الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » حث الركاب وللظلام سجوف

عدد الابيات : 44

طباعة

حثَّ الرِكابَ وَللظلام سجوفُ

وَاقحم فَقَومك جُمَّعٌ وَصُفوفُ

وَاهزم هُمومك فَالسرور مقدّر

وَاقعد زَمانك فَالرِجال وُقوف

وَاستجل كَأس الأُنس فَهيَ شَهية

مدّت بِها الأَيدي إِلَيك أُلوف

وَانظر بِعينك بَين أَرضك وَالسَما

ما  ثَمَّ  إِلا محفل وَلَفيف

سِر بي أَخيّ إِلى الفَخار وَخلّني

فَلَقَد  كَفى نَوم مَضى وَعكوف

ما  لي أَعلَّل بِالمُنى وَيَنالني

جهد  العَنا وَأَخو الحتوف يَحوف

فَاليَوم قَد شُلَّت يَد العادي كَما

سُلَّت عَلى جيد الزَمان سُيوف

ما  أَحسَن اللذات تَحسو كَأسَها

صَرفت خلاصتَها إِلَيك صُروف

فَاشرب تغنينا الصَوافن صُهَّلاً

طَرَباً وَأَفئدة الوشاة دُفوف

وَاغنم فَقَد جادَ الزَمان بِأَمنه

وَالبَأس  باد وَالوُجود مخوف

في لَيلة أَرخت غَدائرها عَلى

أَبنائها وَفؤادها مَرجوف

فَكأنما لمع السُيوف أَزاهر

وَالجوّ ظلّ قَد أَظلّ وَريف

فَالأَرض  تَرجف من حَقيقة ما بِها

وَالأُفق  يَخفق قَلبه المَشغوف

وَالناس  خاشعة لذا أَصواتهم

ما  ثم إِلا كاظم وَوَجيف

لَيل  سَهرنا وَالقَضا متأمّل

وَالدَهر  يقدم تارة وَيَعوف

وَيَد  المهيمن قَد أَظلت جمعهم

وَالحَزم باك وَالنهى مَصروف

جَيش الحَمية وَالحِماية صادَما

فَوهى جِنانٌ وَاِستَطال زحوف

لَولا يَد التَوفيق حالَت بَين ذا

ذلت  جِباه أَو رغمن أُنوف

لَكن سُعود الحَظ عَبد مَليكنا

وَلذاك  أَسعد طالع وَظروف

وَدَنى  السُرور دنوّه وَبَدا الهَنا

وَعَلا  عَلى الشَرف المُبين شَريف

رَب الرِياسة وَالسِياسة مَجدُها

زاه  بتالد ما لديهِ طَريف

بذخ المَكانة وَالركانة شَأنه

ما  شانه  زيغ وَلا تَزييف

قاسي الشَكيمة حَيث يَقسو دَهره

وَفؤادُه   برٌّ  به  وَرؤوف

حدّث عن الصمصام وَاذكر عَزمه

وَاسأل  جِنان الدَهر فَهوَ وَجيف

دَرس الحَقائق خبرة وَتجارباً

لَم  يَثنه عَن حَقِّها تَجنيف

كَم شرّفت ذمم الأُمور بِهِ فَلَم

يهمل  رِعاية ما لَديهِ حكوف

رَبَّى  الأُمور  بَرأيه وَيراعه

وَالقَلب في هذا وَذاك حَنيف

فاعجب لبأس وَهو لين حَيث ما

يرجَى خَبير بالأُمور لَطيف

فَهوَ الهمام الشهم مَوفور الثَنا

وَبكل ما تَهوى العُلى مَوصوف

رَب  السِياسة حرّ بادرة الحجا

جاري العَزيمة خَصمه مَوقوف

رُدَّت إِلَيهِ وَديعة العليا وَقَد

باهَت  كَما يَهوى الرِحاب وَصيف

بُشرى الوزارة بِالوَزير المجتبى

فَاليَوم قرّ فؤادها المَرجوف

مِن بَعد ما عادى القَضا وَتطايرت

بَين  الجَوانح أَسهُمٌ وَهدوف

فَلك  الهَنا يا مصر أَسعدت المُنى

وَمَضى عناك وَباله مكسوف

وافَت  لمغناه الرياسة تشتكي

حال النَوى وَتبوح وَهيَ هتوف

حنت لمعهدها القَديم فَهيمنت

وَالحرّ مَعهده له مَألوف

جَعلت نثار الشكر درّ مدائحي

وَعَلى  الحَقيقة دَمعُها المذروف

فَأَنالَها  لثمَ الرِكاب فَأَصبَحَت

وَبِهِ عَلَيها لؤلؤٌ وَشُنوف

وَتبوّأت  عز الجوار وَخوّلت

دار  الأَمان فَحَبذا التلطيف

مَولاي  هذي  خدمة وَهدية

وَفَدَت  يزجيها الوَفا وَيَنوف

تَزهو بمدحك وَهِيَ تعلن عجزَها

عَن درك حَمدك فَاللسان أَسيف

فَاسلم وَدُم في جاه تَوفيق العُلا

فبكَ الَّذي غَصب القَضا مَخلوف

وَإِلَيكَ  يا مصر العَزيزة فَاِزدَهي

فَالفَضل جمٌّ وَالهَنا مَوكوف

وَاستبشري  فَالفال قال مؤرّخاً

الدَهر  حرّ وَالوَزير شَريف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

200

قصيدة

2

الاقتباسات

3

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة