الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » البدر أسفر واضح اللألاء

عدد الابيات : 55

طباعة

البَدر أَسفرَ واضحَ اللألاءِ

وَالليل أَزهر عاطرَ الظَلماءِ

وَالزُهر تَسعى في السَماء بِأَكؤسٍ

طافَت عَلى النسرين وَالجَوزاء

فكأنها  وَسط السَماء تَردّدت

تَتَرى  أَزاهرُ رَوضةٍ غَنّاء

وَالفضل  زاه وَالرَبيع منوّع الـ

ـأَجناس وَهوَ مؤرّج الأَرجاء

وَالغصن وَرديّ الخدود شميمُها

يَحكى  شَميمَ غَدائر الحَسناء

وَالنَهر  مضطرب الفُؤاد كَأَنه

صبٌّ  بِقامة أَغصُنٍ هَيفاء

وَالجَمع بَين معزز بحزامة

يَزهى وَبين مجمّل ببهاء

مِن كُل فَردٍ بالمفاخر مفردٍ

يَسمو عَلى الأَشباه وَالنظراء

في المحفل المَرهوب طودٌ ثابتٌ

وَهوَ الهزبر لجحفل الهَيجاء

إِخوان صدقٍ في تودّد إِخوةٍ

أَخدانُ مَجدٍ في صَفاء إِخاء

لا تَعرف الزلاتُ أَرضَ وَقارِهم

فَحماهمُ  قُدسٌ لكل رَجاء

لَهُمُ الثَبات لدى الكِفاح وفيهمُ

لُطفُ السقاة وَرقّةُ النُدماء

قَوم  وَجوههمُ حَكَت أَعراضَهم

بيضاً تُعير الشَمسَ ثَوبَ ضِياء

بِهم قَطعت مع الدجنّة سَربخاً

للغول  فيهِ وَحشةُ الجبناء

وَبكل  أَجردَ ضامرٍ يَجري القَضا

مِن خَلفه فَيَسير سَيرَ رُخاء

عبلُ الشَوى زاهي الجَبين كَأَنَّه

صبحٌ بَدا في اللَيلة اللَيلاء

يَتناول العَنقاءَ فارسُ سرجِه

إِذ سَرجُه يَعلو عَلى العَنقاء

تَجري  النَعامة خَلفه فَتَرى العَصا

عَبَثاً  فتلقيها عَلى الغبراء

وَبكل ميادٍ كَعوبٍ ميلُه

ميلُ المُدلِّ بمشية الخيلاء

وَبكل مصقول الغرار فرندُه

زاهي  الصقال كَوَجنة العَذراء

جُبنا السباسبَ رُكَّباً فكأننا

زُهر الكَواكب في مَدار سَماء

نَسري نؤمّ حِمىً وَنَطلب حامياً

سَعيَ  المُجِدِّ وَمَطلب الحُكَماء

وَرَجاؤنا وَملاذنا وَمعاذنا

ملكُ الملوك خَليفة الخُلَفاء

خَير  الخَليقة بَعد طَه عنصراً

وَأَجلّ من يَسمو عَلى الأَحياء

ظلُّ الرَحيم عَلى البِلاد وَنورُه

بَين العِباد وَهديه لِسواء

ملك إِذا نظر التراب رآه من

آثار عَين عَبيده القُدَماء

تَجري أَوامرُه العَلية وَالقَضا

ء  موكّلٌ بوظيفة الإِجراء

تتنافس الأَقدار كَي تَسعى لَهُ

فيما  يَرى مِن نعمة وَشَقاء

لَو يَرتَضي رَدّ الصِعاب ذَليلة

رَدّ الرَواسخ في اِنبِساط فَضاء

فَالعَدل  رايته بِهِ خفاقةٌ

تَدهي الظلوم بلمحة الإِيماء

وَالفَضل بَين يَديهِ جمٌّ وِردُهُ

عَذبٌ يَسوغ مَع الهَنا بِصَفاء

وَالسَيف مَجرودٌ بِأَيدي أَماجد

يَزهى اِزدِهَى الأَقلام بِالنبهاء

وَكَذا البَوارج كَالبروج تبذّخت

في البر تلك وَهنّ فَوق الماء

أَوما تَرى القانون والديوان وَالـ

ـميدان  كُلٌّ معلن بثناء

لا يَعرف الذل الأَنام وقد حمى

عَبد العَزيز المُلكَ مِن أَسواء

وَرث  الخلافة عَن أَبيه وَجده

وَالجَد  وارثها عَن الآباء

قَومٌ سَنابك خَيلهم نجم السَما

وَنعالهنّ جماجم الكُبراء

دَهموا الممالك وَالمُلوك بخيلهم

وَبرجلهم والبطشة الدَهماء

وَتبوّأوا عرشَ الأَبيّ فقوّضوا

رُكنَ  المَنيع وَعصبةَ الأَهواء

وَتبذّخوا في العالمين فدوّخوا الـ

ـجاهَ  المكين بهمة شماء

كَم هوّنوا بكر الحُصون عَظيمة

بعوان  شنِّ الغارة الشَعواء

تَركوا القتام عَلى البَسيطة طرّةً

سَوداء فَوق الوَجنة الحَمراء

فَاسأل عَن الأَملاك غربَ سيوفهم

في الشَرق تَعرفُ هَيبة العظماء

بَزغوا  شُموساً كان للشَرق البها

مِنها وَللغرب اضطرام عناء

وَبهم  علا أَوجَ التباذخِ يافثٌ

إِذ  شرّفته مكارمُ الأَبناء

ثَبتت قَواعدُ مجدهم تَحت الثَرى

وَسمى  فَظلّل هامةَ الخَضراء

شَرف عَلى شَرف تتابع بَين مَن

وَضع  الأَساس وَمعتن بِبناء

عز تَضاءَلت القُرون لقدره

فَمشت  لَديهِ مَشيةَ استحياء

تِلكَ المَكارم في الأَنام زَهَت عَلى

كُل  الوَرى  كَالغُرّة الغَرّاء

وَورثتَهم  وَخلفتَهم يا خَير مَن

شادَ  التليد بِطارف العَلياء

عَززت دين اللَه وَهوَ معززٌ

لَكَ ما تَشا مِنهُ بِفَضل عَطاء

دامَت  مَعاليك الكِرام كَما تَشا

ما دامَت الدُنيا لِعَين الرائي

وَإِلَيك يا خَير الخَلائف صُغتَها

عَرض  العَبيد لِذي لِوا وَوَلاء

تَلقى بِأَعتاب الخَليفة إِن تَفز

فَضلاً  تَتيه بِهِ عَلى الأُدَباء

فَالدين  وَالدُنيا بِطالع سَعدكم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

200

قصيدة

2

الاقتباسات

3

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة