الديوان » عبد الله الأخرس » أليسَ بهذا الدهرِ منْ صاحبٍ وفي

عدد الابيات : 19

طباعة

أَليسَ بِهذا الدَّهرِ مِنْ صاحِبٍ وَفي؟

و لا مِنْ حَبيبٍ صادِقِ الوِدِّ مُنصِفِ؟

أَما مِنْ مَكانٍ يَسْتَريحُ بِهِ فَتىً

تُحارِبُهُ دُنياهُ مِنْ يَومِ أَنْ نُفي؟

كأَنَّ زَماني يَسْتَلِذُّ بِلوعَتي

و يُعجِبُهُ دُونَ الأَنامِ تَأَفُّفِي!

إِلى الله أَشكوْ غُربةً شَرِبَتْ دَمي

و مَنفَىً كَئيباً فيهِ نَجمِيَ يَنطَفي

و ما لِيَ أَصحابٌ يُواسُونَني بِهِ

و لا لِيَ أَحبابٌ بِهِ غَيرَ أَحرُفي  

كأَنَّ بني الدُّنيا تَواصَوْا بِغَدْرِهِمْ

فَلمْ يَبقَ فيهمِ غَيرُ خِلٍّ مُزَيَّفِ!

تَجنَّبتُهُمْ مِنْ بَعدِ مَعرِفَتي بِهِمْ

و جَرَّبْتُهُمْ تَجريبَ كَهْلٍ مُثَقَّفِ

يُجاهِدُ ما لا يَرْتَضي مِنْ طِباعِهِ

و يُمْلي عَليهِ كُلَّ طَبْعٍ مُشَرِّفِ

و يَصحَبُ كُلَّ الناسِ بِالخُلُقِ الذي

يُحِبُّونَهُ حتّى و لَوْ بِالتَّكَلُّفِ!

و يُنشِدُ أَخلاقَ النَّبِيِّينَ عَقلُهُ

و يَطْمَحُ يَوماً أَنْ يكُونَ كَمُصْحَفِ!

إِذا عَوْرَةٌ لاحَتْ لَهُ غَضَّ طَرفَهُ

و بانَ على خَدَّيْهِ فَرطُ التَّعَفُّفِ

لَهُ اللهُ كَمْ يَلقى الأَذى و هْوَ صابِرٌ

و عَنْ نَهجِهِ الأَسمى فلَمْ يَتَوقَّفِ

و لَوْ فَتَّشُوا في قَلبِهِ الغَضِّ لمْ يَرَوْا

بِهِ نَحْوَ مَنْ يُؤذيهِ غيرَ التَّأَسُّفِ!

فوا أَسفَاً لَوْ كانَ يُجدي تَأَسُّفي

و وا لَهَفاً لَوْ كانَ يُجدي تَلَهُّفي

و لكِنَّهُ دَهرٌ على كُلِّ حالَةٍ

بِأَهلِ الخَنا و الُّلؤمِ ما زالَ يَحْتَفي

كأَنَّ بِهِ غَيظاً على كُرَمائِهِ

و أَحرارِهِ يَقتَصُّ مِنهُمْ و يَشْتَفي!

فَكُنْ أَيُّها الدَّهرُ الخَؤونُ مَعَ العِدى

عَليَّ فإِنّي لَنْ أُغَيِّرَ مَوقِفي

و كُنْ أَيُّها المَنفى كَسِجْنٍ فإِنّما

عَزائِيَ لَوْ تَدري بِسُورَةِ يُوسُفِ

أَنا الحُرُّ و ابنُ الحُرِّ و الشامُ مَوطِني

و رَبِّيَ يَوماً لا مَحالَةَ مُنصِفي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

157

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة