عدد الابيات : 29

طباعة

أبي أنت بِعت الصفا والرِّضا

  وضاقَ بما جئت رَحبُ الفضا

  وخنت الأمانة ، ما صُنتها

  تظنُّ حسابَك كان انقضى

وشتَّتَ أماً ، وسربلتها

  فذاقتْ مدى الدهر مُرَّ القضا

ويتَّمتَ بنتاً ، وجَندلتها

  وأفقدتها في الحياة المضا

وسَلني عن القهر ناولتني

  فما اسطعتُ للمجد أن أنهضا

أصارحْك ظلمُك أودى بنا

  ولكنَّ رب السما عَوَّضا

وأبدِلتُ منك بأم جنتْ

  مِن الفقر قِسطاً مَريراً مضى

وقيَّضَ ربُّك لي كافلاً

  سِواك ، فبُورك مَن قُيِّضا

وعِشتُ وأميَ أضحوكة

  لِمَن قد تفكرَ أو أعرضا

وأمي التي أتقنتْ دَورَها

  ولاقتْ مصائرَها بالرضا

ورَبَّتْ ، ومِن بعدها عَلّمتْ

  وكانت تُطبِّبُ إنْ أمرضا

وعنك سألتُ ، فما صارحتْ

  وما اسطعتُ للردِّ أن أرفضا

فقلتُ: يُسافرُ لم يَكترثْ

  بزوج وبنتٍ ، غدا مُدْحَضا 

فلمَّا كبرتُ حَكتْ قِصَّة

  تُشَمِّتُ مُستنكفاً مُغرضا

حكتْ لي ، ويا ليتها ما حكتْ

  بلفظٍ كما البرق إنْ أومضا

وقلب يُحَكِّمُ رب الورى

  بأمر إلى الله قد فوِّضا

وكنتَ تزوجتَ مَن تشتهي

  ورأسُك في الحيِّ ما أخفِضا

ومات الصغارُ ، فلم يكتملْ

  لك السعدُ ، بل أجهضا

وجُرِّعتَ في العيش مُرَّ الشقا

  عليك به اللهُ دهراً قضى

وأمك ماتت لفرط الجوى

  ووَجداً عليك المَقامُ اقتضى

وكان مُصابُك في حادثٍ

  جزاء الذي الظلمَ كان ارتضى

وزوجُك بعد البلا فارقتْ

  وعِشت رهينَ الأسى مُغمضا

إلى أن أتيت هنا مُكرَهاً

  تُلاحِي بسبِّك مَن حَرَّضا

بدار المسنين مستهجناً

  عذابٌ يُصبُّ كجمر الغضى

و(آلاءُ) جاءتْ تبث الهنا

  بوجهٍ بَهيِّ السنا أبيضا

وقالت: بكيتَ فماذا جرى؟

  أراك لمُكثي هنا مُبغِضا

فقال: تذكرتُ أمَّاً قضتْ

  ومَن أنا حتى أردَّ القضا؟

ألا يا بُنية ، فلتغفري

  لأبٍّ بأسراره فضفضا

ظلمتُ ، ونِلتُ العقابَ الذي

  كدَين يُرَدُّ لمن أقرضا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة