الديوان » لبنان » أديب التقي » لك الخذم الصمصام إما تجردا

عدد الابيات : 49

طباعة

لَكَ الخَذِم الصِمصام إِمّا تجرّدا

تَخرُّ لَهُ الهامات في الحَرب سُجَّدا

وَتَعنو لَكَ الأَقدار وَهِيَ مُطيعة

وَتَأبى العُلى إِلّاك لِلناس سَيّدا

وَأَيَّدك الرَحمَن مِنهُ بِقُدرة

بِها جدُّك المُختار مِن قَبل أَيّدا

نَسدُّ بِكَ الثَغر المَخوف وَنَستَقي

بِكَ الغَيث إِن ضَنَّ السَحاب وَصرّدا

وَكَفّاك كَفّ في الوَغى تُمطِرُ الدَما

وَكَفّ بِها في السلم نَستمطر النَدى

هَيا فَيصل الحَق المُبين وَمَن بِهِ

تَعالى مَنار الدين بِالعَدل وَالهُدى

بِجدِّك قِدماً أَنقذ اللَه أُمَّةً

طَغا البَغي فيها وَاِستَطالَت يَد العِدى

فَجئت عَلى آثاره الغُر تَقتَفي

وَتُعلي لِمَجد العرب صَرحاً مشيَّدا

لَقَد قَدتها قبَّ البُطون ضَوامِراً

تُثير دُجى مِن قاتم النَقع أَسوَدا

تُقلُّ إِلى الهَيجاء كُل سَمَيدَعٍ

أَبى الدَهر إِلّا أَن يَكون ممجَّدا

فَأَوطأتهنّ الغوطتين وَتَدمراً

وَعادَ لَها نَهر الشَريعة مَورِدا

وَبَدَّدنَ في الشَهباء جَيشاً تَعوّدت

فَيالقه أَن تَستَميت وَتَصمدا

فَديتك يابن الطاعنين مِن العِدى

بصدر القَنا الخَطيّ نَحراً وَأَكبُدا

وَيابن الكماة الصيد مِن آل هاشم

سَنام العلى مِمَن أَغار وَأَنجَدا

وَمَن فيهم التَنزيل جاءَ مبيّناً

لَهُم مِن عَظيم الفَضل فَضلاً مُؤكَدا

لَقد شدت لِلعُرب الأُباة مَفاخراً

وَمَجداً عَلى مَرّ الزَمان مُخلَّدا

وَأَنتُم مَلاذ العرب إِن نابَ حادث

وَأَكرمهم بَيتاً وَمَجداً وَسُؤددا

ليهنَكَ فَتح يا اِبن أَحمد زاهر

بِهِ المُلك وَالدين الحَنيف تَوطدا

وَعادَت بِهِ عَين المَعالي قَريرةً

وَوَجه الأَعادي كاسف اللَون أَربَدا

أَلا في سَبيل العرب يا بن محمّد

تَجشَّمت في طُرق العُلى كُلَّ فَدفَد

وَثَقت بِنَصر اللَه بَعد تَوكُّلٍ

عَلى اللَه وَالعضب الجُراز المهنّد

فَسوَّمتَها جُرداً عِتاقاً ضَوامراً

طَوالعَ في لَيل مِن النَقع أَسود

عَوابس في وَجه الخطوب دَواجياً

تَروح عَلَيها الدارعون وَتَغتَدي

ضَوابح يَعلكنَ الشَكيم كَأَنَّما

غدا رَعيها مِن دُون مَرعى وَمَورده

سُبحن بلُجٍّ مِن دَم الشوس زاخرٍ

وَخاضَ بِها غمر الرَدى كُلّ أَصيد

فَوارس مِن عَلِيا لُؤَي بِن غالبٍ

تَهِشُّ لقرع البيض في كُل مَشهد

بِنت فَوق هام النَسر مُلكاً تبوّأت

بِهِ دُون مَن ساماه أَشرَف مَقعَد

تَرفُّ عَلَيها راية عَربيَّة

معزَّزة بِالفَيلق المتحشّد

فَآبوا وَنَصر اللَه يَخفق فَوقَهُم

وَآبت أَعاديهم بذلّ مبدِّد

لَكَ اللَه يا بن الطاعِنين لَدى الوَغى

صُدور الأَعادي بِالوَشيج المسدَّد

وَمَن ضَرَبوا فَوقَ السِماك قِبابهم

لِيعشو إِلى نيرانهم كُل مُجتدي

لَقَد طبت أَعراقاً وَطبت مَفاخِراً

وَسدتَ بِمَجد لا يسامى وَمحتِد

وَأَعطاك ربّ الناس صارم قُدرة

مِن الحَزم وَالرَأي الحَصيف المسدَّد

فَهَذي بَنو العرب الأُباة تَطلَّعت

إِلَيكَ فَخُذ مِنها بِأَطوع مِقود

وَذا جَيشك الجرّار غَير مذمّم

تَأَزَّر بِالنَصر الَّذي فيهِ تَرتَدي

فَأَطلَع فَجرَ النَصر مِن بَرق قُضبه

وَشرَّد بِالأَعداء كُل مشرَّده

يَزفّ إِلَيكَ النيربان تَهانئاً

بعرش أَبيك الهاشميّ المؤَبد

حسين اِبن خَير الخَلق بَعد محمد

وَمُردي الكماة الصيد في كُل مَشهَد

عَميد الكِرام الغرّ مِن آل هاشم

حُماة الوَرى مِن متهمين وَمنجد

بَنوا قَبلَ ذا لِلعرب مَجداً مُؤَثَّلاً

لَدُن أَحكمو تَأسيس ملك مَوطَّد

فَسادوا بَني الأَيّام شَرقاً وَمَغرباً

بِما أَحرزوه مِن ثَناءٍ مخلد

مآثرهم في الخافقين يُذيعها

حَديث مِن التاريخ غَير مفنَّد

تَزول اللَيالي وَالعُصور وذكرها

لَهُ كُلَّ آن رَوعة المتجدّد

أَفيصل حَقاً إِن سيفك فيصل

يُهدّى إِلى الرُوح الخَفيّ فَيَهتَدي

أَقام بِناء الملك بَعدَ تَعضضع

وَشيَّد عَرشاً لَم يَكُن بِمشيَّد

وَهَذي بُناة المَجد وَافتكَ خُشَّعاً

تَحييك عِرفاناً بِفَضلك وَاليَد

وَلَو أَنَّها تَسطيع حَمل سِلاحَها

لَجاءَتكَ تَبغي فيهِ زَهو التجنُّد

فمهّد إِلى مَجد الجُدود سَبيلها

تَجد أَنَّها أَدنى إِلَيك مِن اليَد

وَحَقٌّ عَلى مَن كانَ سَيّد يَعربٍ

تَفانيه في إِعلاء شَأن فَتى الغَد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أديب التقي

avatar

أديب التقي

لبنان

poet-Adib-Altaaqy@

141

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

الأديب أديب بن سعيد التقي البغدادي هو أحد الشخصيات المميزة في العالم العربي، وُلد عام 1895م في قرية الشبعا الواقعة ضمن قضاء حاصبيا في لبنان. نشأ في بيئة متواضعة وتلقى ...

المزيد عن أديب التقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة