الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » كفى يا عدماء الحياء! (لكل عروسين جاهليين)

عدد الابيات : 39

طباعة

على عُرسِكم بَكتِ الباكية

  وجادتْ بأدمُعها الغالية

وتنعي التقاليدَ أين مضتْ

  وتأسى على القيم السامية

وتستنطِقُ الدُّورَ عن مجدها

  وهِمَّة أقوامها العالية

وتسألها أين أهلُ الحِجا؟

  وأين الحواضرُ والبادية؟

وأين الغطاريفُ بين الورى؟

  وأين المحاريبُ والزاوية؟

وأين الأشاوسُ إنْ زمجروا

  أزالوا لظى المِحنة الجاسية؟

لماذا استكانوا لأعدائهم

  وأزتْهمُ الهجمة الضارية؟

لماذا ارتأوا في الضلال الهُدى؟

  ألم يَذكروا الأعصُرَ الخالية؟

لماذا استباحَ العِدا دارَهم

  فعاشوا بها عيشة الماشية؟

وهل يُصلِحُ الدار عَيشُ الخنا

  وفوضى تقودُ إلى الهاوية؟

لماذا تُراهنُ أعراسُهم

  على الفتنة الفجَّة العاتية؟

فتُشهرُ في الناس أسيافها

  لتستأصلَ الشرعة الهادية

وتجهرُ بالمعصيات استمَتْ

  فهل تُفلِحُ الأنفسُ العاصية؟

تُذِيعُ الأغاني ، وتزهو بها

  وتأتي برقاصةٍ غاوية

تُغني وتبدِعُ آهاتها

  بألفاظها الغثة الصادية

تُجاهر بالفسق ديانها

  وترقصُ فتانة عارية

ترى الاختلاط قرينَ الهنا

  وكم فيه مِن خيبةٍ بالية

  وتسمو المهازلُ إنْ آنستْ

  قلوباً تُحِبُّ الهوى لاهية

وتعلو الزغاريدُ ملء الفضا

  بأنغامها العذبة الشادية

كأن النساء على موعدٍ

  مع الهزل والفِرقة الهاذية

ويأتي (العريسُ) له ضجَّة

  ليجلس في (الكُوشة) الضاوية

جوارَ (العروس) حَلتْ جلسة

  إلى الهُزء بين الورى داعية

بمكياجها كي تُرى سِلعة

  وفستان ساقطةٍ عارية

أليس هنالك مِن غيرةٍ

  على العِرض ، أو غضبةٍ واعية؟

أليس هنالك مِن مُنكِر

  يُجاهد في الحفلة البالية؟

لَعاً للعروسَين قد عربدا

  وقد أحرزا الضربة القاضية

أمام الجميع حلتْ رقصة

  تزيدُ خنا الطغمة الغافية

وزادَ العريسُ شقا عُرسه

  فجادَ بقُبلته الحانية

يَميناً تمرَّغ في وَحلهِ

  وأشبعَ شهوته الحامية

لَعاً للعروس له استسلمتْ

  وأسلمتِ الرأسَ والناصية

وقبَّلَ مِن فُجْره أمَّها

  وأختاً تُطاوعُ كالجارية

فمَن ذا أجاز له ما أتى

  كمثل البعير اشتهى راغية؟

يَبوسُ ويَحضُنُ بعض النسا

  كمثل الخروف ارتأى ثاغِية

عديمَ الحياء كفى ، واستفِقْ

  مِن الرِّجس والسَّكرة النابية

وأبئسْ بعُرسك مِن مَرتع

  مَهازله في الغثا بادية

وصَوَّرت نفسك مُستمرئاً

  مَحارمَ ربِّك يا طاغية

ألم تسأل النفسَ ماذا جنتْ؟

  وماذا تُؤمِّلُ في الباقية؟

هداديك أقصرْ ، وتُبْ ، واعتبرْ

  وإلا تتبْ فارتقبْ داهية

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة