الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » ردوا الشباب وردوا غرة الزمن

عدد الابيات : 32

طباعة

ردّوا  الشَبابَ وَردّوا غرّةَ الزَمَنِ

وَاسترجعوا صَبوَتي وَاجلوا قَذى حَزَني

وَبشّروا القَلبَ بَعدَ اليَأس من أَملٍ

وَبشّروا العَينَ بَعد السُهد بِالوَسَن

فَهاؤكم  معشرَ الأحبابِ قَد غفلت

عَنا الصُروفُ فَآب النائي للوطن

وَجمعُكم  آهلٌ وَالحيّ مبتهجٌ

كما عهدناه من نادٍ وَمن دِمَن

أَقسمتُ بِالبَيت وَالرُكنِ الحَطيمِ وَمَن

لبَّى إِلَيه وَصَومُ الدَهر يَلزمني

وَمجلسِ  الأُنس حَيثُ اللَهوُ مذهبُنا

وَكلُّنا عن سوى أَهلِ الوداد غني

نَجلو الكؤوسَ عَلى الندمانِ صافيةً

شَرابُها سائغٌ للشاربين هني

كَأَنه  من خدودِ الغيد معتصرٌ

أَو  مِن مراشفها تسقى وَلم تصن

كَأس إِذا ما احتساها من بهِ وَلَهٌ

جادَت  عَلَيهِ مِن الأَفراح بِالمِنَن

نادٍ  بهيجٌ  وَلَيلٌ لذَّ سامرُه

وَيَومُ  أنسٍ كما يُرجَى من الزَمَن

وَصحبةٌ وَشَبابٌ في معاهدكم

أَفنيتُها وَجوىً في القَلب مُكتَمن

وَلَوعةٌ  في  فؤادٍ لَيسَ يَنفعُها

إِن لَم يَعُد لي زَماني قربةَ السكن

وَهمّةٌ ليَ لا تَرضى السَما نُزُلاً

وَعزّةٌ لي تَرى دُون السماك دَني

إِني عَلى ما عهدتُم لي بكم شَغِفٌ

وَفيكمُ  وَعَلَيكُم لَم يَزل شجني

فَما  تَغيّر هَذا القَلبُ عَن وَلهٍ

وَلا تكدّر صَفوُ المنهجِ الحسن

وَإِنّ سُهدي وَإِن غبتم فَشاهدُه

لَيلُ الفراق سَلُوهُ فهوَ يَعرفني

فَما شربتُ كؤوسَ الراحِ بَعدَكمُ

إِلا مزاجاً بدمع العَين يَسبقني

وَلا  طربتُ لغرّيدٍ وَغانيةٍ

إِلا  وَعاوَدَ  قَلبي بارِحُ الشجن

بِنّا وَبِنتم كَأَنّا لَم نَكُن مَعَكُم

ثُمَّ  اجتمعنا كَأَنّ البين لَم يَكُن

سُبحانَ جامعِنا من بَعد فرقتِنا

جمعَ  الرفاتِ وَناهيها إِلى بدن

وَلو  رَأَيتُ  مناماً جَمعَنا بكمُ

كذّبتُ  عَيني وَقلتُ الدَهرُ غالطني

بِاللَهِ هَل نَحنُ نَحنُ القادمون لَكُم

وَأَنتمُ  أنتمُ وَالعَيشُ ثمّ هَني

قولوا  صفا الدَهرُ وَانجابت ظلامتُه

وَبشّروني فذاكَ القَولُ يُفرحني

إِذ آنَ لي اليومَ تكذيبٌ لقولِ فتىً

في  غابرِ الدَهر وَالأَيامُ تُسعدني

ما  كلُّ ما يتمنَّى المرءُ يدركُهُ

أَدركتُه اليَومَ بَل سارَت بِهِ سُفُني

يا  يائساً  من لقاءٍ عزَّ مطلبُهُ

لا  تيأسنَّ فَإِنَّ اللَهَ جَمّعني

يَأتيكَ  أَمرُك ممّا لا تحاولُه

كما  أَتى  يوسف قطفير بالثمن

فَلا تكُن تشتكي من محنةٍ وَجَوىً

إِلا  إِلى عالمٍ بالسرّ وَالعَلَن

فَلا  يَردّ سُروراً من شكوتَ لَهُ

وَلا  يَزيدُك إِلا لاعجَ الحَزَن

فَكَم  شَكَونا وَما أَجدَت شكايتُنا

حَتّى يَئِسنا وَبَأْسُ الدَهرِ لَم يَلِن

وَاليَوم  وافى بِما نَهوى وَجادَ عَلى

بخلٍ وَسالمَ بَعد الحَربِ وَالضَغَن

فَيا أُهيلَ الوَفا بِاللَه ربِّكمُ

ردّوا  الشَبابَ وردّوا غرّةَ الزَمَن

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة