الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » قفا بي في المعاهد والطلول

عدد الابيات : 55

طباعة

قَفا بي في المعاهد وَالطلولِ

وَهاتيك المرابع وَالخَميلِ

رسوم  عافياتٌ  دارساتٌ

بدت  من بعدهم تَحكي نحولي

وَرقرق  أَدمعاً تدع الفَيافي

كَمستبق الغَمائم وَالسيول

فَكَم قَد كانَ لي فيها بدورٌ

أَفلنَ وَلَم يَكُن وَقت الأفول

وَكَم لي فيهِ من خدّ أَسيلٍ

كَمثل الرَوض برّاقٍ صَقيل

وَقَد حالَت بنا عَنهُ اللَيالي

فَطالَ  نَوىً بحزنٍ مستطيل

وَقَد  سارَ التَلاقي لا يرجَّى

فَمن للصبِّ بالصبر الجَميل

خَليلي  لَو رَأَت عَيناك يَوماً

دَعانا للَأَسى داعي الرَحيل

فَودّعنا الأَحبة وَالتَصابي

وَقَد ضنت بهم كفُّ القفول

لتهنأ أَعيُنٌ لَم تَدرِ سهداً

وَقَلبٌ خال عن قال وَقيل

أَقول لربّة الجنات لَيلاً

أَطيلي النوح يا وَرقا أَطيلي

فَكَم في العَين من دَمعٍ مَديدٍ

وَكَم في القَلب من حُزنٍ طَويل

أَقول وَفي المَدامع لي سَفينٌ

مِن الأَجفان تُرسل في رَسيل

وَجسمي في الهَوى دَنفٌ وَقَلبي

عَليلٌ  ذا  وَهَذا في غَليل

دَعاني كَي أَسيل الغَرب غَرباً

لمشرق  رَبة الخَدّ الأَسيل

فَما أَعداني بِالأسقام إِلّا

سقامُ  الناعس الساجي الكَليل

كَثير لَو تَرى صَرعى ظُباه

فَكَم لَكَ من أَسيرٍ أَو قَتيل

بَلَوتُ  من التفرّق كُلَّ صَعبٍ

وَخَطبٍ  مِن عَنا الدُنيا مَهول

حَمى الأَحياءَ عَني غِيلُ لَيثٍ

وَغناني الصَهيل من الرَعيل

فَدون  وَصالهم فَصلُ المَواضي

وَدَفع الصَدر في صَدر الذُبول

وَإِني  في الهَوى شَهمٌ حمولٌ

وَإِن حَثَّ النَوى بِنَوى الحَمول

وَما أَرضى سِوى خلِّي خَليلاً

وَلَيسَ يَفيد نصحك يا خَلِي لي

عَذولي في الصَبابة كُن عَذيري

وَإِن يَك في الحَشا أَمضى نصول

أَنا  عَبد الغواية وَالغَواني

وَحرّ  بَين أَقراني وَجيلي

وَلي  نَفسٌ أَعز من الرَواسي

قَنعت  من الكَثيرة بِالقَليل

فَلولا الدَهر عادى مثل مَجدي

وَعاد الكَلب يَسكن بَطن غيل

وَغلّ سَواعدي صَرف الليالي

وَفي سجن الخمول غَدا مقيلي

إِذاً  لسموتُ هامات المَعالي

وَسُدتُهمُ قَبيلا عن قَبيل

وَلَكن تِلكَ عاداتُ اللَيالي

وَشيمة  دَهرنا الباغي العجول

يقدّم كُل مَرفوضٍ وَيَقضي

بِتأخير الكِرام من الفحول

دراه  قَبلنا  في  كُل أَمرٍ

بَنو  الأَيام  أَرباب العُقول

فَهَل  تَر حامداً للدهر صُنعاً

وَهَل تَسمع لَهُم رِكزَ العويل

وَأَحزن  عاقل  قَد أَلجأته

دَواعي الدَهر لِلوَغد الجَهول

يُقرّبُ  خامِلاً لا يَرتضيه

وَيبعده الزَمان عن الخَليل

يُقبِّل للخديعة خدَّ حربا

وَيَرشفُ  للضرورة ثَغرَ غُول

أَرى  عُمري عَلى الدُنيا قَصيراً

وَلَكن بِالهُموم عَظيم طُول

وَما مَوت الفَتى بِالعز مَوتٌ

وَلَكن  عيشةُ الحرّ الذَليل

قَفا بي صاحبيَّ فَإِنّ قَلبي

يقبّلني وَأَشواقي دَليلي

لنذكر ههنا تِلكَ اللَيالي

وَهَذي الدار تَزهى بِالنزول

وَقولي  للحبيبة إِذ تثنت

تَثنّي  الغُصن في كَف القبول

وَنَحنُ بجنة الأَهوا حُلولٌ

رَعاك اللَه يا حسن الحلول

وَأَطمعني الزَمان فَكانَ ظَني

جَميلاً  في الهَوى بِالمستحيل

فَلما أَن قَضى بِالبين دَهري

وَحارَبَني بتصريفٍ وَبيل

جَمعتُ للوعتي صَبراً جَميلاً

وَهَل جمع الضرام مع الجَميل

أُكلَّفُ  بَثَّ ما أَلقى قَبولاً

إِليهم  علّ أَحظى بِالقَبول

أَميل  إِذا سرت عَنهُم سحيراً

وَبَيني وَالأَحبة فَوق ميل

سليماً بَعدما بانوا عليلاً

وَانتشقُ السَليم من العَليل

قضتها المزعجات لغير صَبٍّ

فَباتَ منعَّماً داني الوصول

وَبتّ  أَنوح مشتاقاً وَأَدعو

مساجلةَ الهَدير مع الهَديل

وَرب  مسدّد أَخطا المَرامي

وَقَد نالَ الإِصابة ذو الفضول

وَكَم حرّ تَرى يَمشي ذَليلا

وَعَبد  النَقد يَركض بالحجول

وَكَم  درّ  عَلى وَثنٍ نثير

وَظبي  صاده راعي الوعول

وَكَم  في الناس من قال وَقيل

وَكَم  ذل  العَزيز لَدى ذَليل

رَعى الرَحمَن أَيامي وَقَومي

عَلى يَأس وَبُعدٍ من وصول

فَلا  أَنا بِالَّذي يَسلو وَلاهم

إِذا  راموا التَواصلَ يَرجعوا لي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة