الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » أسهرت بالوجد العيون المره في

عدد الابيات : 39

طباعة

أَسهرتَ بِالوَجد العُيونَ المُرْهَ في

هَذا الغَرام بسيف لَحظ مُرهفِ

وَتَركتَ  من تمثال خدّك في الحَشا

بَين الجَوانح جَمرةً لا تَنطفي

وَجَعلتَ من تلك الشُعور سَلاسلاً

تَركتْ  شعوري في قُيود المرجف

وَمَنعتَ حين منحتني هَذا الهَوى

رَشفَ اللمى وَأَراه يَحلو مِنكَ في

أَوضحتَ  وَجدي باحتجابك ثم قَد

أَظهرتَ مَعنى الحُب بِالغَمز الخَفي

بِصَفاء نَضرة وَجنتيك تَركتَني

أَهوى الجِنان وَحسنَها بتلهُّف

وَبقدّك الميال ملتَ مَع الهَوى

وَعدلتَ لَكن ما عدلت بمدنف

وَلَقد  تَشفَّى بي العَذولُ لِما رَأى

أن لستُ من ذاكَ التَواصل أَشتَفي

وَلرب  لَيل بتُّ أَحسو قَرقَفاً

مَزجت سَلافته بِظَلمٍ قرقفي

أَيامَ  لا تلك الشَبيبة أَعرضت

عَني وَلا تِلكَ الصَبابة لا تَفي

حَيث  الهَوى يَدعو النُفوس لأنسها

طَرَباً وَذاكَ العَهد وارفُهُ ضَفي

إِذ لا نَفيق مِن المدام لغيرها

زُهداً وَلا زَمَن اللقا بمُسوّف

فَلَطالما  وَفَّى الصِّبا بحقوقه

مَرَحاً  وَجارى الغَيّ لَم يَتوقف

عمر مَضى ما بَين واضحةِ السَنا

تَهفو وَبَين دَلالِ ساقٍ أَهيف

لَم أَنسَ أُنسَ صَفائِه بلقائهم

ما دُمتُ أَعرف كَيفَ حَق تَأسُّفي

وَلَقد صَحَوتُ عَن الهَوى لَكنني

لبقيةٍ في النَفس لَم أَتحنَّف

يا  قَلب  مالك تُستهامُ كَأَنَّما

لَم تَدرِ ما عُقبَى هَوىً وَتشوُّف

دَع عَنكَ بارقة الجَمال وَغيَّهُ

فَالرُشد أَولى بِاللبيب المنصف

وَاخلع  غِواية ما مَضى فَلَقَد كَفى

وَبدا  النُهى يَنهى فَعَرِّفْ واعرف

لَم يَبقَ مِن دُنياك إِلا حكمةٌ

تهدي وَودّ يمنح الخل الوَفي

هَذا  كِتابٌ مرسل يَتلو لَنا

آياتِ عَبد اللَه ذي الودّ الصَفي

شَهم  تزان بِهِ المَعارف وَالعُلا

وَيَسود بِالمَدد العَليّ الأَشرَف

إِن قُلت إِنَّ لَهُ ضَريعاً بَيننا

في  الفَضل شاكله إِذا لَم تنصف

أَين الشَمائل من شَمائل لُطفه

شتان بَين تعرّف وَمعرّف

لِلّه  أَيّ  تَأدُّبٍ  وَبَراعةٍ

وَيَراعةٍ  برعت سمت عَن مُقتف

نَظمَ الزَواهرَ وَهيَ بَعضُ صِفاته

فَبَدَت بأفقِ منمّقٍ وَمصنف

أَهدى مِن الدُرّ النَضيد قَلائداً

زانَت  حَياتي وَازدهت بتلطُّف

منحٌ أَكاد لشكر بَعض جَلالها

أَقضي  الزَمان وَثمّ ما لَم يُوصف

أَولى  بِها جُوداً بِغَير تكلُّفٍ

فَشكرتها كَلِفاً بغير تكلُّف

يا  حَبّذا رجلٌ تقرّ لفضله

عَينُ  العَيانِ شُهودُه لا يَختفي

هُوَ  صُورة للمجد حلّت لا خَفا

أَعلا  هُيولاه فَلم تتكيّف

لَو جازَ تَعريفُ المعرّف بَيننا

عَرَّفتُ لَكن ذاكَ ما لم يَصدُف

كَم  حكمةٍ في قَوله وَبلاغةٍ

في  نطقه وَمَكارمٍ لا تَنتفي

حر  السَجية رَبُّ كُلِّ محامدٍ

نُطقُ  البَليغِ بوصفها لَم يُسعِف

عَجَباً لأَقلامٍ جَرَت في كَفِّه

نَهراً تَمدُّ الكَون كُلَّ مشنِّف

أَبدَت لَنا حركاتُها في طرْسها

حُسناً  يُمِلُّ بِهِ الجَمالُ اليوسفي

فَإِذا بَدَت قل للخمائل أَزهري

وَإِذا شدت قل للحمائم فاهتفي

يا أَيُّها الشَهم الَّذي أَهدى لَنا

درراً بحارُ كنوزها لَم تنزف

فَاقبل مَع التَقصير مني مدحةً

عزت فغيرك في العلا لم تصطفي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

1081

قصيدة

9

الاقتباسات

15

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة