الديوان » عبد الله الأخرس » لولاكِ يا شهرزادي / أولُ قصيدةٍ كَتبتُها

هذهِ أَولُ قصيدةٍ لي

 كتبتُها في سوريا

في مدينتي حلب الشهباء

َو كنتُ قبلها أكتبُ الخواطر

التي تعبِّرُ عن مأساتي و أحزاني 

و ما يعتَريني في حياتي اليوميّة 

و كانت بعضُ هذهِ الخواطرِ

تأتي مقفّاةً 

ٍعلى مِنوالِ الشِّعرِ

إلا أنها غيرُ موزونة

ِإذ لم أكنْ أعرِفُ ما هوَ الوزنُ

و إنما أسمعُ به

ِو لم أكنْ أتصوّرُ أنني سأكتبُ شعراً

موزوناً في يوم من الأيام

فضلاً عن أن يكونَ جيداً

يعجبُني و يُعجِبُ القرّاء

كُنتُ وحيداً بل مُتوحّداً! 

 أكتبُ لنفسي

مُنطَوياً عليها

مُنعَزلاً قدرَ استطاعتي

ليس اختياراً و انما اضطِراراً 

كنتُ أكتبُ لكي أهرب

و قد وَجدتُ العزاءَ

في تلكَ الخواطرِ الحزينةِ المأساوية

ٌو هذهِ أمثلة

من تلك الخواطر الغير موزونة

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جُروحٌ جُروحٌ في كلّ مكانْ

ففي القلبِ و الروحِ و بالوِجدانْ

 فاحمَدي اللهَ يا سيدتي كثيراً

لأنكِ لم تتورّطي معَ هكذا إنسانْ

فوجهي إنْ ترينهُ لنْ تعرفيهِ

إذا تَدفّقتْ بأوعيَتهِ النارُ و البركانْ

و في الليل أَتحوّلُ لأَلفِ شيءٍ

كوحشٍ كَشبَحٍ كَموتٍ كَشَيطانْ!

لقدْ دُهشتِ بما رأيتِ فابتَعدي

هكذا أَنا دُخانُ الدُّخانْ!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنْ أخطأتُ بحقّكمْ فالمَعذرة!

تَصرّفاتي مُخطئةٌ

لأنّني في مَجزرَة!

أُحاولُ الخروجَ منها و لكن

كلُّ شيءٍ يُنادي إِنهُ قَدَرَهْ

أَصبَحتُ أخافُ النهارَ و أَهرُبُ منهُ

حتى أَنني أكرهُ الليلةَ المُقمِرَة!

يُبكيني ما أُحسُّ بهِ و يُضحِكُني

كأنني فأرٌ و الناسُ هِرَرة!

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 بدأتُ أقتني الكتبَ الأدبيةَ

و الدواوينَ الشعرية

و أقرأُ و أحفظُ الكثيرَ

ُو أكتبُ و أكتب

كنت بحاجةٍ لثقافةٍ كبيرةٍ

أستطيعُ من خلالها التعبيرَ

عن مكنوناتِ نفسي

بأفضلِ طريقةٍ ممكنةٍ

ِو هكذا دخلتُ عالمَ الكتب

 و كان هذا العالمُ

لا يقلُّ روعةً و عزاءً لي

عن عالمِ الكتابة

و هكذا بدأتْ تتوسّعُ

معارفي شيئاً فشَيئا

و كان ممّا اقتَنيتُ

منَ الدواوينِ الشعرية الأولى

دواوينَ نزار قباني 

عكفتُ عليها طَويلاً

و حفظتً الكثيرَ منها

و ديوانَ مجنونِ ليلى

و ديوانَ أبي نُواس

و ديوانَ المتنبي

و قد تأثّرتُ جداً بنزار و المتنبي

أيضاً من أوائلِ ما اقتنيتُ

من الكتبِ الأدبية

كتابَ نهجِ البلاغةِ

و أدبَ الكاتبِ لابنِ قُتيبَة

و الكاملَ في اللغةِ و الأدبِ للمُبَرّد

و البيانَ و التبيين للجاحظِ

و العقدَ الفريد لابنِ عبد ربه

يتخللُ ذلكَ بعضُ الرواياتِ

التي ترَكتْ أثراً كبيراً في نفسي

كروايةِ البُؤساءِ و أحدبِ نوتردام

ِو الرجلِ الضاحك

و غيرها الكثير 

كل هذا كان من سِن الثانية عشرة

إلى الثامنة عشرة تقريباً

ُو لم أكن أعرف ما هوَ الوزن 

و أذكر أنني كنتُ أحياناً

أعدُّ الحروفَ في البيت الشعري 

لعلني أصلُ إلى معرفة الوزن

فأجدُ اختلافاً في عددِ الحروفِ 

ٍفي كل بيت

كل هذا بيني و بينَ نفسي

ُحتى عرفتُ بعد ذلك ما هوَ الوزن

و بدأتُ أحاولُ الكتابة

على أوزانِ الشعرِ العربي الفصيح

و خلالَ هذه الفترة

قرأتُ من الشعرِ العربي الشيء الكثير

  من الجاهليةِ إلى العصرِ الحديث

و اطّلعتُ على أغلب الكتبِ الأدبية

 و هذه القصيدةُ الوحيدةُ

التي كتبتها في مدينتي حلب

وهي أول تجربةٍ لي موزونةً عَروضِيّاً 

و جاءتْ بعفويةٍ على البحرِ المُجتثّ

و الفتاةُ التي أخاطِبُها بِشهرَزادي

هيَ فتاةٌ مُتخيّلةٌ 

و ربما هيَ رَبّةُ الشِّعرِ أو عَروسُه

و العجيبُ أنني

لم أعدْ إلى البحرِ المجتثِّ

 و لم أكتبْ عليهِ حتى هذه اللحظة!

و قد مرّ عليها أكثر من عشرينَ عاماً

ثم اندَلعتِ الثورةُ السورية

بعد سنواتٍ عديدة

في عام 2011

و نزحتُ معَ أهلي إلى تركيا 

و كل ما كتبتهُ بعد هذه القصيدةِ

فهو في الغربةِ في اسطنبول

حتى تاريخ هذا اليوم

2024 / 10 /4 الشهر العاشر 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 لولاكِ يا شَهرَزادي
ما كُنتُ أَصبَحتُ شاعِرْ
و لا عَشِقتُ دَواتي
و لا سَكَنتُ الدَّفاتِرْ
و لا لَمَعتُ كَنَجمٍ
و لا صَدَحتُ كَطائِرْ
و لا اقْتَحَمتُ بِشِعري
بَنادِقاً و خَناجِرْ!
فَمَزَّقَتهُمْ حُروفي
و للحُروفِ أَظافِرْ!
فَماتَ منْ ماتَ مِنهُم
و عاشَ منْ عاشَ صاغِرْ!
أَما وَحَقِّكِ عِندي
يا شَهرَزادَ الحَرائِرْ
لولاكِ ما رَقَّ قلبي
و لا عَرَفتُ المَشاعِرْ
و كُنتُ دَوماً وَحيداً
كَجُثَّةٍ في المَقابِرْ!
فلا هُناكَ صَديقٌ
و لا حَبيبٌ و زائِرْ
كانتْ حياتي جَحيماً
أَحيا حَياةَ المُقامِرْ!
و لستُ أَذكُرُ إِلا
بِأَنَّني كُنتُ خاسِرْ!
حتّى مَرَرتِ بِقُربي
و في يَدَيكِ البَشائِرْ
و قُلتِ لي كُنْ حَبيبي
و شاعرِاً و مُعاصِرْ
فَهَلْ تُراني إِذا ما
سبّحتُ باسمِكِ كافِرْ! 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

18

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة