَراعُ المُنَكَّلُ سُماًّ

إلى القلبِ باسمِ الحَداثةِ نَقْداً

بنو الحِلِّ والرَّبطِ مِنكم زِمامٌ

يسوسُ المَساكينَ ظُلماً ووَجْدا

ألن تهتدي الدَّربَ منكم ذُنوبٌ

تروَّتْ فنهرُ الثَّراءِ استَجَدّا

فلا في يدِ الشَّعبِ تحمي سُيوفٌ

ولا في غدِ الحرفِ شِعرٌ تَصَدّا

فذا في سما الشُّؤمِ نجمٌ تعالى

إلى النّاسِ بالفألِ ألا تَرَدّا

تَعَدُّوا على الرِّزقِ بالبَغْيِ طَيشاً

وسَدُّوا غِنى اللهِ بِالفقرِ نِدّا

فكيفَ الحَناجرُ تَجفُوا وتَغفُوا

ولا مِنْ مَناصٍ إلى القولِ بُدّا

أحَتَّى يُعلَّقَ في القلبِ قَيْدٌ

وتَرقى المَظالِمُ بالعدِّ عَدّا

وتَعلو على سهلِ عيشٍ جبالٌ

ويُبنى على السَّيلِ في النَّبعِ سَدّا

فنهدُ الأسيرةِ لازالَ يروي

وعِقدُ الشَّراهةِ قد زادَ عِقدا

فحُمتم على رِزقِنا والحَريمِ

تدُسّونَ في نَسْلِنا مَن تَعَدّا

شحَذتُم صَوانَ الشَّقاوةِ طُهْراً

وعَرضُ النّقاوةِ للصَّونِ أجْدى

فترمونَ بالمَدْحِ عَرْقاً خبيثاً

أباً مذ تَسَلْطَنَ فينا وجَدا

كأنَّ الدُّنا أطْرَبَتْكم ثُمولاً

تواشيحَ مَنْ لا يرى الموتَ فَقْدا

أَنَهْلُ المضَرّاتِ قد صارَ مَهْداً

وهَزلُ المسرَّاتِ قد صارَ لَحْدا

فكم من أيمٍ سباها اللّئيمُ

وألقى مِنَ الجزرِ قرنَيْهِ مَدّا

وكم مِن طَهورٍ كَفاها العَفافُ

حَياءاً فهل تُطعِمُ الطِّفلَ بَرْدا

وكم مِن أكُفٍّ تَشقُّ الصُّخورَ

تَسُفُّ الكَفافَ مِنَ الصّبرِ كَدّا

وكم مِن فقيرٍ تَخبَّطَ بَرْدا

وكم مِن غنيٍّ تأبَّطَ جِلْداً

وكم مِن قَنوعٍ بسَهمٍ تَعَشّى

وكم مِن جَزوعٍ بهمٍّ تَغدّى

كفانا رُكوداً فما نحن إلّا

سيولٌ أفاقتْ منَ النومِ رَعْدا

كفانا وجوماً إذا الأوْب أدْلى

كفانا فما الكَرُّ قد داس قَصْدا

فلا نمتطي صبوَ سرجٍ أزاحا

من الجسر صهْوا نما واستَجدّا

وما صحوةُ الشَّعبِ إلا دَليلٌ

على شَقْوَةِ الظًّلمِ مهما استَبَدّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

62

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة