الديوان » محمد الشربيني » صباحٌ آخر

 

هُنَا أنتظرْ

على سُلَّم الحُـلْمِ

يمتصُّني الوقت شيئاً فشيئا

كما يسلبُ الرملُ قلبَ المطرْ

ويأسف كالأبرياء

متى يتوقَّفُ طَرْقُ المطرْ

            ★     ★

هُنَا أنتظرْ

وكفٌّ تحاصر خيطَ النزيفِ

وكفٌ تغازل بالياسمين الوترْ

لآخذَ تأشيرةً للدخول

إلى حلمنا المُسْتعارِ

أقيس بخيط النزيفِ مسافةَ ما بيننا!!

إذا قاربتْ"شهرَ زادُ"...

فتبدو على بُعدِ حلمين

من ها هنا

على بُعْدِ حلمين..

من شُرْفةٍ تحتسي السُهْدَ

ما أجملَ الليلَ..لولا التأرجُحُ

ما بين قاع ظنوني..وبين المُنَى!!

ماأجملَ الليلَ..لولا التَمَلْمُلُ

يفعلُ ما يفعلُ الثلجُ بالأمنيات

يَحُزُّ ضلوعي ويستنزف السَوْسَنا!!

أحاول..أن أحتمي بالزوايا

مخافة أن أترنَّحَ..

حين أكون وحيداً

وأستحضرُ القلبَ..

إذْ تَتَبَّع عينيِ قدومَ الأثرْ

وماذا سيأتيه..

مَنْ لم يكفّ عن الاحتراق البطيء..

برائحة البُنِّ والتبْغِ..

أو أدْمنَ النرْدَ مثلي!!

وليس معي الآن

يا"شهرَزادُ"

سوى شَمْعةٍ تُحْتَضَرْ 

                  ★    ★         

هُنَا أنتظرْ

يكاد الحنينُ المُكَبَّـلُ أن يَتَكَلَّمَ عنِّي

بشتَّى الصورْ..

أعاود للَّيلة الألفِ..

هذا التقلّبَ..

فوق حكاياتكِ المَخْمَليَّةِ..

والأمسياتِ..

التي استدْرجَتْني تفاصيلُها

بالفُضُولِ..وطُعْمِ الدخول

أعاود للَّيلة الألفِ..

هذا الترحُّلَ..

ما بين"بغداد"و"السندبادِ" 

وبين عشيقاته..

لا يُخَبئْن تحت الضفائر..

حبْلَ العِناقِ!!

ولسْنِ يقاومْنَ دَمْعَ المناديلِ..

وقتَ السفرْ

أعاود للَّيلة الألفِ..

هذا التنزُّهَ..

وسْط الحِسان اللواتي بِسِحْرِالمرايا 

استحلْن كواكبَ... 

من فِتْنةٍ تُعْتَصَرْ!!

فأبدو كمثْلِ الحروف العصافيرِحين تحطُّ

كما يُضمرُ الحظُّ

فوق حَصَى مُوقَدَةْ

وما بين هذا الدلالِ الحريريِّ

حين تبالغُ عيناكِ

يا لونَ عينيكِ

كيف يصيبان سِرْبَ نوارسَ بالبَغْدَدَةْ!!

وبين غرورِ خلايايَ..

حين يبالغ دفءُ الأناملِ

في الهدهدةْ

يكاد فؤادى المعذَّبُ..

أن تتشقَّقَ أضلاعُه ..

هكذا أخبرتْني ظنوني

ليحملَ سيفاً..

ويقتلَ أحلامَه المُجْهَدةْ

                  ★    ★                      

هُنَا أنتظرْ

أحاول أن أحبس الليلَ

في شِعْرنا الجاهليِّ

وأن أُغْلِقَ البابَ..

خَلْفَ نجومٍ صَحِبْن"امرأَ القَيْسِ"حَدَّ الضَجَرْ

ألمْ يكْفِ هذي النجومَ السهرْ!!

ألمْ يكفكَ الآن يا ليلُ..

هذا العنادُ 

إذا شقَّت الدهشةَ المستعارةَ 

صَيْحةُ دِيكٍ..

يحاول للمَرَّةِ الألفِ..

أن يُغَيِّرَ ثَوْبَ الحكايةْ

يحاول للمَرَّة الألفِ

أن أستعيدَ اندهَاشَ البدايةْ

يحاول للمَرَّة الألفِ..

أن يستفزَّ بعينِي انتظارَالمساءِ..

متى انشقَّ فى الأفقِ..

خيطُ السحرْ

ليُولَدَ رغم تجاعيد وجهي

بشارةُ صُبْحٍ..

وليس كَمَا تشتهين

بروعة ما لا سَيَخْطُرُ يوماً

ببالِ أساطيرِكِ المُنْتَقاةِ.. 

وعَرَّافِ"بابِلْ"

يُطلِّقُ أسفارَه"السندبادُ"

يُضَمِّدُ بالقُبْلةِ الألفِ..

حُزنَ السنابلْ

بدفء العناق..  

يُضَمِّدُ نزْفَ التغرُّبِ..

في أَلْف ساحلْ 

بشارةُ صُبْحٍ

يُغلِّق جِسْرَ التفاصيل..

بين العصافير والليلة الألفِ

يستكمل الآن طَقْسَ التجلِّي..

بعَشْرِ أناملْ

بشارةُ صُبْحٍ بِوَقْعِ الزلازلْ

بشارةُ صُبْحٍ كما أشتهيه..

فهلْ مَرَّةً..

تستطيعين يا كلَّ عمري التخلُّصَ

من شَرْنقَاتِ الحكايا

تَرُفِّين مِثْلُ الفراشاتِ حولي

..بوَرْدِ الصباح!!

وهلْ مَرَّةً..

تستطيعين أن تَتَعرَّيْ أمامي

مُبلَّلةً بالأغاني..

كحُورِيَّةِ البحرِ..أو لؤلؤةْ!!

وكمْ مَرَّةً..

تستطيعين أن تذهبي..

في اتجاه العناق وقلبي..

إلى ما لستُ أعرفُ..

كم مَرَّةً..

تستطيعين يا حُلْوَتي..

أن تجيئي امرأةْ!!

              ★     ★                    

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشربيني

محمد الشربيني

31

قصيدة

شاعر مصري من مواليد الإسكندرية والنشأة بها فترة الصبا حتى العام الثاني عشر ثم الانتقال إلى المنصورة ★درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة العربية ع٨٤/ كلية التربية جامعة طنطا ★كتبت

المزيد عن محمد الشربيني

أضف شرح او معلومة