الديوان » لبنان » أديب التقي » مضى حيدر فلتبك عينك حيدرا

عدد الابيات : 20

طباعة

مَضى حَيدَرٌ فَلتبكِ عَينك حَيدَرا

وَمَن حَيدر سائل بِهِ اليَوم مُخبرا

لَقَد كانَ مثل الرَوض وَاليَوم صوّحت

أَزاهيره حَتّى ذَوى وَتَغيَّرا

وَقَد كانَ مثل الفَجر لاحَ عَموده

كَما كانَ مثل الصُبح جَلّى وَأَسفَرا

فَتىً كانَ في الإِخوان قرّة أَعيُنٍ

وَكانَ عَلى العادين غَيظاً مُسعَّرا

فَتى قَد فَقَدناه وَما مثله فَتى

إِذا هُوَ لِلحاجات جدّ وَشَمّرا

مُوزَّعة في الناس ساعات عُمره

وَمُحتَسَبٌ في اللَه ما كان عُمِّرا

فَأَينَ الشَباب الغَضُّ قَد كان مُنتجاً

وَأَينَ الذَكاء الخِصبُ قَد كانُ مثمرا

وَأَينَ لِسان الصدق وَالمَنطق الَّذي

يُصاخُ لَهُ إِمّا أَبان وَعَبَّرا

بَكَيت بِهِ الأَخلاق وَالفَضل وَالحِجى

وَسُمر القَنا وَالمشر فيَّ المذكَّرا

بَكَيت بِهِ الإِخلاص وَالصدق وَالوَفا

وَإِقدامه إِمّا الشُجاع تَأَخَّرا

خَطفنك خَطف الباز مِن حالق الذُرى

مَنايا رَأَينا أَمرهنّ مُقدَّرا

تَعامين لَم يُبصرنَ خَبطاً وَضَّلِةً

وَما كانَ هذا المَوت في الناس مُبصِرا

تَرَكتَ صِحاباً قَد تَعالى نَشيجهم

عَلَيكَ وَدَمعاً في المَحاجر أَثَّرا

وَلَو أَنَّ قَلباً كانَ كَالصَخر قُسوةً

لَذابَ أَسىً مِن حُزنِهِ وَتَفطرا

وَكَم كُنتُ أَرجو لَو تُفدّى بِمَعشر

مِن الناس لا أَبقاهم اللَه مَعشَرا

وَرُبّ سَريّ عزّ بِالجاه وَالغِنى

رَأَيتك مِنهُ اليَوم أَغنى وَأَيسَرا

مَضيت حَميد الذكر مُحتقِبَ الثَنا

لَقَد طبت أَخباراً كَما طِبتَ مَخبرا

فَلا تَبتئس فَالجسم كانَ مِن الثَرى

بِنشأته الأُولى وَعاد إِلى الثَرى

لِيهنَك في الخُلد النَعيم وَرِفقة

تَرى أَحمَداً فيهم لَديكَ وَحَيدَرا

وَمَعذرةً إِن قصَّر الشعر وَالرِثا

فَقَد كانَ عَهدي أَن تَغضّ وَتَعذُرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أديب التقي

avatar

أديب التقي

لبنان

poet-Adib-Altaaqy@

141

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

الأديب أديب بن سعيد التقي البغدادي هو أحد الشخصيات المميزة في العالم العربي، وُلد عام 1895م في قرية الشبعا الواقعة ضمن قضاء حاصبيا في لبنان. نشأ في بيئة متواضعة وتلقى ...

المزيد عن أديب التقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة