بني علي نرى الأفضال مجملها
فيكم وعنكم بكم نروي مفصلها
يا أبحراً يمم العافون منهلها
إن الرياسة أنتم أهلها ولها
همتم بها مثلما هامت بكم ولها
لكم مفاخر فيها يضرب المثل
لأم من رامها حاشا كم الهبل
فأنت أنتم الهادون والسبل
والعالمون إذا ما الناس قد جهلوا
والعاملون إن ضل امرؤ ولها
أطل كالبدر في الظلماء فخركم
وجل كالدهر عمر الدهر قدركم
أنتم ولاة النهى والأمر امركم
بني علي وما للأمر غيركم
ملكتم من أمور الناس أولها
إن الفضائل قد أدلت بجانبها
إليكم فامتطيتم متن غاربها
وقد جنيتم ثماراً من اطائبها
هذي العلوم لكم كشف الغطاء بها
وكم فتحتم بعون اللَه مقفلها
نلتم بجد مقاماً لم ينله أحد
وهكذا كل من في المجد جد وجد
فذا لكم من أب سامٍ وأكرم جد
وذي المعالي إليكم وردها ولقد
رويتم عن أهاليكم مسلسلها
ما حل قطراً من الأقطر ذكر كم
إلا وعبق ذاك القطر نشركم
أنتم جمال المعالي وهي ذخركم
أخبارها صرحت فيكم وغيركم
تكلف الأمر لما أن تأولها
بالخلق والخلق قد حاكيتم الرسلا
وقد حويتم لعمري ما حووا كملا
علماً على عفة مجداً هدىً عملا
لو أنزل اللَه من بعد النبي على
سواه آيا عليكم كان أنزلها
قد فاز من أم نادي فضلكم وقفا
نهجاً سرى سيركم فيه وما وقفا
فالوجه أنتم وأبناء الزمان قفا
إذا افتخرتم ذكرتم جعفراً وكفى
ما زال يفرج للغماء مشكلها
ذاك الذي قيس بالدنيا فعادلها
وكل علياء قد طالت تناولها
بعزمة بعده موسى تداولها
وكم لموسى يد بيضاء لأن لها
صعب ونال الأماني من تأملها
مولى له في بناء المجد أعمدةً
لها يد العلم والتقوى مشيدة
واوحدي مراميه مسددةً
له عصا حكمة الباري مؤيدة
بآيها نفثات السحر أبطلها
لقد حوى من صفات المجد أكملها
مفاخراً وصعاب الفضل ذللها
محاسن فيه أبدى اللَه مجملها
وفي علي معال لو جهدت لها
والعالمون جميعاً لن تفصلها
فيا لندب ببرد المجد ملتحف
وعالم علم بالزهد متصف
وبحر فضلٍ صفا ورداً لمغترف
وما تفاضل أهل الفضل في شرف
إلا وكان أبو العباس أفضلها
أكرم بحلف معالٍ طاب عنصره
ما زر إلى على الإحسان مئزره
بدر الكما لالذي قد راق منظره
علامة الأمم الوضاح مفخره
من راح أوفى الورى علماً وأكملها
أعاظم مست الجوزاء أرجلها
يهابها الدهر إجلالاً ويأملها
شهب كآخرها في النور أولها
أماجد تهب النعماء أنملها
من قبل أن ترد المغنى لتسألها
هم الأكارم جل اللَه فضلهم
بالعلم والحلم والتقوى وبجلهم
وعندما شاء للآخرى ترحلهم
مضوا كراماً فلا عين العلوم لهم
ترقى ولم تترك العليا تولولها
قد أكملوا الشرع في سر لهم وعلن
وبينوا كل مفروضٍ له وسنن
أجل وقد طوقوا جيد الزمان منن
ومذ مضى الحسن الزاكي تخيل أن
ما للشريعة منهم من يقوم لها
ظن المريبون أن اللَه راحمها
أخلى من العلم والعليا معالمها
ولم يؤيد فتى يحيى مكارمها
وما دروا قد أعد اللَه قائمها
محمداً والفتى المهدي موئلها
مهذب ألمعي زانه ظرف
أجل وبدر كمالٍ ما به كلف
وعالم للنهى في مجده شنف
وفي ابن موسى الرضا عمن مضى خلف
تلقاه ما بين أهليه مبجلها
بدور تم إلى العليا بهم سرع
ورحبهم من غوادي فضلهم ترع
أثمة علماء زانهم ورع
أكرم بهم فتيةً أوصافهم شرع
في الفضل إذ ترد الوراد منهلها
أبناء قوم لهم بين الورى شرف
باد وفي جنة المأوى لهم غرف
همهم للمعالي والهدى كنف
حسبي وحسب البرايا بعدهم خلف
أعباء أهليه طراً قد تحملها
أعني أبا محسن غوث الأنام أجل
وغيثها منحة الرحمن عز وجل
بحر الفضائل مصباح الشريعة بل
بقية السلف الماضين والخلف
الذي عليه الورى ألقت معولها
حامي حمى الدين من فيه قد اكتملت
مناقب الفضل فازدادت سناً وعلت
ومن أقام قناة الشرع فاعتدلت
محمد بن علي خير من رقلت
له المطي وشد الوفد أرحلها
أكرم بذي همم قد نال ساعده
ما رام واللَه باريه مساعده
وماجد عمت الدنيا فوائده
سرت إلى قيصر الأقصى محامده
وجاوزت مسمعي كسرى فبجلها
وجعفر الفضل من أحيت فضائله
ميت العلى قبل أن يشتد كاهله
ذاك الذي قل في الدنيا مشاكله
حامي حمى العلم أن تشكل مسائله
على الورى حل باسم اللَه مشكلها
يا واحداً واهب النعماء خلوه
أسنى العلى ورواق العلم جلله
يا وارثاً من طراز الفضل أكمله
يا محرزاً جمل الحمد الجليل له
وحائزاً من صفات المجد أجملها
خذها فرائد قد راقت مسطرة
لا بل خرائد قد وافت معطرة
يا مالكاً جيد أسناها محرره
إليك مني بلا من محبرة
ألقت بجنب حماك الرحب كلكلها
أضحت تهنيك بالأضحى وقد سفرت
عنها اللثام فأبدت أوجهاً بهرت
مدائح بأفانين الثنا زهرت
طالت نظاماً وعن علياك قد قصرت
فها لتقصيرها تبدي تنصلها
إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي.
شاعر، من أهل قرية الطيبة من جبل عامل بلبنان مولده سنة 1806م ووفاته فيها سنة 1867م.
أقام بالنجف 27 سنة تعلم ...