واقفٌ في المنتصفْ
عالقٌ في الموضع القاحل
قد أدمنْتَه
و الجمودُ القيظُ أيضاً
أدْمنكْ!!
إنه القيظُ و لا سقفَ تدلَّى
من عِظات السنَّ ..
أو من زخرف القول!!
و لا غيمة إحساسٍ أظلَّتْ مسكنكْ
إنه القيظُ...
قد اقتات ترانيمَ الرضا
يا أيها الساكنُ لحناً موحِشاً
مَـنْ أمًنكْ!!
إنه القيظ...
قد احتلَّ مساراتِ الرؤى
أوصد في وجه الأماني
موطنَكْ
إنه القيظ ومازلتَ هنا ...
يا سيدي..ما أهونكْ!!
هتف القلب بها مُستخذِياً
أغلق في وجه عتابي بابَه
ثم انصرفْ
★ ★
و اقفٌ في موضعي
مستنفِذٌ ما أمسكتْ كفِّي
من العمر هنا
مُلتفَّةٌ ساقي بساقي!!
مثلما غيري وقفْ
عالقٌ جفني بجفني!!
وقناديل الأماني في ضلوعي
ناضباتُ الزيت ترنو شاحباتٍ
فيدي ساكنةٌ
في صمتها الخانقِ
ما أخرْجْتُها دٌرِّيةً بيضاءَ
تغشى ناظريها
والمدى لم يُكتشفْ
حائرٌ يلتف حولي ألفُ دهليزٍ
وجسمي...
مثلما غيري ارتجفْ!!
إنني الأعزلُ ياربِّى...!
وهذا السحْرُ مِلْءُ المنتهى
وانطلاق الخوف
فيما تحت هذا الجلد
يغتال النهى
مُنصِتٌ
لليأس من حولي دبيبٌ
ما انصرفُ
وأنا في موضعي
لا أُحسن الرقصَ...
على شتَّى المزامير...
أو السيرَ على الماء...
فهل أقترفُ الصمتَ
إذا ما داهم السِحْرُ ثيابي!!
و شهيقي..وزفيري !!
و يقيني!!
إنني الأعزلُ وحدي
ليس في كفِّي عصا موسى
وهذا السحر يُلقِي باطلاً
لكنني الأعزلُ
لن أرهب ما يلتفُّ حولي
إنها روحى استفاقت
لحظة الصوت تدلَّى!!
وطريقٍ داخل اليأس تجلَّى!!
و يماماتٍ أحالتْ قائظَ الحاضر
أنساماً وظِلاَّ!!
ما انتظارى
و الأماني الخضرُ خلف التيه
قد صاغت من العطر بُراقاً
و أهابتْ:
لا تخفْ
ضلَّ مَنْ
في سيره السامي انعطفْ
قلَّ مَنْ
في سعيه استهدى
بأسباب السما
حتى سما
ثم دنا
من كوثر الخلد رشفْ
31
قصيدة