الديوان » أيوب الجهني » قريبٌ لست تملكه بعيدُ

عدد الابيات : 24

طباعة

قريبٌ لستَ تَمْلِكُهُ بعيدُ

وقَطْعُ المرءِ عادتَهُ شديدُ

قَرُبْتُ إلى أميمة، وَهْيَ مِنِّي

كما بينَ الحَشا حلَّ الوَرِيدُ

وما رِجْلِي لِكَفِّيْ منهُ أَدْنى

ولكنْ أَبْعَدَ الدَّاني السُّدودُ

وقَرَّب مِنِّيَ القاصي مَرَادٌ

مُباحٌ ليس يمنع مَن يَّرودُ

وكنتُ بِبُعِْدها أَسْلُو بِشِعْري

فأعرَضَ حينما طالَ العُهُودُ

وأَخْلَفَ عادةً ما كان أَحْرَى

فؤادي باصطبارٍ لو تَعُودُ!

"وقائلةٍ: أمَا لكَ مِن جديدٍ؟

فقلت لها: القديمُ هو الجديدُ"

كَعَهْدِكِ لا أَزالُ أَخَا هُمومٍ

إذا صدَرَتْ يُصَدِّرُها الورودُ

فلا قلبي مِن العِلَّاتِ بَارٍ

عَلِيلٌ مِن تَلَهُّفِهِ عَمِيدُ

ولا عيني ــ وقد ذَخَرَتْ دموعًا

إلى يومٍ أُصَمُّ بهِ ــ جَمُودُ

ولا فِكْري يَحُطُّ عَصَا نَوَاهُ

فمِن تَطْوافِهِ وَجِيَ القصيدُ

وكانت طَوْعَ بادرتي القوافي

وقَيْدَ بَدِيهتي المعنى الشَّرودُ

فأَصْبَحَ قد تَنكَّرَ لي قصيدي

وصدَّ، وكان يَحْذَرُهُ الصُّدُودُ

فما فَهْدٌ أَقَبُّ البطنِ عادٍ

له في كلِّ ناحية صُيُودُ

كأنَّ له على الغيب اطِّلاعًا

يُبَصِّرُهُ إذا خَفِيَ الطَّريدُ

بِأَنفٍ ساعَدتْهُ الريحُ هادٍ

وسَمْعٍ نافذٍ ما يَسْتعيدُ

إذا اسْتَخْفَتْ فريستُه أتاها

يُهَتِّكُ سِتْرَها بَصَرٌ حَدِيدُ

عُيُونُ الدَّهْرِ سابغةٌ عليهِ

وفي أثوابِهِ منها شُهودُ

عُيُونُ مَضَائِهِ فيهِنَّ حُمْرٌ

وأَعْيُنُ بَأْسِهِ فيهِنَّ سُودُ

تَنَاسَلَهُ سِباعُ قِنَانِ "رَضوى"

فكانتْ مثلَ "رضوى" ما يميدُ

كما نالَتْ جُهينةُ ــ حين حلَّتْ

برضوى ــ منهُ عِزًّا ما يَبِيدُ

فحالَ عليه حَوْلُ الدَّهْرِ حتى

رمَى أركانَهُ ركنٌ شديدُ

وصار طَرِيدَ مَطْرُودِيهِ يُقْصى

فلا يُبدي عليهم أو يُعيدُ

بِأَخْذَلَ ــ لا خُذِلْتِ أُمَيمَ ــ مِنِّي

وحَسْبي ما شَكَوْتُ ولا أَزِيدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


بِأَخْذَلَ

متعلقٌ بقوله: (فما فهد أقبُّ البطن). أي: فما هذا الفهد المخذول بأخذل مني.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أيوب الجهني


جُهينةُ ــ حين حلَّتْ برضوى

رضوى الجبل المشهور في الحجاز، وهو في بلاد قبيلة جهينة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو أيوب الجهني


معلومات عن أيوب الجهني

أيوب الجهني

22

قصيدة

شاعر وأكاديمي

المزيد عن أيوب الجهني

أضف شرح او معلومة