عدد الابيات : 48

طباعة

قَصِّر الآمالَ عن اهتمامْ

إن بَعد العَيش يَومُ الحِمامْ

لا تنم عَن حكمة باغترار

فَالليالي دَأبُها لا تَنامْ

لا  يغرّنْك الشَباب بزور

طالَما  أَغرى بِهِ ذا هيامْ

صاحبٌ  بِالأُنس يَمضي فَيبقى

وَحشة  الآثام وَالاجترامْ

طالَما  كانَ المعين عَلى الغيـ

ـي  وَأَضحى وَهوَ رَب المَلامْ

وَالليالي نعمة فاغتنمها

إِنَّها إِن أَعرضت لا ترامْ

وَاتخذها فُرصة للأَواتي

فَالأَواتي شَأنها الاتهامْ

فاشتر الأَوقات من بائع الدهـ

ـر  لما لا بد مِنهُ أمامْ

وَتخوّف  ما أَمِنتَ وَفكِّرْ

يَوم  سَيرٍ بَعد هذا المَقامْ

لا تهم في وَجه يَومٍ نَضيرٍ

فَهوَ بكّاءٌ مَع الابتسامْ

لا تَتِه في شعر ليل بَهيم

أَودعته  حزنها الأَيامْ

إِن  هَذا الدَهر يَفعل فينا

فَعل يَأس المرء بِالأَوهامْ

وَهوَ  منا بَين آتٍ وَماضٍ

بَين قَصر يُبتنَى أَو رجامْ

مالنا  وَالفكر أَكبرُ ناهٍ

نَجهل  الأَمر الجلي وَهوَ عامْ

قَبلنا اغتر الأَنام بِما نَحـ

ـنُ  اغتررنا ثُم كُلّ رمامْ

ما  رعاها ذمّةً لصديق

بَل  وَلم يَخشَ الجَليل الهمامْ

بئس من في الترب أَبصر جمعاً

آنستهم  وَحشةٌ  ثُم هامْ

مُرَّ  بِالأَجداث تنظر مَطِيّاً

جُبَّ  مِنها غارِبٌ أَو سَنامْ

وَانظر الركب الذين أَشاروا

بِالصدا كي يَنتهي مَن أَقامْ

وَاعتبرهم تلقَ كلّاً وحيداً

في انتثار جَمعهم في انتظامْ

كُلُّهم أَمضى شباباً وَعَيشاً

باصطياد للمهى وَالمَهامْ

قَسموها بَينَهُم ثُم عادَت

قَسَمَتهم أَيَّما اقتسامْ

غَدرتهم  غادرتهم فحاذر

بعد  هَذا ترجُ مِنها الذمامْ

فَاطّرحْ  غيّ الهَوى بِالهُدى وَار

شد  تَفُز مِن تركها باغتنامْ

وَاترك  الأَغيار غَير مبالٍ

وَاعتصم وَالجأ لخَير الأَنامْ

عش بِهَذا الحَي حيّاً لتحيى

ثُم مت عَن صَبوة أَو هيامْ

قف عَلى الأَعتاب كهلاً فيا كم

قمت في غَيّ فَتى أَو غلامْ

كَم ظلمت النَفس فيما قَضت

فَانتقذها قَد كَفاها الظلامْ

لُذ بِهِ وَاطلب لديهِ سماحاً

إِنَّما يَرجو المقلّ الكِرامْ

وَابكِ  أَياماً مَضَت في سِواه

أَخّرتنا  عَن أُمور جسامْ

وَاعتصم بالجاه مِنهُ فَهَذى الـ

ـعروة الوثقى الَّتي لا انفصامْ

أَدِّ بِالذل الرسوم لَديه

وفِّ  حقَّ  الترب بالالتئامْ

كَم  بِهَذا الباب مثلك راجٍ

عزَّ  لما  عاد بالالتزامْ

أخلصوا الأَرواح عن كُل نَقصٍ

فارتقوا منها معالي التمامْ

شرّفوا بالمقعد الصدق لَمّا

قامَت  الأَقدام حَق القِيامْ

يا رَسول اللَه أَنتَ المرجَّى

يَوم  نُدعَى لاقتحام الزحامْ

يا  رَسول اللَه أَنتَ معاذ

حينَ  لا جار وَلا اعتصامْ

يا رَسول اللَه من لي إِذا ما

كُنت في هَذا الرِحاب أَضامْ

لَم أَجد لي غير جاهك ملجا

حَيث  يرجَى للعظام العظامْ

إن  تَكُن للطائعين فَمن ذا

لِسواهم  من  ذوي الآثامْ

لَيسَ  إِلا أَنتَ يا رحمة اللـ

ـه لَنا فَالكُل لا نستضامْ

لا  يَردّ الخَطبُ عَنكَ رِجالاً

أَمّلوكَ النورَ جنح الظَلامْ

بِكَ نجّى اللَه أَهل الضلالا

ت  وَأَهدى عابدي الأَصنامْ

هَل  تَراني لائِقاً بانخذال

وَسَبيلي  وَديني  الإِسلامْ

إن تَكُن مَولاي غَير نَصيري

فَعَلى الآمال حزن الدَوامْ

لا  وَمَن  قَد اِجتَباك نَبياً

إِن قَصد الغير مني حَرامْ

مبدء الرشد الهُدى بِكَ فاقبل

ليتم الفَضل حسن الختامْ

يا  حمى اللاجي عَليك صَلاة

دائِمات  ثم أَزكى السَلامْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

120

قصيدة

2

الاقتباسات

2

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة