الديوان » لبنان » أديب التقي » حياتي حياة ملؤها الخوف والرعب

عدد الابيات : 20

طباعة

حَياتي حَياة ملؤُها الخَوف وَالرُعب

وَمركب عَيشي في الدُنى مَركب صَعب

لَقيت مِن الأَيّام كُلأّ عَظيمة

فَما ساءَني هَول وَلا راعَني خَطب

أَقمت عَلى الجَيش اللُهام مُهيمناً

لَدى الروع يَحميه حِفاظي أَن يَنبو

قَذفت بِتركيّا إِلى غمرة الوَغى

وَعَرَّفتها في الحَرب ما تَلد الحَرب

وَها نَحنُ أُبنا بِالهَزيمة بَعد ما

ثَبَتنا وَنيران المَعامع لا تَخبُو

وَلا بُدَّ لي أَن أَندُب الشَعب قائِلاً

هلمَّ وَناقشني حِسابك يا شَعب

فَإِن هُوَ لَم يَقنَع خَضَعت وَطابَ لي

مِن الشَعب قَتلٌ بَعدَ ذَلِكَ أَو صلب

وَما لِحَيائي عِندَ نَفسيَ قِيمة

إِذا الوَغد غالى بِالحَياة أَو الوَغب

وَكَم خُضتُ لُجَّ المَوت وَاللُج ثائر

يَدكُّ الرَواسي مِن صَواخبه وَثب

فَلم تَرَني يَوماً لَدَي الخَطب جازِعاً

إِذا جَزع القَرم المدرَّب وَالنَدب

وَكَم سَقطت طَيارة أَنا فَوقَها

فَما مَسَّني ضُرٌّ وَنا نابَني كَرب

وَفي سجن ريغا كَم لَبثت مكَبَّلاً

زَماناً وَنَفسي بَينَ أَيدي الرَدى نَهب

وَكَم ذُقت طَعم المَوت في البَحر عِندَما

عَصَفنَ بِنا فيهِ عَواصفه النُكب

وَكَم في حَياتي قَد لَقيت مهالكاً

سِوى هَذِهِ وَالخَطبَ يَتبَعهُ الخَطب

فَلم أَكُ مزداداً رُسوخَ عَقيدة

بِأَنَّ المَنايا لا يُراع لَها لُبُّ

بِبَرلين قَد غادَرت أَهلى وَها أَنا

تَقاذفني الأَوعار عَنهنَّ وَالسُهُب

وَأَلقى إِلَيَّ الشَعب حيناً أُموره

فَقُمت بِها حَقّ القِيام وَلم أَنبُ

سَأَمضي عَلى ما قَد مَضيت مُجاهداً

فَاما ردى يُردي حَياتيَ أَو غَلبُ

قَدَحتِ زِناد الفكر أَوقظ أُمَّتي

وَسَوفَ أُريكم أَن زَنديَ لا يَكبو

وَفي الغَد آمال إِذا لَم أَفز بِها

سَتكشفها الأَيّام بَعديَ وَالحقُبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أديب التقي

avatar

أديب التقي

لبنان

poet-Adib-Altaaqy@

141

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

الأديب أديب بن سعيد التقي البغدادي هو أحد الشخصيات المميزة في العالم العربي، وُلد عام 1895م في قرية الشبعا الواقعة ضمن قضاء حاصبيا في لبنان. نشأ في بيئة متواضعة وتلقى ...

المزيد عن أديب التقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة