الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » أرقت فرقت لي البدور الطوالع

عدد الابيات : 31

طباعة

أَرِقْتُ  فرَّقَتْ لي البُدورُ الطَوالعُ

وَنَحت فَناحَت لي الطُيور السَواجعُ

وَأَسكرني مَسرى الصَبا عَن أَحبَتي

فَملت  فَمالَت بي الغُصون اليَوانع

فَبت وَلَيلي لَيل يَأس وَوحدة

وَقَد شغلت عَني العُيون الهَواجع

أُردّدُ  لِلأَعقاب رَأياً وَفكرةً

لَها بَين غارات الأَماني مَصارع

أُناجي ضَميري ذكر خل وَصاحب

وَقَد ذَهبت تَتَرى العُيون الهَوامع

فَشُكراً لِأَفكار الكِرام وَوَحدتي

لَقَد وَاصلاني وَالأَحبا قَواطع

فَللهمِّ عِندي أَيُّ أَيدٍ كَريمةٍ

أَقلّ  وَفاها  أنَّها لا توادع

وَيَعجب قَوم أنَّني لا أَذمها

وَتِلكَ الَّتي عَني الفَراغ تُمانع

نعم  إِنَّها وَفّت وَقَد خانَ غَيرُها

فَأَمسَت لَها دُون السُرور الصَنائع

وَحَمداً لِدَمعٍ ردّ نارَ حشاشتي

وَإِن  فَضحت أَهلَ الهُموم المَدامع

أَلا  مَرحباً بِالهمِّ وَالوَقتُ وَقتُه

وَأَهلاً  بِهِ قَد زارَ وَالغَير خاشع

وَبئساً لِأَوقات المَسرات إِنَّها

سَحابة صَيفٍ أَو بُروقٌ لَوامع

تُسيء إِذا وَلت بِتذكار أُنسها

وَإِن  أَقبلت كانَت غُروراً تخادع

يَقولون  لي إِن الشَدائد محنةٌ

فَقُلت وَلَكن الرَخاء مَصانع

بَلى إِنَّها تَهدي التَجارب لِلفَتى

فَتُعرَفُ أَخلاقٌ وَتصفو طَبائع

وَإِني  أُوفّيها الصَحابةَ حَقَّها

وَآمل في الأَعقاب ما اللَه صانع

وَحَسبيَ ركناً في المَصاعب أَنَّني

لِأَعتاب سُلطان النبوّة راجع

فَهَل أَتّقي الدُنيا وَمَولاي قادرٌ

وَخَير البَرايا سَيد الخَلق شافع

ليقدم صَرفُ الدَهر ما شاء وَلْيُرِعْ

فَلي  منهما رُكن شَديد مَدافع

أَثمت  إِذاً إن لَم أُجابِهْ خَطوبَه

بِعَزمٍ  يَردّ البَأس وَالبَأس خاضع

فَذاكَ حمى اللاجي العَزيز جواره

وَمَن يَرتجي مَغناه عاصٍ وَطائع

فَكَيفَ يَروع الخَطبُ مَن في أَمانِه

وَهَل تَخفض الدُنيا مِن اللَه رافع

أَما وَجلال اللَه لَيسَت تَروعني

خُطوب اللَيالي وَالصُروف الفَواجع

يَثبّتني أنَّ المهيمن مالك

وَأن الَّذي قَد شاءَ لا رَيب واقع

وَيقنعني  أَني رَجَوت محمداً

نَبيَّ الهُدى وَالجار لا شَكَ مانع

أَنخت  بِمَغناه رحالَ مَقاصدي

فَوطنت  نَفسي وَاطمأنت مَضاجع

وَوَجهت  آمالي لِمَولى يُنيلها

وَإِني بِما تَرضاه عَلياه قانع

فَلا يا رَسول اللَه إِنيَ مُقبلٌ

عَلَيكَ  وَمستجدٍ نداك وَضارع

مَددتُ إِلى عَلياك كَفاً وَطالما

مَنحتَ الَّذي يَرجوك ما هوَ طامع

وَلَست أَراني آيباً أَوبَ خَيبةٍ

وَجاهك مَرجوّ وَفضلك واسع

عَلَيكَ صَلاة اللَه ما قُلت مُنشداً

أَرِقْتُ  فَرَقَّتْ لي البُدورُ الطَوالع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

120

قصيدة

2

الاقتباسات

2

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة