الديوان » مصر » أحمد الزين » يا نسيما أهدى إليها اشتياقي

عدد الابيات : 23

طباعة

يا نَسيماً أَهدى إِلَيها اِشتِياقي

ما أَبرَّ النَسيمَ بِالعُشّاقِ

يا رَقيقاً كَم حَمَّلُوكَ رَقيقاً

مِن مُنىً عَذبةٍ وَمِن أَشواقِ

وَرَسولاً حَوى مِن اللُطفِ ما يُلـ

ـمِسُ في القَلبِ مَوضِعَ الإِشفاقِ

وَأَميناً عَلى الهَوى دُونَ ما يَطـ

ـويهِ تَعيا الوشاةُ وَالسِرُّ باقِ

شَفَّ عَن كُلِّ ما طَواهُ وَصانَ السـ

ـسِرَّ مِنهُ في مُحكَمِ الأَغلاقِ

وَعَجيبٌ كِتمانُهُ السرَّ فيهِ

وَهوَ يَسري بِهِ إِلى الآفاقِ

يا لَهُ كَيفَ لا يَحُولُ سمُوماً

بِالَّذي فيهِ مِن جَوىً وَاِحتِراقِ

حاملُ النارِ كَيفَ يَبرُد مَسّاً

أَيُّ واقٍ مِنها لَهُ أَيُّ واقِ

كَم عُيُونٍ رَوَيتَ عَنها فَسُمِّيَت

بليلاً وَالفَضل لِلآماقِ

وَفُؤادٍ حَمَلتَ عَنهُ خُفوقاً

بِالهَوى في فُؤادِكَ الخَفّاقِ

مَن رَسولٌ سِواكَ يحكي خُفوقَ الـ

ـحُبِّ فيهِ مُصَوِّراً ما يُلاقي

سِر إِلَيها وَاِحمِل إِلى شَفَتيها

قُبلَةً ثُمَّ لَفَّها بِعِناقِ

لُفَّ جِسماً أَرَقَّ مِنكَ وَأَصفى

أَبدَعَت فيهِ قُدرةُ الخلاقِ

فيهِ لينُ النَسيم وَاللُطفُ لَكن

زادَ حُسناً عَلَيهِ بِالإِشراقِ

لَيتَ شِعري أَيُّ النَسيمينِ أَشهى

ضَلَّ في ذاكَ مَنطِقُ الأَذواقِ

مُتعَة الحسِّ عِندَ ذاكَ وَفي هَذا

متاعُ الأَرواحِ وَالأَحداقِ

يا نَسيماً سَرى عَلى الرَوض يَروي

نَفحاتِ الأَزهارِ وَالأَوراقِ

دَع أَريجَ الرِياضِ إِن بِفِيها

طِيبَ نَفحٍ ذَكا وَطيبَ مَذاقِ

ضَمِّخِ الأُفقَ مِن أَريجِ ثَنايا

ها وَهَب نَفحَةً إِلى المُشتاقِ

إِنَّ فيما تُهدي إِلَيهِ عَزاءً

وَشِفاءً من لاعِجاتِ الفِراقِ

وَيَداً يَحمِلُ المُحبّونَ طَوقاً

مِن نَداها يَظَلُّ في الأَعناقِ

يا رَسولاً لا تَمنَع الحُجبُ مَسراهُ

وَلَو ضُوعِفَت بِسَبعٍ طِباقِ

فُز بِما لَم أَفُز بِهِ وَتَهَنَّأ

رُبَّ فَوزٍ يَجيءُ عَفوَ اِتِّفاقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الزين

avatar

أحمد الزين

مصر

poet-Ahmad-Al-Zein@

83

قصيدة

4

الاقتباسات

7

متابعين

أحمد الزين: شاعر ومحقق مصري كفيف البصر، وُلد عام 1900م في مصر، وفقد بصره في صغره. التحق بالأزهر وتلقى تعليمه هناك، ثم عمل محاميًا شرعيًا بعد تخرجه. انتقل بعد ذلك ...

المزيد عن أحمد الزين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة