الديوان » مصر » أحمد الزين » لا تترك العتب لمن تصاحبه

عدد الابيات : 37

طباعة

لا تَترُكِ العَتبَ لِمَن تُصاحِبُه

إِنَّكَ تَستَبقي الَّذي تُعاتِبُه

إِيّاكَ أَن تُعاتِبَ اللَئِيما

إِنّي أَرى العَتَب لَهُ تَكريما

وَمَن يَرى الإِخوانَ دُونَ رُتبَتِه

فَذاكَ لا يُحمَدُ غِبُّ صُحبَتِهِ

فَلا تُعاتِبهُ إِذا أَساء

فَإِنَّهُ يَزيدُهُ اِستِعلاء

حَذارِ مِن مَعتبةِ الأَسافِلِ

فَإِنَّها مَنقَصَةٌ لِلكامِلِ

وَإِنَّهُ قَد دَنَّسَ العِتابا

مَن جَعَلَ العَتبَ لَهُم جَوابا

فَإِنَّهُم أَشبَهُ بِالكِلابِ

لا يَعرِفُونَ قِيمَةَ العِتابِ

وَلَيسَ لِلسفلةِ مِن تَأدِيبِ

إِذا أَساءُوكَ سِوى التَعذِيبِ

وَإِن غَدَوتَ صاحِبَ السُلطانِ

فَلا تَكُن مِنهُ عَلى أَمانِ

وَلا تُعاتِبهُ عَلى ما يَصنَعُ

فَإِنَّهُ عَن العِتابِ أَرفَعُ

إِيّاكَ أَن تَدنُوَ مِمَّن يَبعُدُ

عَنكَ وَأَن تَرغَبَ فيمَن يَزهَدُ

فَإِنَّما الرَغبَةُ ذُلُّ نَفس

فَكَيفَ بِالرَغبَةِ في ذِي يَأسِ

مَن طَلَب الماءَ مِن السَرابِ

يَرضَى مِن المَغنَمِ بِالإِيابِ

إِيّاكَ أَن تَزهَد فيمَن يَرغَبُ

فيكَ وَأَن تَبعُدَ عَمَّن يَقرُبُ

فَإِنَّهُ ظُلمٌ وَأَيُّ ظُلمِ

تركُكَ صاحِباً بِغَيرِ جُرمِ

وَآيَةُ الآدابِ في الإِنسانِ

أَن يَجزيَ الإِحسانَ بِالإِحسانِ

لا تَأمَن الغَدرَ مِن الإِخوانِ

فَإِنَّما الإِخوانُ كَالزَمانِ

وَإِنَّ مَن عَهِدتُهُ مُصاحِباً

سَرعان ما أَلفَيتهُ مُناصِبا

يَخدَعُني بِالبِشرِ وَالوِدادِ

وَالحِقدُ قَد بَرَّحَ بِالفُؤادِ

كَم مِن فَتىً يُظهِرُ لي صَفاءً

في حَضرَتي وَيُضمِرُ الشَحناء

يُؤَجِّجُ الغَيظُ بِهِ ضِراما

لَم يَرعَ لي عَهداً وَلا ذِماما

فَكَم دَنَوتُ وَهوَ عَنّى يَنفِرُ

وَكَم أَفي وَهوَ بِعَهدي يَغدرُ

وَهَكذا مَن أَمِنَ الأَصحابا

مِثلُ الشِياهِ تَأمَنُ الذِئابا

ما حِيلَتي أَدنُو لَهُ وَيَصرِمُ

وَأَبتَني الودَّ لَهُ وَيَهدِمُ

فَمِثلُهُ لا خَيرَ في عِتابِهِ

كُلُّ امرئٍ يَجري على آدابِهِ

حاسِنهُ لا تَبغِ الذي يَبغيهِ

كُلُّ إِناءٍ ناضِحٌ ما فيهِ

وَالطَبعُ في اللَئيمِ لَيسَ يُغلَبُ

وَالسُمُّ في العَقرَبِ لَيسَ يَعذُبُ

مِمّا حَفِظناهُ مِن العِظاتِ

وَما رَوَيناهُ عَنِ الثِقاتِ

إِنَّ العَصا مِن هَذِهِ العُصيَّه

هَل تَلِدُ الحَيَّةُ إِلا حَيَّه

لا تُفشِ سِرّاً أَنتَ مِنهُ مُشفِقُ

لا يَأمَنُ الإِخوانَ إِلّا أَحمَقُ

فَإِن غَدا صَدرُكَ وَهوَ ضَيِّقُ

فَصَدرُ مَن تُفشي إِلَيهِ أَضيَقُ

وَما رَأَيتُ حافِظاً لِسِرِّهِ

في الناسِ إِلّا مالِكاً لأمرِهِ

وَمَن طَوى عَنكَ الَّذي يَعنيكا

مِن سرِّهِ فَإِنَّهُ شانِيكا

فَذاكَ شَرٌّ مِن مُذيعِ سِرِّك

لِأَنَّهُ مُبالِغٌ في ضُرِّك

وَإِن أَتيتَ مَجلِسَ الإِخوانِ

فَلا تُجالِسهُم بِلا اِستِئذانِ

خَشيَةَ أَن يَمَسَّكَ اِحتِقارُ

وَأَن يَكونَ بَينَهُم أَسرارُ

فَإِن دُعِيتَ لِلدُخولِ فادخُلِ

وَإِن أَبوا فاتركهُمُ لا تُثقِلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الزين

avatar

أحمد الزين

مصر

poet-Ahmad-Al-Zein@

83

قصيدة

4

الاقتباسات

7

متابعين

أحمد الزين: شاعر ومحقق مصري كفيف البصر، وُلد عام 1900م في مصر، وفقد بصره في صغره. التحق بالأزهر وتلقى تعليمه هناك، ثم عمل محاميًا شرعيًا بعد تخرجه. انتقل بعد ذلك ...

المزيد عن أحمد الزين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة