الديوان » لبنان » أديب التقي » النصر لاح له فاغتر إذا لاحا

عدد الابيات : 31

طباعة

النَصر لاح لَهُ فَاِغتَرَّ إِذا لاحا

وَأَمَّل الظَفر المَوهوم فَاِرتاحا

مَشى إِلى ظُلمة الهَيجاء متَّخذاً

مِن سَيفه وَمَضاء العَزم مِصباحا

فَقادَ أُمته لِلحَرب مرغَمَةً

وَراحَ يَحسب ما يَأتيهِ إِفلاحا

بَدَت لَهُ قُوّة الأَلمان عاتِية

فَشاطر القَوم أَفراحاً وَأَتراحا

وَراحَ يُنفذ ما يُوحيهِ قائدهم

وَخالف القَوم عُقّالاً وَنُصّاحا

مِن المهيمن في الكرّات يفقدها

إِن شاءَ في لَمحة مالاً وَأَرواحا

وَالباعث الخَيل تَردي في أَعنَّتها

خَوّاضةً لِلرَدى غَمراً وَضَحضاحا

وَالممطر النار مِن فَوهاء صاخِبَةٍ

تَحوّل الطَود قاعاً وَالذَرى ساحا

يَزجي الخَميس بِها إِثر الخَميس كَما

يزاوج الشَرب بِالأَقداح أَقداحا

قادَ الأَشاوس مِن تُرك وَمِن عربٍ

لَو أَنَّهُم صَدَموا ثَهلان لانزاحا

يَمرُّ مفتتحاً لَم يَلقَ مُعضلةً

إِلّا وَكانَ لَها التَدبير مِفتاحا

مُستوفز العَزم صَعبٌ في شَكيمته

تَلقاه دَوماً إِلى العَلياء طمّاحا

يَلين عَن قُدرة حَتّى يُرى حَمَلاً

وَإِن يُهَج عَقَصَ القرنين نطّاحا

يَفوح نَشر الخزامى مِن خَلائقه

حيناً وَحيناً يَمجُّ المَوت فَواحا

طَفلُ المَلامس في أَمرٍ يُحاوله

حَتّى إِذا رُعته فَالصِلُّ فَحاحا

كَثوم سرٍّ مَجدٌّ في تكتُّمه

لَو باحَ قَلب صَفاً بِالسرّ ما باحا

البَحر وَالبرّ وَالجَوُّ الفَسيح مَعاً

كُلٌّ بِهِ قَد جَرى في الرَوع سَبّاحا

إِن شئت عِلماً بِهِ فَاسأل طرابُلُساً

عَن أَنورٍ وَفَرُوقاً إِن فَتى لاحى

وَاسأل أَدِرنَةَ عَنهُ يَوم صبَّحها

بِالخَيل مَمطورةً قُضباً وَأَرماحا

وَالدَردَنيلَ وَما يَحويهِ مِن جُثَثٍ

يُجبنَكَ اليَوم إِيماءاً وَإِفصاحا

وَسَل بُخارى وَتُركِستان ما صنعت

يَداه حين بَغى مُلكاً وَإِصلاحا

وَسَل صَحاريَها وَالسُهبَ ما لَقيت

إِذ شَنَّها غارَةً في اللَهِ مِلحاحا

يُدافع الكُفر أَن تَدنو فَيالقه

مِنها وَإِن يَعتَلي فيها وَيَنساحا

فَكانَ لِلقَدر المَحتوم صَولَته

حِتّى تَفرَّق عَنهُ الجَمع أَشباحا

وَخرَّ منعفراً للأَرض تَحسبه

عَمود فَجر تَوارى بَعدَ ما اِنصاحا

طاحَت بِهِ في مَجال العزّ طائِحَة

الملك وَالعز إِذ طاحَت بِهِ طاحا

وَيح السِياسة كَم ذا أَهلَكت أُمَماً

لَم يَبكِ هالكَهم حيٌّ وَلا ناحا

مَضَت بِآل هَبِسبُرغٍ وَمُلكهم

وَآل رُومانُفٍ لَم تُبق جحجاحا

وَبَدَّدت آل عُثمانٍ وَدَولتهم

فَأَصبَحوا في بِلاد اللَهِ سُياحا

اللَهُ أَكبرُ كَم في الدَهر مِن حَدَثٍ

يَمُرُّ بِالراسيات الشُمّ مجتاحا

بَينا المُلوك مُلوك في عُروشهم

إِذا هُم يَسأَلون الناس إِلحاحا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أديب التقي

avatar

أديب التقي

لبنان

poet-Adib-Altaaqy@

141

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

الأديب أديب بن سعيد التقي البغدادي هو أحد الشخصيات المميزة في العالم العربي، وُلد عام 1895م في قرية الشبعا الواقعة ضمن قضاء حاصبيا في لبنان. نشأ في بيئة متواضعة وتلقى ...

المزيد عن أديب التقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة