الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » وافت لنا الراحات في الراحات

عدد الابيات : 48

طباعة

وافَت لَنا الراحاتُ في الراحاتِ

وَشموسها  دارَت عَلى الداراتِ

لطفت  ورقّ زجاجُها وَمزاجُها

فَتشابها في جَوهَرٍ وَصفات

مَرّت  عَلى مرّ السنين فَبُعثِرَت

بِالنشأة الأُخرى مِن الكاسات

جلّت عَن الأَبصار حَتّى أَنّها

لتكاد تَخفى في أكف سقاة

وَأَخالُها  في كف من يسعى بِها

صُوراً هيولاها من الوجنات

ذكرت لنا العصر القَديم فَأَذكرت

بحديثها  عصراً أَخا اللذات

حنت فلقّنت القيان حنينها

وَبكت  بِدُرِّ حَبابِها أَوقاتي

فَكأنما الناي الرخيم أَعادها

نشراً  وَقام العُود بالميقات

أَو أَنَّها نظرت شَبابَ سُقاتها

فتفكرت  ما بدأة النشآت

يا  حبذا روحٌ تَروح وَتَغتدي

بعقول حاسيها عَلى النَغمات

جادَت  بِها أَيدي أغَنٍّ أَهيفٍ

صاحي اللَواحظ فاترِ الغَمزات

ضنّت  حَواجبه برمز عيونه

وَجفونه  تبدي الظُبى ثملات

سكناتُه حركاتُ أَفكار الهَوى

فاعجب لذي الحركات في السكنات

في  وَجنتيه  جنةٌ لكنها

محروسة  عن  نيلها بِجُناة

تَزهو  وَتَهواها النُفوس وَحظها

من  ذاكَ حَظ العَين في المرآة

لا  تذكروا السحر المبين إِذا رَنا

فَالسحر دون الغنج وَاللحظات

وَدَعو  المدام إِذا تنقّل إِنَّما

خطراته  تُغني عَن الخَطرات

وافى يُحَيّي بالطِّلا وَيعيد لي

عَصرَ  الصَبابة بَعد أَيّ فَوات

فَجعلت أَحسوها رَحيقاً قَرقَفاً

ما  بَين  ريمٍ أَغيدٍ وَمهاة

فَإِذا ثملتُ صَحوتُ من نغماته

وَإِذا  صَحَوت ثملت بالحركات

لِلّه ما أَهنا زَمان مسرّتي

بِأَحبتي وَالغيد وَالغادات

وَلئن أَكن وَفّيت حَقَّ خلاعتي

فَلَقد  وَفَت لي بِالعُلا هماتي

فَأَنا الَّذي إِن رَقّ طَبعي لِلهَوى

فَلَقَد قَسى عَزمي وَدام ثَباتي

لا  تَنثني لي همةٌ وَعَزيمةٌ

أَبَداً وَلا يَروي الدنيء رواتي

لا أَصطفي غير العَزيزِ منالُه

رَأياً  وَلا تَرضى العِدا فَتكاتي

وَإِذا  هَويت هَويت أَيّ ممنّعٍ

ما بين مَربض أُسدِه وَحماة

وَإِذا مدحت مدحت آل محمد

وَأَخصُّ  منهم مدحةَ السادات

أَأَبا  الفُتوح وَأَنت أَعني خَير من

يَعني  البَليغ وَدون ذا كَلمات

آباؤك  القَوم الذين همو همو

نُور الهُدى وَمنازل الرَحمات

بِكُم اِستَنار الكَون وَاتضحت لَنا

سُبل الرَشاد وَباب كُل نَجاة

وَبجدّكم قَد أَخرج المَولى الوَرى

لِلنُور بَعد تحالك الظلمات

وَبحبكم جاء الكتاب وَمدحكم

في محكم التَنزيل والآيات

اللَه أَكبر أَيّ قَوم أَنتمو

وَبَأيّ  جدّ  سدتمو  وسراة

لا  فَخر إِلا ما اِنتمى لفخاركم

ما بَين ماض في الزَمان وَآت

أنتم  خلاصة صَفوة الرَحمَن مِن

بَين  العِباد وَلَمعةُ المشكاة

لَو عُدّ فَضلٌ في الأَنام لغيركم

فبكم  يفاخر كُل ذي عَزمات

وَكَفى بَما جبريل أَبلغ مدحةً

وَتعاقبٍ في الذكر وَالصَلوات

فَبكم يحل اليمن أَين حللتمو

وَبكم  تقبل صالح الدَعوات

بكم  استقام الدين وَالدُنيا مَعاً

فَافخر عَلى الأَحياء وَالأَموات

قَوم تَزينت العُصور بذكرهم

فمضت وَدام عَلى جَميل صفات

شرُفَت تَواريخُ الأَنام بِما رَوَت

عَن حُسن سيرتهم وَفضل سَماة

لَو  أُنطقت غبراؤنا بحديثهم

ما  لذّت  النَغمات بِالنقرات

أَو جُسِّمت أَخبارهم للعين ما

راقَت  لَديها بَهجة الجَنات

فَسل الدَفاتر وَالمَآثر إنها

قامَت عَلى مَحو القَضا بثبات

لِلّه تَوفيق المَليك فَإِنَّهُ

جَمع  المَكارم بَعد كُل شَتات

أَولاك  ما  أَولى وَإِنك أَهلُه

فَاغنم  وَدُم يا ماجد الغايات

وَاقبل فديتك ما أَقول مهنّئاً

فَبمثل مدحك تَزدهي أَبياتي

فَاليمن وَالإِقبال قال مؤرّخاً

قل  قَد وَفى النيشان للسادات

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

200

قصيدة

2

الاقتباسات

3

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة