الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » عنك الأغاني والغواني الكاعبه

عدد الابيات : 36

طباعة

عَنكَ  الأَغاني وَالغَواني الكاعبَهْ

وَدع التمسك بالأَماني اللاعبهْ

فَالعُمر وَلي وَالشَبيبةُ أَعرضت

وَمضت  فَأَبقت في الحَشاشة لاهبه

تَسعى  إِلى  الدُنيا تعمِّرُها وَما

فَكرت  يَوماً أَنَّها لَك خاربه

تَبكي  عَلى مال وَمالُكَ ذاهبٌ

وَأَراك  تضحكُ من حياة ذاهبه

وَالصَفوَ  تَرجو وَالزَمانُ مكدّرٌ

وَتدافع  الأَقدار  وَهِيَ الغالبه

فَاعرض وُقيتَ عن الغواية وَالهَوى

فَالغاية  القصوى لعمرك كاذبه

فَلمن  وفى الدَهر الخؤون بعهده

وَلأيّ  ظامٍ  قَد  أَساغ مشاربه

فُرَصٌ الهَوى سَببٌ إِلى غصص النَوى

لَو  يَعلم المجهود جب متاعبه

وَلوَ  اَسفرت بكرُ الغيوبِ لثامَها

لبكى الضحوكُ بل استعار النادبه

مازجتُ دَهري إمتزاجَ مجرّبٍ

فَأَنا الزَمان فخذ إِليك عجائبه

فَإِذا أَردت الأنس مِل عن أنسه

وَادفع  بواعثه وَجانب جانبه

وَالق الخطوب تجملاً وَتحملاً

وَاضحك لها مهما تبدّت غاضبه

وَخذ الخمولَ تُرح فؤادَك عن غوا

ئل  ما  يفوتك أَو تفوت مكاسبه

وَاخش المصيبةَ في السلامة واعتصم

إن تلقها فالصبح بعد الواقبه

وارض القضاء فلست تسطع ردَّه

وَحضيضَ  عيشٍ لست تبلغ غاربه

وَاصبر  كما صبر الكرامُ ولِنْ كما

لانت  غصونُ الأَيك طوع الجاذبه

وَاحفظ  لقدر الناس تخطئى عندهم

بجميل  ذكرٍ لا تنال مراتبه

وَاردد  عيونَك عن عيوبِ سواك بل

واشغل  بعيبك منك نفساً عائبه

وَالقول  زِنه فلن يضرّك فوتُه

لكن إِذا أَكثرت فاخشَ العاقبه

وَاذا عزمت فشاورنّ ذوي النهى

فلربما  وافتْكَ منهم غائبه

وَالعفو بعد الإقتدار محببٌ

وَالحلم  حزمٌ إن أمنت عواقبه

واصحب  كريماً للزمان فربما

دافعت بالصدر الصديق نوائبه

واسبر  خليلك لا تخنه وإنما

خف إِن يخنك وَسل لبيباً صاحبه

فالحزم  إن لم يغن ذا حزم لدى الـ

ـقدر المؤزل فهوَ يرشد صاحبه

وَالجهل  ظلمات يضل بها الفتى

وَالعلم  نور  قد يزيل غياهبه

وَالحرص  يسعى بالعزيز لذلة

ومتى  تعفف عنه نال مطالبه

والجود والبخل اتبع وسطاً هما

إنّ النفوس لها حقوق واجبه

وإذا ملكت فلا تطش عن عزة

واخش  البوادر والليالي الناهبه

واحذر  مهاناً قد تكفله الَّذي

ما  ارتدّت  الآمال  منه خائبه

وانظر بعين الفكر واذكر إنما

من  طينة صوّرت حقاً لازبه

وَصن السَرائر في الفؤاد فَإِنَّهُ

أَوفى  محافظة وَخَير مخاطبه

إِياك  أَن يغررك عيشٌ مقبلٌ

لَكن بشكر اللَه عزّز واجبه

وَاعلم بِأَنك سَوف تلقى ناقداً

أَدرى بما قد جئت منك وَحاسبه

كَيفَ التلذذ بالحياة وبعدها

يَوم  تُشيبُ  الطفلَ فيهِ الطالبه

وَالمَوت  يَزأرُ في الزَمان هزبرُه

وَالناس بين مداعب وَمداعبه

وَالكُل  في غفلاتهم وَكأنهم

لم  يدرجوا عن ذاهب من ذاهبه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

977

قصيدة

9

الاقتباسات

13

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة