الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » هجرتك بدر التم إذ رق مؤنسي

عدد الابيات : 30

طباعة

هَجرتُكَ بَدرَ التَمِّ إذ رقَّ مؤنسي

وَجادَ  حَبيبي بِالوصال وَبُغيتي

وَقلت وَلَيلُ الأنس كحَّل لَحظَه

وَقَد ضَمّنا في خَير أُنس وَعفة

أَيا  قَمرَ الآفاق عُد خَجلاً فَقَد

تُذَكِّرني  لقياك أَيامَ شَقوَتي

وَنَم يا حَمامَ الأَيك لا تَبك في هنا

فَقَد مالَت الأَغصانُ في رَوض جَنة

وَراقبَ مَن أَهوى مِنَ الدَهر فُرصةً

فَواصلني مِن بَعد هَجرٍ وَمنعة

وَلما صَفا دَهري كَخمري شربتها

وَجانبت نُسكي في اتباع صبوتي

وَعانقتُ  مَن أَهوى وَقَد حلَّ بَندَهُ

كَما  فَتق الأَكمام عَن زَهر وَردة

وَناديتُه وَالسكرُ يَأخذُ وَالكَرى

يَجولُ بِأَجفان العُيون المَريضة

صَفا  الوَقتُ لا واشٍ وَلا مترقّبٌ

سِوى عَينِ نمّامٍ وَنَرجسِ رَوضة

فَقال وَفعلُ الراح يُعجِمُ نُطقَهُ

وَقَد مالَ نَحوي بَعد عزِّ الشَكيمة

تَمتّع بمثلي وَاغتنم ما مَنحتُه

وَلا تَبتئس إِن جلّ خَطبٌ بفرقتي

فَما الدَهر بِالباقي عَلى ما تَرومه

وَلا الحُب قَد يَبقى بحسن الشَبيبة

وَما  تَجمع الأَيامُ شَملاً مِن الوَرى

وَلكنّها تَهوى اِفتِراقَ الأَحبة

وَما  تَعدُ  الآمالُ إِلا ضَلالةً

وَما  مَنحَتْ  إِلا عَدَتْ فاستردّت

أَلم تَرَ أَن الغُصن يُقطَفُ نَورُهُ

وَيَمحو  ضِياءَ الشَمس لَونُ الدجُنَّة

فَقُلت فَدتك الرُوحُ دَعنا لما دَعَت

إِلَيهِ  الأَماني مِن وِصالٍ وَنَشوة

وَعاوِد بنا صرفاً مِن الخَمر قَرقَفاً

مشعشعةً حَمراءَ قالَ كَوجنَتي

فَمازلت أُسقَى خَمسةً في مسرّةٍ

وَما  زالَ يُوليها أَميريَ بِالَّتي

غَرامٌ  وأَلحاظٌ وَلَفظٌ وَخمرةٌ

وَأَشهى رضابٍ بِالرضا كانَ سكرتي

إِلى أَن أَجاب الخَمرُ ما سَأل الهَوى

وَملنا  لَما شئنا بحكم المَشيئة

وَلما اِنقَضى بَيني وَبَين معانقي

لَذيذُ  فكاهاتي وَألفاظُ حكمتي

شَدت فَوق غُصن البان وُرْقٌ فَأَسمعت

دُجىً كانَ عَنّا في اشتغال بغفوة

فَخمش  كفُّ النجمِ للَّيلِ وَجنةً

وَريعَ فَشابَت رَأسُه عِندَ صدعة

وَقامَ كَغُصن البان رنَّحه الصَّبا

فَناولني  ما كانَ في الجاشرية

وَلما  اِنجَلى مِن غَيهب اللَيل ما اِنجَلى

وَغرّةُ  وَجهِ الصُبحِ فينا تَجلّت

تَرحّل عَنّي وَالفُؤادُ مروّعٌ

وَجَفنيَ مَحجوبٌ بِأَستارِ عَبرتي

فَقُلت غُروبُ البَدر قَد آن وَقتُه

فَقَد فاجأتهُ شَمسُنا بِالأَشعّة

وَإِني  لَصبٌّ منذ نيطت تَمائمي

إقامةُ دين الحُبِّ فَرضي وَسنتي

بِذا صرتُ مقداماً عَلى كُل عاشقٍ

هَزوماً لأجناد المَلام بحجتي

فَعِندي هوانُ الحُبِّ عَزٌّ مؤيّدٌ

وَمَن لَم يَكُن يدريه شَرُّ البَرية

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة