الديوان » مصر » أحمد الزين » إذا أردت أن يدوم الحب

عدد الابيات : 38

طباعة

إِذا أَرَدتَ أَن يَدومَ الحُبُّ

فَلا تَكُن صِهراً لِمَن تُحِب

فَإِنَّ هَذا يُذهِبُ الوِفاقا

وَيَجلِبُ العِنادَ وَالشقاقا

وَلا تُبايِعهُ لأَجل الكَسبِ

فَإِنَّهُ مَذهَبةٌ لِلحُبِّ

إِني رَأَيتُ أَكثَرَ العِداءِ

يَكونُ في البَيعِ وَفي الشِراءِ

وَلَيسَ مِن مُروءةِ الإِنسانِ

أَن يَكسِبَ المالَ مِنَ الإِخوانِ

لا تَنقُل الشتمَ عَن السَفيهِ

إِلى الصَديقِ إِنَّهُ مُؤذيهِ

وَاِكتُمهُ عَنهُ إِنَّ ذاكَ شَرُّ

وَجَهلُهُ بِالشَر لا يَضرُّ

إِذا أَرَدتَ أَن تَكونَ كامِلا

فَلا تَكُن لما يُسيءُ ناقِلا

فَإِنَّهُ داعِيَةُ النفورِ

وَباعِثُ الأَحقادِ في الصُدور

إِنّي أَرى مَن دِينُهُ التَفريقُ

لَيسَ لَهُ بَينَ الوَرى صَديقُ

يَفرُّ مِنهُ الأَهلُ وَالأَصحابُ

فَإِنَّهُ نارٌ وَهُم أَحطابُ

مَن نَمَّ لي بِما يَقولُ القائِلُ

فَإِنَّهُ عَنّي كَذاكَ ناقِلُ

فَلا يَظنّ أَنَّني أُصفِيهِ

بِالود لَكِنِّيَ أتَّقيهِ

فَإِنَّ في صُحبَتِهِ المَلامَه

وَإِنَّ في اِتِّقائِهِ السَلامَه

إِنَّ زَخاريفَ الوُشاةِ تَخدَعُ

فَالعاقِلُ العاقِلُ مَن لا يَسمَعُ

وَإِنَّما السَيِّدُ وَالهُمامُ

مَن لا يَنالُ سَمعَهُ نَمّامُ

وَإِن يُبلِّغَكَ الوُشاةُ سَبّا

وَإِن تَكُن صِدقاً فَلا تَسُبّا

فَإِنَّهُ لَيسَ مِنَ الآدابِ

أَن تَجزيَ السِّبابَ بِالسِّبابِ

إِيّاكَ أَن تُشاتِمَ الطَغاما

وَإِن تُسَأ مِنهُم فَقُل سَلاما

وَاِجعَلهُ كَاللَغوِ مِن الكَلام

فَإِنَّهُ مِن خُلُقِ الكِرامِ

مَن يَتغابى عَن سماعِ شَتمِه

فَإِنَّ هَذا سَيِّدٌ في قَومِه

مَن كانَ مَرفوعَ الذُرى في الناسِ

فَلا يَرى في شَتمِهِ مِن باسِ

فَإِنَّهُ لا يُسقِطُ الأَقدارا

وَلا أَراهُ يَهدِمُ الفَخارا

وَمِثلُهُ مَدحُكَ للأَرذالِ

وَوَصفُكَ الناقِصَ بِالكَمالِ

فَإِنَّ مَن يُمدَحُ مِن غَيرِ عُلا

كَالكَلبِ قَد طَوَّقتَه مِن الحِلى

كُن لِلصَديقِ حِصنَهُ الحَصينا

وَكُن عَلى أَسرارِهِ أَمينا

وَلا تَسَلهُ بَذلَ ما لا تَبذُلُ

وَلا تُحمِّلهُ سِوى ما تَحمِلُ

فَإِنَّهُ داعِيَةُ النَفارِ

وَإِنَّهُ آيَةُ الاستِئثارِ

لا تَطوِ عَنهُ ما يَضُرُّ جَهلُه

فَإِن هَذا لا يُذَمُّ نَقلُه

وَاِنصح لَهُ إِن كُنتَ ذا وَفاءِ

فَإِنَّ هَذا واجِبُ الإِخاءِ

إِيّاكَ أَن تَنصَحَه تَصريحا

لِكَي يَراكَ صادِقاً نَصيحا

عَليكَ بِالتَعريضِ فيما تَنصَحُ

فَإِنَّما الحازِمُ لا يُصرِّحُ

وَلا يَكُن نُصحُكَ إِلّا لَينا

إِني أَرى التَشديدَ خرقاً بَيِّنا

مِمّا حَفِظناهُ مِنَ الآثارِ

الماء قَد يُطفِئُ حَرَّ النارِ

إِنَّ الصَديقَ لَومُهُ تَأديبُ

وَلَومُ مَن عادَيتَهُ تَأنيبُ

إِيّاكَ أَن تَنصَحَه جِهارا

فَإِنَّهُ يَزيدُهُ ضِرارا

لا تَنصَح الناس بِما لا تَفعَلُ

فَإِنَّها نَصيحَةٌ لا تقبَلُ

إِني أَرى نَصيحَةَ الأَفعالِ

أَبلَغ مِن نَصيحَة الأَقوالِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الزين

avatar

أحمد الزين

مصر

poet-Ahmad-Al-Zein@

83

قصيدة

4

الاقتباسات

7

متابعين

أحمد الزين: شاعر ومحقق مصري كفيف البصر، وُلد عام 1900م في مصر، وفقد بصره في صغره. التحق بالأزهر وتلقى تعليمه هناك، ثم عمل محاميًا شرعيًا بعد تخرجه. انتقل بعد ذلك ...

المزيد عن أحمد الزين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة