الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » صاح قم للبكر من حر الدنان

عدد الابيات : 35

طباعة

صاح قم للبكرِ من حرِّ الدنانْ

حنَّت الوَرقا وَحيّتنا الجِنانْ

وَاترك الأَحزانَ ما عمرُ الفَتى

أَلفُ  عامٍ لا وَلا عمرُ الزَمان

وَانتهز يَوماً إِذا أُوتيتَه

قَبل فَوت الوَقت أَو تبديل شان

وَاغتنم  ما أَمكنت من فرصةٍ

ربما  أَصبحتَ فيمن قيل كان

وَاصرف العُمرَ عَلى ما تَشتهي

فَغَداً  نَفنَى وَهذا الدهرُ فان

صاحِ لا تَبكي فَراغاً أَو صِباً

لَن  يؤوبا أو يؤوب القارظان

وَشَبابُ  المَرء إن وَلّى فَما

يُرتجَى عَودٌ لَه خلَّى وَصان

كَم رَأَينا الشِيبَ تَبكي حَسرةً

بَعدَما  أَمضوه من حينٍ وَآن

أَيّ  عذرٍ وَالصبا مستقبلٌ

وَزَمانُ الصَفو حيَّى بالأَمان

في اجِتلاها خمرةٌ ما واصلت

مدنفاً  إِلا رَأَيتَ الهَمّ بان

وَرَجا ما لَيسَ يُرجَى باطلٌ

وَكَذا استبقاءُ ما لم يَبقَ شان

فَاجعل  القَلبَ سَميراً لا تَكُن

تَرجُ دَهراً كَم وَفيٍّ ثَمَّ خان

وَقديماً  قال أَربابُ الحجا

صافحِ الدُنيا بِأَطراف البَنان

وَاغضضِ الطَرفَ فَما أَلقى الفَتى

في  هَوانٍ بَعدَ عزٍّ كَالحسان

فتنةُ الحُسنِ وَسُلطانُ الهَوى

يَجلبانِ  للفتى  ما يجلبان

فَاختبر  آثار  ما قَد قلتُه

إِنما أَخبرتُ من بَعد العَيان

إِنّ أَهنى الناس بالاً مَن غدا

خالي الأَفكارِ مَطلوقَ العِنان

حسبُ من يَهوى النَوى من آفةٍ

وَكَفى حُزناً تنائي من يدان

يا فُؤادي كَم وَكَم هذا الهَوى

وَأَرى ما مرّ يُغني عَن بيان

ناظرَي  كَم ذا يَغرّ منظر

كَم سَهرنا كَم بكينا غدرَ جان

رُمْتِ خدّيهِ فَأجَّجنَ الحَشا

وَكَذا الجَمر بَعيداً بهرمان

إِنَّما يَدري الهَوى أَربابُه

كُلُّ ما لم يَبتليه المَرءُ هان

حدّثاني  أَيُّ مرأىً سَرَّنا

ثم  قولا ما بِهِ لاقى الجِنان

هَل عرفتُ النَومَ مذ عاينتُما

أَو كففتُ الدَمعَ يَوماً كَالجُمان

سرَّكم مِنهُ جَمالٌ ساعةً

وَأَنا اليَوم دُهوراً في هَوان

خانني ممن مضى من خلتُه

لا يغيّره اختلافُ الحدثان

فكَأني لَم أَبت من وَصلِه

لَيلةً ما بين راحٍ وَمثان

وَكَأني  لَم  أَهِم في خدّه

وليَ  الأنسُ وَملكي جَنتان

أَصطفي من ظَلمِه راحاً صَفا

حَيثُما  قَد ظلّلتني الطُّرّتان

فَكأني لَم أَنل بَعضَ الرضا

بَل  وَلا كلَّ الأَماني وَالتهان

يا  لَيالينا وَهَل من أَوبةٍ

تُنسي ما أَودى بقلبي الملوان

لا أَرى السلوان عنهم مذهباً

فَسلا من تعرفاه لِم سلان

ما كذا عهدي وَلا عهد به

جلّ  من أَنساه ذكري وَابتلان

أَيُّها اللَيلات ما غيري وَلا

غَيرُكم يذكرُ عهداً بالمغان

هَل تَراه إِذ يَرى اللَيل دُجى

قائلاً  ما حالُ مهجوري فلان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

1021

قصيدة

9

الاقتباسات

14

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة