الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » يقضي الإله وما أراد يكون

عدد الابيات : 20

طباعة

يَقضي  الإِلهُ وَما أَراد يَكونُ

وَالمَرء لاهٍ بالهَوى مفتونُ

وَلو اعتبرت بدا لعينك يا فتى

في  كُل  آنٍ  للأنام  شؤونُ

وَإِذا رَأَيت مصابَ غيرك في الوَرى

هوّن  عَليك فَإِن ذاكَ يَهون

لَو لَم يَر المَفجوع فجعةَ غَيره

ما صاحب الدُنيا فَتىً محزون

ليلى سقاها المَوتُ كَأسَ مريرةٍ

وَأَراك تذكرُ ما قضى المَجنون

ما  مات قبلك للفراق مهذبٌ

حتى قَضى أَجلاً وَحان الحين

وَتخالفت  بلوى الجَميع شكايةً

حَتّى تَبين في المَنون فُنون

يَبدو إِليك الأنس بعضَ أُوينةٍ

وَالغَدرُ في طَبعِ الزَمان كَمين

وَلو  اطلعتَ بعد فكرك في الثَرى

قامَت لَديك معاشرٌ وَقرون

ما  راع قلباً خطبُ دهرٍ يا فَتى

إلا  وثمَّ عَلى البَقاء ظُنون

فَهَل  استحثّ البينَ قلبٌ قبلنا

أَم  ردد  مد العَويل مكين

وَلَقَد بكت غبراؤنا أَولادَها

قبلاً ففيها أنهرٌ وَعُيون

فَوميضُ  بارقِ جوِّها زفراتها

لهفاً  وَصَوتُ الراعدات أَنين

دارٌ تملّكت الرجال بسيطها

ثم  الظهور أَتى عليهِ بُطون

حِكَمٌ نَراها وَالنُفوس أَبيةٌ

نَرجو وَفاء العَيش وَهوَ يَخون

وَكَفى الفَتى مما يودّع زاجرٌ

ناهٍ  وَلَكن  النُفوس ثَمين

لم  يَرثِ حيٌّ ذو مَقالٍ دارساً

في التُرب مدفوناً وَذاكَ دَفين

وَالدَهر بحرٌ وَالمَماتُ سواحلٌ

وَالمَرءُ  جارٍ وَالحَياة سَفين

لا تَنقضي الآمال في الدُنيا وَلو

عاصرت نوحاً أَو كفتك شؤون

فالقَ القَضا وَاصبر لربك بالرضا

يقضي  الإلهُ وَما أَراد يَكون

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

1031

قصيدة

9

الاقتباسات

14

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة