الديوان » عبد الله الأخرس » عفتِ الديارُ و فارقَ الأَحبابُ

عدد الابيات : 22

طباعة

عفتِ الديارُ و فارقَ الأَحبابُ

و اغرَورَقتْ بِدُموعِها الأَهدابُ

و نَأَتْ ظباءُ الحيِّ وانقطَعَ الهَوى

فـمَلاعـِبٌ مَهجـورةٌ و قِبابُ

دِمَـنٌ كأشــــلاءٍ مُـمَزَّقـةٍ على

مَرأى العُيونِ و بُومَةٌ و غُرابُ!

و الأرضُ خاشِعةٌ يُخامِرُها البِلى

والأُفْــقُ مُكتَئِــبٌ عليــهِ نِقابُ

و مررتُ في عَرَصاتِها مُتَسائِلاً

و الريحُ تَعوي و الطُّلولُ ضَبابُ

فارتاعَتِ الأَنواءُ منْ فَرطِ الأَسى

و جَرتْ مَدامِعُهُنَّ فَهيَ سَحابُ!

و منَ المَصائبِ أَنْ تُسائِلَ دِمنةً

و منَ العَجائبِ أَنْ يكونَ جَوابُ!

أنّى اتَّجَهـــــتُ فِذِكريــاتٌ جَمَّةٌ

أَنّى نَـظَــرتُ فَـلَوعةٌ وعَــــذابُ!

يا ليتَ أَنَّ حُشاشَتي دَرَسَتْ هُنا

و انْدَسَّ فـي هـذا التُّرابِ تُرابُ!

وأشَدُّ منَ وقعِ الحِمامِ على الفتى

هَجـرٌ طـويــــلٌ ما لَهُ أســــبابُ!

يَنـــداحُ حتى لا إِيابَ و رُبَّما

يَقضي بهِ المُشتاقُ و هوَ شَـبابُ!

يا راحِلينَ أما لكُمْ من عَودةٍ

تَرتـاحَ يـومـاً عِندَهـا الأَعصـابُ؟

إنَّ الــذي خَـلَّفتُمُـوهُ وراءَكُـم

فَتكَتْ بـهِ الأوجـاعُ والأَوصابُ

شابتْ مَفارقُهُ و أصبحَ عِبرةً

و تَـنازَعَتـهُ ثَـعالِـبٌ و ذِئِــــابُ!

و تَمزَّقتْ أَوصالُهُ شَوقاً لكُم

وتَـناقَلَـتْ أَشــعارَهُ الأَعـــــرابُ

لمَ لا تلينُ قُلوبُكم؟ و لَربَّما

لانَ الحديدُ و حَنَّتِ الأَخشابُ!

إِنّي أُنزِّهُ حُبكَمْ عنْ سَلوَتي

و فِـداكُمُ العـــذَّالُ و الأَغــرابُ

إِنّي لأُمسِكُ مُهجتي للقائِكم

و أُعلِّلُ الأَنفـاسَ وهيَ سَــرابُ!

إنْ شِئتُمُ أَنْ ترحَموني فارحَمُوا

أو لا .. ففيكـُمْ حِكمةٌ و صَــوابُ

و أنا على الحالينِ راضٍ بالذي

ترضَونَـهُ ما لــي عليـهِ عِتـابُ

فلْتغفِروا جَزَعي فما لي غَيرَكُم

لا الأَهلُ أهلٌ لا الصِّحابُ صِحابُ

سُبحانَ خالقِكم فُتِنتُ بِحُبِّكم

وهُـوَ الـقديـــرُ القاهِـــرُ الغَــلّابُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

12

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة