الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » أَرى في عصرنا هذا علامه

عدد الابيات : 35

طباعة

أَرى  في عصرنا هذا علامهْ

تخبرنا بِأَشراط القيامهْ

وَأَنّا  لا نفيق لما دُهينا

بتغيير الهَوى وَنَرى الزَعامه

ندارك بالشرور الشرّ فينا

كَمكبود تعلّل بالمدامه

أَضعنا اللَه لم نرقب جَلالاً

وَلا بَطشاً نخاف وَلا انتقامه

أَضعناه فضيعنا جَميعاً

وَمِن تك تَرتجي فاحفظ ذمامه

ضَللنا وَالهُدى فينا مبينٌ

كَمَن بيديهِ نُورٌ في ظَلامه

فَيا  آلَ العُلوم لَنا مَقالٌ

يُذلُّ الغيّ أَو يُنكي الفَخامه

أَضل  محمدٌ أَم قَد هديتم

بغيّ  البغي في داجي الشآمه

أَرونا  بَعده ماذا أَصبتم

من الخسران لَو تُغني الملامه

أَدين اللَه ينسخ باتباعٍ

لحكم النَفس أَو هذى الحزامه

لَقد كُنا بخير في حِماه

لَنا الدُنيا وَتخدمنا الشهامه

وَكانَ بنا افتخار الكل جَمعاً

عَلى  ما نَشتهي وَلنا الكَرامه

وَكانَ  لَنا جبالٌ راسيات

بعلياها  يَرى الراجي اعتصامه

فَزلزلنا  قَواعدها فدُكّت

وَزعزعنا من السامي علامه

ملكنا الأَرض من شَرق وَغَرب

وَحكّمنا  السُيوف بكلِّ هامه

فَكم  نادى منادينا جهاراً

وَها  هوَ لا يُبينُ لنا كَلامه

سنابك خيلنا حطمت مُلوكاً

وَكانَ جَمالنا في الناس شامه

عَلى الإِسلام فَلتبكِ البَواكي

كَما تَبكي الرُبى عَينُ الغَمامه

فَيا لَيت الألى تَركوه جَهلاً

إِذا  علموه تنفعهم نَدامه

بَلى لَن يَستفيقوا من ضلال

فهم بَين المذمّة وَالدمامه

وَكَيفَ  الناس لَيسَ بهم رَشيدٌ

تَرى  في مَيلهم بَعض استقامه

كَبيرهم  أَسيرُ الكَأس يَهوى

بحكم الذَوق لَو يَرضى ندامه

وَخيرهمُ  تَراه  ذا وَقارٍ

يَغرّك زورُه فَترى احترامه

وَلكن لَو قَضى يانوسُ فيهِ

عَلى ما أَبصرت زرقا اليَمامه

لَكنت تَراه لا للخير يُرجى

وَلا للشرّ ترهب انتقامه

فَلا في ذا وَلا في ذاكَ يُلفَى

وَلَكن  مثله مثل النَعامه

وَكَم بَين المحافل من مَهابٍ

يَحق الحَقُّ حَتماً كَيفَ رامه

وَلَكن حَيث ما يَخلو بَليلٍ

يُرقِّصُ  فَوقَ لحيته غَلامه

فَقل لَهُم إِذا ما شئت عَني

خَفوا العُقبى وَعَن فعل الخنا مَهْ

فَلم حرّمتمُ عَدلاً حَلالاً

وَكَيفَ الظُلم حللتم حَرامه

فَلا  ذو المال يَقنع من كَثير

وَلا ذو الفَقر يَرجع عن لآمه

وَيفجعنا من الجهال فحشٌ

وَيرهبنا من الشيخ العمامه

وَكلهم  تَراه في مَقامٍ

مِن البَلوى وَلا يَدري مَقامه

عَلى خَير يَمرّ وَلَيسَ يَدري

فَيدفعه الغُرور لما أَمامه

زَمان  عمت الأَهوال فيهِ

فَقُل يا رَب غَنّمنا السَلامه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة