عدد الابيات : 33

طباعة

حاناتُ معنىً في خيالكَ مُشرعَةْ

وكؤوسُ شِعركَ بالكنايةِ مُتْرَعةْ

وجَنينُ أسئلةٍ بنصِّكَ تارة ً

يَهدي السَّبيلَ، وتارة كالإمَّعَة ْ

قدْ كانَ في مُضَغِ المَجاز ِمُماحِكاً

عَلَقٌ تَعلَّقَ في الجهاتِ الأربعةْ

فقربحتي الغراء داية فكرة

وثقافتي لجنين فكري مرضعة

وهناكَ نصٌّ لا يَحِلُّ لقاصِرٍ

فأقوم دونَ النصِّ حتَّى أمنعَهْ

كالطِّفلِ ينمُو في رعايةِ ناقدٍ

ولربَّما مَصَّ المُدلَّلُ إصْبَعَهْ

ونهاية المعنى بداية مثله

وشواطئي تلك المعاني المقنعة

وأنا أمير البحر نسل نخوذةٍ

في كل وزنٍ قد نشرت الأشرعةْ

أختُ العروضِ فلا ينال وصالها

إنْ رمتَ ما تصبو إليه دعِ الدِّعة

ولرُبَّ معنى فرقته قصائدٌ

ْأسكنتُهُ بيتاً وجدتُ بأمتعة

حتَّى إذا أسمعتُ (عبْقرَ) شطره  

سيقول قبل رويِّهِ: ما أروعَه!

في برزخ التصوير بنتُ قريحة

تحبو، وتلثغ بالخيالِ لتبدعَه

كالطِّفلِ يلثغُ عند أوَّل نطقِهِ

فيريدُ (ملعقةً) وينطقُ: (منقَعَة)

ولها شبابٌ كالشباب وسحْرِه

ويديرُ فيها الفِكرُ قطبَ المعمعة

للشعرِ ذاكرةٌ يشيخُ شبابُها

فتخالها عند المجيئ مودِّعة

لو كانَ هذا الشعر وزناً وحدَه

لرأيتَ أنَّ غناءَنا كالجَعجَعة

ما زلتُ أحذفُ ما يشينُ قصائدي

كالذئبِ يأكلُ زَنْدَهُ إنْ أوجَعَهْ

وأحاورُ الأدنى لأقنعَ قاصياً

وأعِيدُ ترتيبَ السؤالِ لأقنعَهْ

ويطيلُ في صيفِ الجوابِ لأنَّه

في فكرهِ آثارُ ظنِّ التعتعة

أرخيتُ جَفْنَ تَصَامُمٍ عن نابحٍ

ولربَّما سدّ المحاورُ مسمعَهْ

كنقيق ضفدعة تنقُّ بوحلها

والنهر يضْجرهُ نقيقُ الضفدعة

لا تحْقرِ الأشياءَ قبلَ قياسِها

فالمرءُ يسمعُ ما يقال بقَوقَعةْ

وأبِي أذاب العمر في أعمارنا

أيامه فينا تجيءُ موزَّعة

وتسير أمُّيَ خلف منجلِ والدي

وتظلُّ تجمع دمْعَه كيْ تزرعَه

بِتِهامةٍ مثل الحجاز ونجدنا

المَجُد يَرْفًلُ في البلادِ على سِعَةْ

وبطيبةِ الأنوار نورُ محمدٍ

والنورُ جَلّلَهُ وجَلَّلَ مَنْ مَعَهْ

كلُّ القلوبِ إليكِ مكّةُ يمَّمَتْ

وإليكِ يمَّمَتِ الجهاتُ الأربعة

والعازفونَ نشازَ حقدِ قلوبِهم

ما ضرّ قافلة نباح السَّلفَعةْ

أيامُنا تجري تسابقُ نفسَها

فتظنُّها مثلَ الثِّواني المُسرعَةْ

المستحيلُ من القصائدِ لُعبتِي

والممكناتُ من القصائدِ مضيَعة

كمْ أشتهي ((ما لا نهايةَ)) فكرةً

لأقولَها شعراً وأشدو مطلَعه

ما زلتُ أنشر في القصيد مشاعري

كم من أسىً خطَّيتُه كيْ أطْبعَهْ

ولدَيَّ أقنعةُ النهار لأهلِهِ

أما المساء ففيه نَزْعُ الأقْنعَةْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبده فايز الزبيدي

عبده فايز الزبيدي

65

قصيدة

عبده فايز الزبيدي، شاعر سعودي، مؤسس الأدب المقطعي، ومؤسس قوانين قصة ست كلمت"ق.س.ك" في العربية. ولد في رجب 1393هـ، يوليو1973م، له أعمال نثرية وشعرية.

المزيد عن عبده فايز الزبيدي

أضف شرح او معلومة