خَلَت من أخلاءِ الفؤادِ المنازلُ

ونشرُ المغاني بعدَهم لا يزايلُ 

لقد سرّني دهرٌ أراكم لجيدِهِ

عقودًا فدهري منكمُ اليومَ عاطِلُ 

فلو صدَّعَت يوم الوغى كَبِدِي القَنا

لَمَا فَعَلَت معشارَ ما البَينُ فاعلُ

أما لو علمتم ما نُجِنُّ على النَّوى

فَيبدو بدمعٍ كَفكَفَتهُ الأناملُ  

لقد سَكَنَت قَلبِي مَحَبَّتُكُم فِإن 

رَحَلتُم فما حُبِّيكُمُ الدَّهرَ راحِلُ

 أَمَا جَمَعَتنَا في الإلــٰـهِ مَحَبَّةٌ

وإبلِيسُ عنها لا يُحَرِّشُ ناكِلُ ؟

فِللّٰهِ ساعاتٌ أَنِسنَا خِلالَهَا

بِكُم  وعلينا أَصدَقُ الإلفِ شَامِلُ

جزى الله خيرًا أحمدَ السَّيَّدَ الذي

لَهُ عِندَنَا نَعمَاءُ جَلَّت ونائِلُ  

بهِ اللهُ بثَّ الخيرَ شَرقًا وَمَغرِبًا

فَأُرشِدَ ضِلِّيلٌ وعُلِّمَ جاهِلُ 

بِهِ ذُلِّلَت للعِلمِ شَتَّى مسالكٌ

 لِتَعذُبَ لِلوُرَّادِ بعدُ المَنَاهِلُ 

تَرَى الدُرَّ إمَّا أَنتَ يومًا أَتَيتَهُ

لَكَ الفتحُ إنْ أَعيَتْ عليكَ المسائلُ

وَهَل يَستَوِي فِي النَّاسِ عِنِّينُ هِمَّةٍ

فلم تُغرِهِ مِثلَ الفُحُولِ الفَضَائِلُ 

ومن طَرفُهُ يَرمِي شَمَارِيخَ سُورَةٍ

فليسَ لَهُ إلا ذُرَى المَجدِ شَاغِلُ ؟

يَدَاهُ لِمَن يَرجُوهُمَا في مُلمَّةٍ 

شآبيبُ جُودٍ ما تُغِبُّ هَوَاطِلُ

أَخُو عَزَمَات مَاضِياتٍ وإنَّمَا 

أُولُو العَزمِ فِي هذا الزَّمَانِ قلائِلُ 

وذا الدِّينُ أَجدِر أنْ يَقُومَ بِهِ فَتًى 

أَمِينٌ لِأَعبَاءِ الأَمَانَةِ حَامِلُ

لهُ هِمَّةٌ مثل النجوم بعيدةٌ

ولا وإلهي فالنُّجومُ أوافلُ