الديوان » العصر المملوكي » إبراهيم الطويجن » سبا مهجتي طيفها حين زارا

عدد الابيات : 39

طباعة

سَبا مُهجَتي طَيفُها حينَ زارا

فَسَلهُ  أَتى عائِداً أَو أَغارا

وَما  ضَرَّهُ  إِذ  رَأى مِثلَهُ

عَلى مَضجَعِي لَو أَطالَ المَزارا

تَسَتَّرَ بِاللَيل حَتّى إِذا

رَأى  صُبحَ فودَيَّ خافَ النَهارا

أَعِد  نَظرةً  إِنَّها  زَفرَةٌ

رَمَت  فَوقَ فودِيَ مِنها شَرارا

وَخافَت مُتِيهاً بِوسط الدُجى

فَأَذكَت عَلى عَلَمِ الرَأسِ نارا

أَيُجهَلُ  بِالسُحبِ بَرقٌ تَجَلّى

وَيُنظَرُ بِاللَيلِ نَجمٌ أَنارا

وَتَذبُلُ  أَزهارُ فَودِي وَقَد

سَقَتها شَآبيبُ دَمعي بِحارا

وَبَرقٍ  تَأَلَّقَ  في وَجهِهِ

وَقَد قَطَّبَ السُحبُ وَجهاً مُعارا

كَأنَّ   سَحابَتَهُ   غادَةٌ

رَمى الدَهرُ مِنها خَلِيلاً وَجارا

فَتُسجي  لِباساً وَتُومِي اِختِلاساً

وَتَضحكُ  سِرّاً وَتَبكي جَهارا

كَأنَّ    تَألُّقَهُ   صارِمٌ

صَقِيلٌ بِكَفِّ جَبانٍ أَشارا

فَمِنهُ  وَمِن  قُزَحٍ مَنظَرٌ

كَسا  غادَةَ المُزنِ مِنهُ نُضارا

إِذا  التَفّ في خَصرِ هَذا وِشاحاً

تَعَطَّف في زَندِ هَذا سِوارا

سَرى وَالضُحى تَحتَ ذَيلِ الدُجى

يَلُوحُ مِراراً وَيَخفى مِرارا

وَقَد أَبرَزَ الفَجرُ كَفّاً خَضِيباً

أَشارَ  عَلى الصُبحِ حَتّى أَغارا

فَجالَ مَعَ اللَيلِ في مَعرَكٍ

لَوى طَرفَهُ النَجمُ عَنهُ وَغارا

وَحَرَّكَ  طِرفَ الصَبا ناسِمٌ

أَطالَ بِذَيلِ الخُزامى عِثارا

عَليلٌ بَليلٌ وَلَكِنَّهُ

يُداوِي السَقام وَيُذكِي الأُوارا

وَشى بِحَديثِ الرُبى لِلضُحى

وَنَمَّ  بِأَسرارِ نَجدٍ جِهارا

أِعِدهُ  عَلَيّ  حَديثاً بَلى

أَدِرهُ  عَلَيَّ رَحِيقاً مُدارا

أَبى  الجَزعُ حَيثُ مَدارُ العُلا

مَطالِعَ شُهبٍ تُسَمّى دِيارا

وَحولَ  العَقِيقِ عَقِيقٌ جَرى

بِدَمعي وَقَد كانَ دُرّاً نُضارا

فَأَغرَقَ بِالدَمعِ نُؤياً وَحَوضاً

وَأَشرَق بِالدَمعِ شيحاً وَغارا

وَجادَ  قِرى جِيرَةٍ غادَروا

هَوىً  ثابِتاً وَذَماً مُستَعارا

رَمَت بِهِمُ في نُحورِ الفَلا

رَواشِقُ  أَيدي حَنايا المَهارا

أَثارَ  القَتامُ عَلَيها دُخاناً

تَشُبُّ شَعاشِعُها فيهِ نارا

وَصَيَّرَها  السيرُ مَعنىً خَفِيّاً

أَطالَ بَصَدرِ الفَيافي سِرارا

وَأَنبَتَ في قَمَرَيها عِشارا

وَفَوقَ  مَناسِمِها  جُلّنارا

سَفائِنُ بَرٍّ يَخُضنَ السَرابَ

وَيَلبَسنَ مِن داجِنِ اللَيلِ قارا

حُرُوفٌ إِذا ما تَرامَت فُرادى

سُطُورٌ إِذا ما تَمشّت قِطارا

وَفوقَ  الرَحائِلِ مِيلُ الطُلى

نَشاوى غَرامٍ وَلَيسُوا سُكارى

يَشُدّون فَوقَ الضُلوع الأَكفَّ

وَيُثنُونَ فَوقَ الخَيالِ الإِزارا

شَكَوا وَجدَهُم وَبَكَوا عَهدَهُم

فَعاطَوا عُقاراً وَفَضُّوا أُوارا

وَفي الكِلَلِ الحُمرِ بِيضُ الطُلى

حَمَينَ اللَمى وَأَبَحنَ الذِمارا

أَدارَت بِهِنَّ العَوالي سِياجاً

وَحَفّت  بِهِنّ المَواضي إِطارا

يُرَقِّعنَ بِاللَحظِ خَرقَ السُجُوفِ

وَيَنظُرنَ  خَوفَ الرَقيبِ إِزوِرارا

أَشائِمة اللَحظِ عَن مُذهَبٍ

كَسَيفِ أَبيها شَباً أَو غِرارا

حَناناً  فَلولاكِ لَم أَعتَسِف

فَلاةً  وَلَم  أَتَشَوّق مَزارا

وَلا كانَ خَدِّيَ يَعفُو الرُسومَ

وَلا سَيلُ دَمعِيَ يَسقي الدِيارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الطويجن

avatar

إبراهيم الطويجن

العصر المملوكي

poet-Ibrahim-Al-Tuwaijn@

2

قصيدة

0

متابعين

أبو أسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الساحلي الأنصاري الأوسي من أهل غرناطة غادر الأندلس بعد اشتهار فضله لتأدية الحج وأقام في بلدان كثيرة هي مصر والشام والعراق واليمن وبلاد ...

المزيد عن إبراهيم الطويجن

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة