الديوان » عبد الله الأخرس » طالتِ الغربة

عدد الابيات : 16

طباعة

طالــتِ الغُربَــــةُ حتّــى خِلتُنـــي

عِشتُ فيها مِثلَ ما قَد عاشَ نـوحْ!

يـا لهـا مِـــن غُــربَــــــةٍ مَـلعونَــةٍ

ذُقــتُ فيهـا كُـلَّ أَنــواعِ الجُـروحْ

هـــذهِ الـغُـــربَـةُ ذَلّـتْنـــي و كَـمْ

مـنْ عَــزيـزٍ ذَلَّ مـنْ بَعدِ النُّــزوحْ

كـانَ فـي مَوطِنِـهِ فَــوقَ الــذُّرى

صارَ في الغُربَةِ يُلفى في السُّفوحْ!

هــذهِ الغُـربَــــةُ أَبــكَتنـــي دَمَــاً

و سَــقتنــي من حُـمَيّـاها السُّمـومْ!

إِنَّهـا خَــــمّـــــــارَةٌ .. مَــملــوءَةٌ

بِــكُـؤوسٍ مُـترَعــاتٍ بِــالـهُمـــومْ!

طَحَنَـتْ عَـظمـي على أَضراسِـها!

مَـزَّقَــتْ أَنـيـابُـهـا مِنّـي الّلحُـــومْ!

و إِذا رُمــــتُ لأَرضــــي عَــــــودَةً

سِـخِـرَت مِنّـي و قالَـت مـا تَرومْ؟

نَــفِــدَ الصَّـبـــرُ و إِنّـي أَتَـصبَّـــرْ

و انتَهـى دَمعـي و جَفني قد تَحَجَّـرْ

كُــلُّ أَحبــابــي نَسَـــــوْني و الــذي

كانَ لـي خَيـرَ صَديـــقٍ قَـد تَـنَكَّـــرْ

صِــرتُ كَالسَّــكـرانِ أَمشــي ثَـمِــلاً

شــارِدَ الـفِكــــرِ بِــظِلّــي أَتَــعَـثَّــرْ!

هــذهِ الــغُربَـــــةُ قَــبـــرٌ آخَــــرٌ

كُـلُّ مَـنفِــيٍّ بِـهـا حَـيّــاً سَــيُـقبَــرْ!

أَيُّهــا الـمَـوطِنُ أُهديـــكَ الـتَّحِيَّــةْ

مِـن هُنـا .. حَيـثُ تُـوافيني المَنِيَّـةْ

لســتُ مِـنْ رَحـمَـــةِ رَبّــي قـانِطــاً

بَـل أَنــا أَرجـو الحَيــــاةَ الأَبَـدِيَّـةْ

تَـعِبَــتْ رُوحي و طالَـتْ غُــرْبَتــي

و تَـفَشّــى الـظُّلـمُ بَـيـنَ الـبَشَـرِيَّـةْ!

إِنَّ مَـوتـي هـا هُـنـا نَـصــرٌ فَـقـدْ

مُــتُّ مَـنفِيّــاً و لَـمْ أُعـطِ الـدَّنِيَّـةْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

18

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة