الديوان » سوريا » محمد البزم » مرحبا بالشيخ شيخ القارضين

عدد الابيات : 80

طباعة

مرحبا بالشيخ شيخ القارضين

شاعر  النيل وفخر الكاتبين

جهبذ  الشعر وموحي سحره

والمقوى  فيه بالروح الأمين

ذي  دمشق لدة الدهر وهل

غير  صنو الدهر بالحسن قمين

نسب الخلد بها متصل

وبها  مغرس مجد الخالدين

زرتها في جفوة العز لها

رب جاف قلبه في الواصلين

لو  بحين غير ذا يممتها

لمشى الدهر بها للزائرين

فتلقتك بثغر أحكمت

صوغه في الدهر كرات القرون

بنساء  قاصرات الطرف عين

ورجال  في المعالي معرقين

جدول يحبو وروض ضاحك

عبقري الصنع مقطوع القرين

جنة  تجلي وعيش رغد

تحت أدواح تسر الناظرين

يبصر  المرتاد في أفيائها

بهجة النفس ومسلاة الحزين

ربوة  ذات  قرار  ومعين

ومتاع  مستقر كل حين

سمة  خالدة  لا تمحي

في  طلى الأيام دهر الداهرين

رب شعر لك كالريح سرى

يقطع الأرض سهولا وحزون

نظم المشرق والغرب معا

رب  شعر جاز طوق الناظمين

راحة  في  طرسها جبارة

يدحر  الشك بها جيش اليقين

ويراع   مرن   ذو  مرة

تارة  يقسو وتارات يلين

يهبط الوحي عليه كلما

وتوارى  بين شقيه المنون

يقع الحق على قرطاسه

أخذا  تلعب باللب الرزين

ناسم  الأقدار  في أفلاكها

وأخاف الليث في ظل العرين

علل الكائن منها وانبرى

يستشف الغيب عما سيكون

ما  لمصر لا عرى مصر الأذى

وهي أم الشرق في بر البنين

ما  لهم لا عثر الجد بهم

لم يحم حولك منهم محتفون

هل  نسبوا أيام لا نسمع في

مصر إلا حافظا يذكي الزبون

تبعث  الشرع لظى يصلى بها

من بني التاميز رهط الغاصبين

وبمصر  زمر قد تخذوا

خدمة الأوطان دينا أي دين

وهبوا مصر نفوسا حرة

لا  يراها الله في المستبعدين

قل  صبرتم وتجلدنا لها

نوب  توهن عزم الصابرين

ودمشق  أخت مصر ملئت

شيعا  تغمط حق النابهين

جهلوا  الشعر وضلوا كنهه

وعدوا فيه إلى الغث السمين

يستغيث الشعر في راحاتهم

وينادي أهله هل من معين

كاد نجم الشعر في دهمائهم

أن يرى بعد السنا في الآفلين

يا  حباك  الله كل المرتجى

فلقد هيجت بي الداء الدفين

هجت بي الذكرى على الوهن وقد

طرحتني  عن مطاها الأربعون

أرمق  الخمسين أستدني الردى

والردى  في مهجة الغيب جنين

والليالي  كل  ما تأتي به

عجب في راحة الدهر كمين

وطوت  أبراد  شرخ  كلما

عنت الذكرى له سحت شؤون

شاخ  شيطاني  وعزمي فأنا

بين  شيخين أثيم ولعين

فأتى شعرك فارتدا معا

ذاك  في المرد وذا في الناشئين

أزجر  النفس عن الشعر وهل

يزجر  المدنف عن بث الأنين

كلما أزمعت عنه نزعة

جد بي الوجد وأذكاني الحنين

فأصادي  سربه ذيل الدجى

حين  جسم الليل بالصبح طعين

وكأن  الغيم  منثورا على

جبهة  المشرق أسراب الضئين

أنتقي  الأرفع منه شمما

وأخو النهية لا يرضى بدون

هجت بي الذكرى فكانت خمرة

ذات  عرف  لذة للشاربين

وجزت  بي نشوة قدسية

لم  تجل قط بهام المنتشين

ذكر  مجد يعربي شاخص

خالد  لم يمحه فعل السنين

وبني  مروان أعلام العلى

وبناة  المجد أبكارا وعون

من بني الأملاك إما غضبوا

مرجوا  البحر ببحر من سفين

وانتحوا  أرض الأعادي بالقنا

والظبي تشتاق هام الدارعين

صقلوا حاشية الدهر فتى

وأقاموا  من خدود المصعرين

طاولوا  الزهر ولو حلوا بها

غادروها وعلوا مستكبرين

عدلوا الشم حلوما ذللت

جامح  الأقدار بالعزم المكين

وكأن  الدهر  في قبضتهم

صولجان ولياليه كرين

وكأن  الأرض شطرنج وقد

هزئت كفهم باللاعبين

يُدفع البيدق من راحتهم

فيرى  ملكا له العز يدين

ورثوا الأرض صلاحا وهدى

إنما الأرض تراث المصلحين

كل  فياض الحسا مضطلع

يصل الحرب بذي أيد فطين

أمويّ   عبشمي   دأبه

فتكة  الأجدل بالمستنسرين

محتد كالتبر وضاء السنا

والحسام  العضب تجلوه القيون

إن طوى الدهر شعوبا غبرت

فهم في الدهر غير المنطوين

قسما  بالشمس والبدر معا

والدراري الزهر والصبح المبين

لأصوغن بما قد أثلو

رائع  الشعر شجونا ولحون

ليس في المجد لمغف قسمة

إنما المجد لقوم يقظين

سنة  من عهد عاد لم يزل

يتبع الآخر فيها الأولين

إنما الدهر خضم زاخر

والورى فيه وفود السابحين

بعضهم  طاف  على آذيه

وهوى بعض ضعافا غرقين

أمة  تجتاح أطراف الدنى

حين  أخرى نهبة للناهبين

أمة  تبني وأخرى تحتذي

إنما الباني إمام المحتذين

قد  أفاق الدهر من غفوته

وجرى يتبع خطو الناهضين

منتهى  الضعف وغايات الونى

أمة  معدودة في الضارعين

تدفع الجزية طوعا عن يد

وبنوها  حشد في الصاغرين

أنذرت  دهرا  وأغفت حقبا

ثم هبت في صياح المنذرين

تأنف الطير إذا هددها

أجدل بالذل من سكنى الوكون

ما  أرى ذا الغرب إلا ناشئا

فطنا  لقنه الشرق الفنون

أودع الحكمة طوعا قلبه

وغذاه  بلبان المرسلين

أخذ  العهد عليه أن يُرى

حدبا إن رابه الدهر الخؤون

فجرى والعلم شأوا وانثنى

زائرا  يحمل  زهو الفاتحين

أنسي العهد ولم يعطف على

منهج الحكمة شأن السادرين

قدر   قاس  ودهر  أخرق

وقضاء  في  بنان لا تلين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد البزم

avatar

محمد البزم

سوريا

poet-Mohammad-al-Bazam@

4

قصيدة

1

متابعين

محمد بن محمود بن محمد بن سليم البزم. شاعر ولغوي وأديب وكاتب سوري، دمشقي المولد سنة 1887م والوفاة سنة 1955م. عراقي الأصل. من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. كان واسع ...

المزيد عن محمد البزم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة