الديوان » مصر » أحمد الزين » أنصت إلى حديث من تكلما

عدد الابيات : 42

طباعة

أَنصِت إِلى حَديثِ مَن تَكَلَّما

وَإِن تَكُن مِنهُ بِذاكَ أَعلَما

لا تَشتَغِل عَنهُ بِما سواهُ

وَلا تُمارِ في الَّذي يَراهُ

فَإِنَّهُ مِن خُلُق الأَرذالِ

وَلَيسَ في شَيءٍ مِنَ الكَمالِ

وَلا تَردَّه إِلى الصَوابِ

وَأَنتُما في حَضرَةِ الأَصحابِ

فَإِنَّهُ لَيسَ مِنَ السَخاءِ

وَإِنَّهُ أَقطَعُ للإِخاءِ

إِيّاكَ أَن تَقولَ ما لا تَفعَلُ

فَإِنَّها خليقَةٌ لا تجمُلُ

وَإِنَّه لَيسَ مِنَ الكَمالِ

زِيادَةُ القَولِ عَلى الأَفعالِ

فَإِنَّما ذو لَسَنٍ قَوّالُ

أَحسَنُ مِنهُ أَبكَمٌ فَعّالُ

إِيّاكَ أَن تُقاطِعَ الصَدِيقا

وَأَن تَبُتَّ حَبلَهُ الوَثيقا

فَإِنَّهُ لَيسَ رَقيقاً يُعتَقُ

مَتى هَفا أَو زَوجةً تُطلَّقُ

وَإِنَّهُ لَيسَ مِن الآدابِ

قَطيعَةُ الخُلّانِ وَالأَصحابِ

وَلَيسَ مِن مَعايبِ الإِنسانِ

أَقبَحُ مِن قَطيعةِ الإِخوانِ

إِن أَحسنُوا فَكُن لَهُم شَكورا

وَإِن أَساءوك فَكُن غَفُورا

وَاصغ إِلى مَعذِرَةِ الإِخوانِ

وَقابل السَيِّئَ بالإِحسانِ

قَد قيلَ في الأَمثالِ مَن لا يَعذِرُ

ذا هَفوَةٍ فَإِنَّهُ لا يُعذَرُ

وَإِنَّهُ مِن آيَةِ الكَريمِ

أَن يَقبَلَ العُذر مِنَ الحَميمِ

فَإِنَّهُ عُضوُكَ إِن تَأَلَّما

فَداوِهِ بِالحلم حَتّى يَسلَما

إِيّاكَ أَن تَرفُضَ عُذرَ مُذنِبِ

فَإِنَّهُ أَدعى إِلى التَجَنُّبِ

وَإِن تَكُن حُلوَ السَجايا حُرّا

فَاحتل لَهُ فيما يُسيءُ عُذرا

وَلا تُؤاخذهُ بِذاكَ الذَنبِ

وَلا تَكُن فَظّاً غَليظَ القَلبِ

وَلا أَرى خَيراً مِنَ العِتابِ

فَإِنَّهُ دَريئةُ العقابِ

إِيّاكَ وَالحلمَ عَلى ذي كِبرِ

فَإِنَّما الحلمُ عَلَيهِ يُزري

إِنّي أَرى الحلمَ عَلى المُختالِ

عَلامَةَ الضَعفِ وَالاستذلالِ

حَذارِ مِن صَداقَةِ الكَذّابِ

فَلَيسَ غَيمُهُ سِوى ضَبابِ

إِياكَ أَن يَخدَعَكَ السَرابُ

مِن لَفظِهِ فَإِنَّهُ خلّابُ

يَمنَحُكَ الترحابُ وَالسَلاما

وَقَلبُهُ مُستَعِرٌ ضِراما

وَضنّ بِالودِّ عَلى المُرائي

فَإِنَّهُ أَخُوكَ في الرَخاءِ

فَإِن كَبا بِكَ الزَمانُ العاثِرُ

فَإِنَّهُ عَدوُّكَ المُجاهِرُ

لا تَغرس الودَّ لَدى بَخيلِ

فَإِنَّهُ أَسرَعُ للذُبولِ

فَإِنَّهُ مَن ضَنَّ بِالإِحسانِ

يَضنُّ بِالودِّ عَلى الإِخوانِ

صَديقُ مالِهِ عَدوُّ الناسِ

وَالجُود للزَلّاتِ خَيرُ آسِ

وَطالِبُ الودِّ بِلا إِحسان

كَرافِعِ البَيت بَلا أَركان

هَذا ابنُ أَسماء لَو انَّ فيه

جُوداً لَما مَكَّن من يَبغِيه

مازالَ في حِلٍّ وَفي ترحال

يُفَرِّقُ الناسَ بِجَمع المالِ

يَردُّ بِالخَيبَةِ كُلَّ راجي

فَأَسلَمتهُ الناسُ للحجّاجِ

مَن يَبغِ بِالمالِ سِوى إِنفاقِه

فَإِنَّهُ يُنفِقُ مِن أَخلاقِه

أَدنِ إِلَيكَ سالفَ الإِخوانِ

إِن تَغدُ ذا عزٍّ وَذا سُلطانِ

وَارعَ لَهُ الودادَ في الرَخاءِ

كَما رَعى وُدّك في البَأساءِ

إِياكَ أَن تُطغِيَكَ النَعماءُ

فَإِنَّها لَيسَ لَها بَقاءُ

كُلُّ زَخارِيفِ الحَياة زُورُ

وَكُلُّ مَن صَبا لَها مَغرورُ

سَرعانَ ما يذوي بِها الرَطيبُ

لا بِشرُها باقٍ وَلا التَقطيبُ

وَهَكذا غايَةُ كُلِّ حَيٍّ

تَشابَهَ الأَشيَبُ بِالصَبيّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الزين

avatar

أحمد الزين

مصر

poet-Ahmad-Al-Zein@

83

قصيدة

4

الاقتباسات

7

متابعين

أحمد الزين: شاعر ومحقق مصري كفيف البصر، وُلد عام 1900م في مصر، وفقد بصره في صغره. التحق بالأزهر وتلقى تعليمه هناك، ثم عمل محاميًا شرعيًا بعد تخرجه. انتقل بعد ذلك ...

المزيد عن أحمد الزين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة