الديوان » العراق » نعمان ثابت بن عبد اللطيف » أنشد وإن زأروا عليك وثاروا

عدد الابيات : 42

طباعة

أنشد وإن زأروا عليك وثاروا

فزئيرهم في مسمعيك خوار

أنشد عسى تستنهض الهمم التي

ماتت ففي إنشادك الأسرار

إني عهدتك كاتباً متنوراً

حراً على الوطن العزيز تغار

وإذا العنادل رجعت ألحانها

وشدا على لدن الغصون هزار

وإذا تغنت في الظلام حمامة

محزونة وأهاجها استعبار

وبثثتها شكوى بأشعاري وفي

جنح الظلام تردد الأشعار

وأسلت من عيني نجيعاَ قانيا

إن الدموع بمقلتي غزار

زمرّ ودعني في الكآبة غارقاً

أبكي إذا ما غنت الأطيار

أصغي لألحان الصبابة والكآ

بة عندما تتصبب الأنهار

هل يملك المأسور غير مدامع

وأضالع شبت بهن النار

وإذا الأزاهر في المروج تعانقت

وسرى النسيم وماست الأشجار

والشمس صبت من أريكة عرشها

تبراً برونقه العقول تحار

ونشقت عطراً ضاع في أرجائها

فكأنه الصهباء حين تحار

زمرّ ودعني لا تروق نواظري

مما جرعت مرابع وديار

فعمارها في ناظرّي خرائب

وطلاؤها في ناظري غبار

ما للنفوس وقد تهتك سترها

تتصنع الخيلاء وهي صغار

ولقد تحلت بالعمائم أرؤس

أولى بهن الصارم البتار

وتقلنست هامات بعض في الورى

وبها حرّي مقنع وإزار

وتزينت بالخزناس والخليـ

ـق بخلقها الاسمال والأطمار

وتبرقعت منهم وجوه باللحى

وبها جدير برقع وخمار

زمزّ فزوراء العراق حديقة

تاهت بوصف جمالها الأفكار

وحصانها الدر النضيد ودجلة

إما تعاقها ذكاء نضار

وعلى شوارعها الظباء سوافراً

يعنو لفاتر لحظها الجبار

وبعذب منطقها ونور جينها

تحيا النفوس وتجتلي الأبصار

أما جداولها فذائب فضة

بلجيها تتطلع الأزهار

زمرّ بزوراء العراق وخلني

أبكي إذا ما هاجني التذكار

فالنهر للدخلاء عذب سائغ

ما إن تشوب مياهه الأكدار

والزهر تسقيه دماء رجالنا

وتعيث في روضاته الأشرار

زمرّ ودعني فالمعالم أقفرت

وذكا الأسى والمدمع الزخار

أنا في السماء إذا تضاحكت النجو

م ثغورها وتجلت الأقمار

شبت بقلبي الكارثات وأظلمت

في أعيني الأضواء والأنوار

فانشد من الألحان ما تترنح الـ

ـأعطاف فيها والظلام ينار

فعسى تغادرني الهموم وتنطفي

ناري ويجمد دمعي المدرار

وأعود أطرب للنشيد مزمراً

معكم وما تنتابني الأكدار

زمرّ ولو أن النفوس هياكل

جوفاء ليس تهزها الأوتار

زمرّ ولو أن النفوس غليظة

ما إن يثير شعورها المزمار

وطن عليه جفوننا منهلة

تحكي السحاب وفي الضلوع أوار

وطن إليه قلوبنا مشتاقة

وكأنما طياتهن شرار

وطن تصون حياضه بنفوسها

ونفيسها أبناؤه الأبرار

ولأجله تقع الرجال وتلتظي

حرقاً عليه وتصرع الأحرار

تركوه مضطرباً يكابد لوعة الـ

ـأصفاد تقرض معصميه وساروا

ولقد تكالبت العدى فتفرق الـ

ـانصار عنا بئست الأنصار

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نعمان ثابت بن عبد اللطيف

avatar

نعمان ثابت بن عبد اللطيف

العراق

poet-Noman-Thabit@

50

قصيدة

0

متابعين

نعمان ثابت (1905م - 1937م) ضابط وأديب عراقي من بغداد، جمع بين الالتزام العسكري والشغف بالأدب والتأريخ. تخرج في الكلية العسكرية عام 1927، ومنذ ذلك الحين، بدأ في إثراء المكتبة العربية ...

المزيد عن نعمان ثابت بن عبد اللطيف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة