أنا معجبٌ بكِ فوقَ ما تَتَصَوَّرِينَ‎

وإنكِ الأغلى عَلَيَّ مِن البشرْ‎

ما زلتِ في عيني أعزَّ ذخيرةٍ

وازددتِ عندي قيمةً فوقَ الدُّررْ

لو لم أكنْ من أطيبِ البشرِ الكِرا

مِ لَما يُزوّجني مزاياكِ القَدَرْ

تلِدينَ لي ما أبتغي تبنينَ لي

ما أرتجي أنا من بناءٍ أو أُسَرْ

يا زينةَ الأكوانِ بل وفَخَارُها

وغزالةٌ تعدو إلى شطِّ النَّهَرْ

يا مَن ملأتِ الأرضَ أجمعَها إلى

قلبِ الفضاءِ مع الكواكبِ والقمرْ

ووقفتِ لي مثل النهارِ على الجدا

رِ سَقَى الطبيعةَ بالوضاءةِ والبَصَرْ

عيناكِ تبتسمانِ لي بمباهجٍ

أبديةٍ، باسمِ العزيزِ المقتدِرْ

هيّا نَجُبْ كل الوجودِ فإننا

طيْرانِ مَحْميّانِ من كلّ الخطرْ

ما مشبه لك غيرُ لونِ الفجرِ أو

أحواضُ قطنٍ وابتسَاماتُ الزَّهَرْ

تَقِفينَ لي وكأنّ كلَّ الأرضِ أنـ

ـتِ من الجبالِ إلى السفوحِ إلى ‏الحُفَرْ

وكأنَّ لا درباً إليّ سواكِ أنـ

ـتِ ولا مفرّاً منك، يا أوفَى مقرّْ

في كل معنى من عيونكِ نجمةٌ

وبكل فجرٍ من هيامكِ لي سحَرْ

وجهٌ صبوحٌ باسمٌ متمسّحٌ

بي مثل منقارٍ يُغرّدُ في الثَّمَرْ

ما الغيم إلا من حنانكِ كائنٌ

يهمي ويسقي كل أنواعِ الخُضَرْ

لا تطلع الأضواءُ إلا من ثنا

يا كفِّكِ البيضاءَ تبدعُ في الصُّوَرْ

تجثو الطبيعةُ والجوارحُ ترتوي

من بسمةٍ لكِ قد تَشَهّاها القَمَرْ

وبلغتِ في الإخلاصِ أسمى رتبةٍ

بُويعتِ فيها زوجةً طولَ العُمُرْ

أَوَ ما ابتسامتكِ الجميلة حافزي

لسعادةٍ مثل الحدائقِ تزدهرْ؟

أحنو على نهديكِ أُصبحُ طائراً

كُرَةً إلى أعلى السماءِ وأنحدرْ

ونطيرُ عصفورَيْنِ أو فِيلَيْنِ فو

قَ الكونِ لا نُبقي الأساةَ ولا نذَرْ

نحيا بتنكيتٍ وتبكيتٍ معاً

وكأننا المصفاةُ تَطَّرِحُ الكدَرْ

حمداً لربِّ الناسِ من أهدى لنا

هذا الزواجَ الشاعريَّ المُبتكرْ

بالصبرِ صيّرنا الجحيمَ فرادساً

ولقد جعلْنا همَّنا نفعَ البشرْ