الديوان » مصر » أحمد الزين » لامست في النفس أوتار هواها

عدد الابيات : 24

طباعة

لامَسَت في النَفسِ أَوتارَ هَواها

غادَةٌ بِالسحرِ تَغزُو من غَزاها

كُلَّما مَسَّت يَداها وَتَراً

حسدَ الآخرُ ما مَسَّت يَداها

تَمنحُ الأَوتار كَفّاً رَخصةً

أَشجَتِ الأَوتارَ مِن قَبل شجاها

وَيَكادُ العُودُ يُدمي كَفَّها

قُبَلاً لَو أَنَّ لِلعُودِ شِفاها

لَحنُها يَبعَثُ في مَيتِ المُنى

نَضرَةَ العُمر وَمَعسول صِباها

خَفقاتٌ يَخفُق القَلبُ لَها

هِيَ أَنّاتُ فُؤادي أَو صَداها

وَحَنينٌ كادَ مِن رِقتِهِ

أَن يُذيب اللَحنَ في العُودِ مِياها

وَشُجونٌ طالَما أَخفَيتُها

نَفَذ العُودُ إِلَيها فَحَكاها

وَاِستَشَفَّ النَفس عَن أَسرارِها

لَم يَدَع خافيَةً إِلا جَلاها

صوَّرَ اللَوعَةَ في مَكمَنها

كَيفَ تَخبو ثُمَ يَشتَدُّ لَظاها

وَدَبيبَ الحُبِّ في أَوَّله

وَالجَوى مُلتَهِباً حِينَ تَناهى

وَفَناء النَفسِ فيمَن هَوِيَت

وَتَرى كُلَّ وُجودٍ في فَناها

وَشَقاءَ الحُبِّ في نعمَتِهِ

وَنَعيمَ النَفسِ فيهِ بِشَقاها

وَرضَا العُشاقِ مِن أَحبابِهم

بِالتِفاتٍ أَو خَيالٍ في كَراها

كُلُّ هَذا نطقَ العُودُ بِهِ

وَتَناجى هُوَ وَالنَفسُ شِفاها

لُغَةُ الأَوتارِ في عُجمَتها

تقصر الأَلسُنُ عَن دَركِ مَداها

تُسعدُ المَحزونَ في حُرقَتِهِ

وَتُؤاسي داءهُ إِن قالَ آها

أَلهمَ العودَ بكاءَ المُشتكي

مُلهمُ الطَير عَلى الأَيكِ بُكاها

تَحسَبُ الأَوتارَ فاضَت أَدمُعاً

وَتباريحَ الهَوى أَوهَت قُواها

يا لَها مِن ناحِلاتٍ نَحَلت

مِن جُسومٍ لاعِجُ الشَوقِ بَراها

وَضَعيفاتٍ وَفيها قُوةٌ

تَصرَعُ الأسد فَلا تَحمي حِماها

جلَّ مَن يَبعَثُ في الضعفِ قُوىً

أَخضَعَت مَن بِقُواه يَتَباهى

كُلَّما شَدَّت عَلى أَطرافِها

أَمعَنت في النَفس بِالسحر خُطاها

لا تَسَل سَمعيَ عَن أَلحانِها

سَبَقَ القَلبُ إِلَيها فَوَعاها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الزين

avatar

أحمد الزين

مصر

poet-Ahmad-Al-Zein@

83

قصيدة

4

الاقتباسات

7

متابعين

أحمد الزين: شاعر ومحقق مصري كفيف البصر، وُلد عام 1900م في مصر، وفقد بصره في صغره. التحق بالأزهر وتلقى تعليمه هناك، ثم عمل محاميًا شرعيًا بعد تخرجه. انتقل بعد ذلك ...

المزيد عن أحمد الزين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة