الديوان » عبد الله الأخرس » أَفيقا و اهجرا خَمرَ الدّنانِ

عدد الابيات : 22

طباعة

أَفيقا و اهْجُرا خَمرَ الدِّنانِ

فَهذا الشِّعرُ وَيحَكُما أَتاني!

و كَيفَ سَكِرتُما بِالخَمرِ إِنّي

كَفاني شُربَها هَمُّ الزَّمانِ

حَوادِثُهُ تُصيبُ شِغافَ قَلبي

فَتُسْكِرُني بِلا كَأسٍ و حانِ!

و لمْ أَسْخَطْ على الأقدارِ يَوماً

و لَمْ أَعْتِبْ على حَدَثٍ رَماني

فَقَدْ وَطَّنْتُ نَفسِيَ مُنذُ وَعْيي

بَأَنّي في ابْتِلاءٍ و امْتِحانِ

و أَنّي لَنْ أَعيشَ سِوى سِنينٍ

سَتَمضي مِثلَ ما تَمضي الثَّواني

و طالَ تأَمُّلي في العَيشِ حَتّى

زَهِدتُ بِكُلِّ ما في العَيشِ فانِ

فَلَمْ أَلهَثْ وراءَ المالِ يَوماً

و لا عَرَّضْتُ نَفسيَ لِلغواني

و لكِنّي سَعَيتُ إِلى المَعالي

و نَيلُ المَجدِ في الدُّنيا سَباني

أُقُلِّبُ في السَّما وَجهي كَأَنّي

أُحاوِلُ أَنْ أَطيرَ بِلا عَنانِ!

و يَمنَعُني مِنَ الطَّيرانِ جِسْمي

و يَجعَلُني أُراوِحُ في مَكاني!

و كَمْ يَشقى عَظيمُ النَّفـسِ إِنْ لَمْ

يُعِنْهُ الجِسْمُ في نَيلِ الأَماني

و لكِنّي بِحَمدِ اللهِ أَمْضي

بِهذي الأرضِ كَالسَّيفِ اليَماني

أَشُـقُّ بِها سَبيلِيَ دونَ خَوفٍ

و لا أُصغي لأَوهامِ الجَبانِ

فَمَوتي سَوفَ يُدرِكُني لَعَمري

و لَوْ حَصَّنتُ نفسيَ في المَباني

و مَوتي في سَبيلِ المَجدِ عِندي

أَحَبُّ مِنَ الحَياةِ مَعَ الهَوانِ

و كَمْ في الصَّدرِ أَسرارٌ سَتَبقى

بِهِ مَدفونَةً مِثلَ الجُمانِ!

و لوْ حاوَلتُ بَوحَ البَعضِ مِنها

سَيَعصيني بِلا شَكٍّ بَياني

و لكِنّي إِذا شِئتُ القَوافي

فَلَيسَ يَخونُني أَبَداً لِساني

أَقولُ الشِّعرَ عَذباً سَلسَبيلاً

و تَخرُجُ مِنْ فَمي أَحلى المَعاني

و لَمْ أَتَكَلَّفِ الأَشعارَ يَوماً

و هَلْ يَتَكَلّفُ الطَّيرُ الأَغاني؟

فَيا رَبِّ اخْتَتِمْ عُمري بِعَفْوٍ

و مَغفِرَةٍ إِذا مَوتي دَهاني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

157

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة