الديوان » لبنان » أديب التقي » مروج وشحتهن الجبال

عدد الابيات : 24

طباعة

مُروج وَشَّحتهنّ الجِبال

وَسَهل كُل ما فيهِ نَوال

وَأَودية مُطرّزة الحَواشي

تَلاعبها الجَنائب وَالشِمال

يَغنّي العَندليب بِها طروباً

وَيبغم في جَوانبها الغَزال

وَأَمواج يَثور بِها خِضمٌ

تَفُلُّ غُروب شاطئه الرِمال

غُرانِقَةُ الشَباب يَشيب مِنها

عَلى رضراض شاطئها القذال

أَخالدة الجَمال وُكلُّ حسن

عَدا ما فيكِ آفته الزَوال

إِذا غَشيَّ عُقول الناس سحر

فَمن عَينيكِ يَسحرنا الجَمال

تَجدّد مِن جَلالكِ كُل يَومٍ

مَواسم كُل ما فيها جَلال

أَرى بَحرين مُتصلين حداً

كَما اِتَّصلت بَيمناها الشِمال

فَبَحر بِالأَثير لَهُ عُبابٌ

وَبَحر بِالغِمار لَهُ صِيال

فَيا صَخراً تُناضله الأَواذيّ

وَلَم يَهرم وَقَد هَرم النِضال

تَبلُّ فؤادك الصادي غِمارٌ

وَتَكسو عُريَ كَشحيك التِلال

وَعَيت الدَهر جيلاً بَعد جيلٍ

أَصحَّ لَدَيكَ أَنّ العَيش آل

أَنهر القاسميَّة طبتَ وِرداً

أَينقع غُلَّةً مِنكَ الزُلال

ترَنَّق في المَوارد كُل صَفوٍ

وَما بلّ الصَدى مِنها بِلال

شَهدت مُلوك فينيق قَديماً

وَعزّتهم وَقَد سادوا وَطالوا

مَضى حيرام لَم تمنعه صُور

وَتبنيتٌ وَصيدا لا تَزال

وَقَد عَفَتِ المَدائن بَعدَ كِسرى

وَلَم يُعصَم بِبابلَ بانَبالُ

تَهدّمت العُروش وَزال ملك

وَلَم تَدُم الأُسرّة وَالحِجال

يُصاغ مِن الجَماجم كُل تاج

وَتَصطَنع الصَوالجة النِصال

لَقَد أَذكرَتني بَرَدى وَدَهراً

بِهِ عَزّت عَلى بَرَدى رِجال

فَأَشجاني الحَنين وَهاك وَجدي

يعبّر عَنهُ مَدمَعيَ المُذال

لَقَد أَصَمت نبال الدَهر قَومي

وَطاشَت في مَراميها النِبال

تُحَلّأُ عَن حِماه وَهِيَ هِيمٌ

وَتُمنَعُ وِردَه وَهُوَ الحَلال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أديب التقي

avatar

أديب التقي

لبنان

poet-Adib-Altaaqy@

141

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

الأديب أديب بن سعيد التقي البغدادي هو أحد الشخصيات المميزة في العالم العربي، وُلد عام 1895م في قرية الشبعا الواقعة ضمن قضاء حاصبيا في لبنان. نشأ في بيئة متواضعة وتلقى ...

المزيد عن أديب التقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة