الديوان » عبد الله الأخرس » كفى بكَ جهلاً أن تحِنَّ إلى الصِّبا

عدد الابيات : 18

طباعة

كَفى بِكَ جَهلاً أَنْ تَحِنَّ إِلى الصِّبا

و تَبكِيَ نَجماً بَعدَ مَطْلَعِهِ خَبا

و هَلْ كُنتَ إِلا في الشّـبيبَةِ جاهِلاً؟ 

تَرُوحُ و تَغدُوْ في الحياةِ مُذَبْذَبا؟

تُعاهِدُ لَيلى ثُمَّ تَنقُضُ عَهدَها

و تَعشَقُ سَلمى ثُمَّ تَتْبَعُ زَينَبا

فإِنْ لمْ تَجِدْ يَوماً بِدَهرِكَ مُتعَةً

سَخِطتَ على الدنيا و أَصبَحتَ مُغضَبا

و هذا وقارُ الشّيبِ أَعْطاكَ حِكمةً

و جاءَكَ يَسعى رادِعاً و مُؤَدِّبا

و ليسَ يُقاسُ المَرءُ إِلا بِعَقلِهِ

و لا عَقلَ للإِنـسانِ إِنْ ظلَّ مُذنِبا

و في اليومِ ما يُغنيكَ عَنْ زَمَنٍ مَضى

و إِنْ كُنتَ مَهمُوماً بِهِ و مُعَذَّبا

و ما الهَمُّ إِلا فِكْرَةٌ إِنْ عَقَلْتَها

جَعلتَ هُمُومَ النَّفسِ بِالعَقلِ مَكْسَبا !

و ذُو العقلِ يَسمُوْ بِالشَّقاءِ و رُبَّما

يَصيرُ لَهُ فَرطُ الشَّـقاءِ مُحَبَّبا !

و ذُو الجَهلِ يَهوي بِالشَّقاءِ و يَبْتَغي

لَهُ إِنْ عَرَتْهُ نَفحَةٌ مِنهُ مَهْرَبا !

لَحى اللهُ أَصحابَ الجَهالةِ إِنَّهُمْ

يَلُومُونَ كَهلاً فَيلَسُوفاً مُجَرِّبا !

يقولونَ إِنَّ المَرءَ إِنْ عاشَ أَعزَباً

فقدْ خالَفَ الدِّينَ الحَنيفَ و أَذْنَبا !

أَلا كُلُّ مَنْ ظَنَّ الزَّواجَ عَقيدَةً

فَما ظنُّهُ إِلا مِنَ الحُمْقِ و الغَبا !

فَلا يَتَّهِمْني العاذِلُونَ فإِنَّني

تَكَشَّفَ لي ما عَنهُمُ قدْ تَغَيَّبا

إِذا ما الفَتى لمْ يَلقَ زَوجاً تَسُرُّهُ

فَخَيرٌ لَهُ أَنْ يَقطَعَ العُمرَ أَعزَبا

و رُبَّ فَتىً لمْ يَسْـتَمِعْ لِنَصائِحي

و أَصْبَحَ مِنْها ساخِراً مُتَعَجِّبا 

فَجاءَتْهُ زَوجٌ عَكَّرَتْ صَفْوَ عَيشِهِ

فَفي أيِّ وَقتٍ زُرتُهُ كانَ مُتْعَبا !

يَوَدُّ خَلاصاً بَعدَ أَنْ فاتَ عَهدُهُ

و كيفَ خَلاصُ المَرءِ إِنْ هُوَ أَنجَبا؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

157

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة