الديوان » مصر » أحمد الزين » أهدت إلى النفس ريا نشرها العبق

عدد الابيات : 20

طباعة

أَهدَت إِلى النَفس رَيّا نَشرِها العَبِقِ

وَالطيبُ في الزَهر يُوحي طَيِّب الخُلُقِ

رَقَّت رَسائِلُها في الكَونِ فَاِتَخذَت

مِن النَسيم بَريداً شاعَ في الأُفُقِ

وَما رَأَيتُ بَريداً خَفَّ مَحمَلُه

مِثلَ النَسيمِ حَكى المَعنى بِلا وَرَقِ

أَنباؤُهُ كَحَديثِ الحُبِّ عاطِرَة

أَو ذِكرَياتِ شَبابٍ ناعِمٍ أَنِقِ

ظَلَّت تُنَسِّقُها كَفٌّ مُنعَّمةٌ

تَكادُ تَحسبُها مِن ذَلِكَ النَسقِ

تداعبُ الزَهرَ في رِفق أَناملُها

كَالنَومِ داعَبَ جَفنَ الساهِرِ الأَرِق

كِلاهُما بِالهَوى يَرنُو لِصاحِبِهِ

فَاِعجب لِمُختلفٍ بِالحُب مُتَّفِق

تَحنو عَلَيهِ فَتُنسيهِ مَنابِتَه

في الرَوض يَندى بِمنهلّ الحَيا الغَدِق

كِلاهُما زَهَرٌ في كَفِّ صاحبه

فَاِنعَم بِزَهرين مَلثومٍ وَمُنتَشَق

هَذا يُعيد بريّا نَفحِهِ رَمَقاً

وَذاكَ بِالوَجدِ لا يُبقي عَلى رَمَقِ

هَذا عَلى الصَدر يَسبي العَينَ مَنظَرُه

وَذاكَ في القَلبِ يُغرى لاعِجَ الحُرَق

كَم صوّرَ الزَهرُ مِن مَعنىً يَجيشُ بِهِ

قَلبُ الشَجيِّ وَيُعيي فِطنَةَ اللَبِق

وَكَم لَهُ في الهَوى نُعمى تَقلَّدها

صَرعى الغَرام مَكانَ الطَوق في العُنق

وَكَم يُحمِّلُهُ العُشاقُ لَوعتَهُم

صَوناً لِمَكنونِها عَن طائِشٍ نَزِق

كَم حَمَّلوها إِلى أَحبابِهم قُبَلاً

يا طِيبَ مُصطَبحٍ مِنها وَمُغتَبِق

وَاِستَودَعوهُ حَديثاً مِن صَبابَتِهم

فَصانَ سرَّ الهَوى عَن سَمع مُستَرِق

وَكَم رَوى دَمعَةً عَن عَينِ والِهَةٍ

وَكَم حَوى زَفرَةً عَن قَلب مُحتَرق

وَكَم عَلى صَفحاتِ الزَهر مِن كُتُبٍ

في الشَوقِ يَعيا بِها ذو المَنطقِ الذَلِق

كَم زَهرَةٍ وَصَلت في الحُبِّ مُنقَطِعا

وَجَدَّدت في حِبال الوُدِّ مِن خَلَق

وَللأَزاهير لُطفٌ في سِفارتها

كَم أَلَّفَت في هَواها كُلَّ مُفتَرِق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الزين

avatar

أحمد الزين

مصر

poet-Ahmad-Al-Zein@

83

قصيدة

4

الاقتباسات

13

متابعين

أحمد الزين: شاعر ومحقق مصري كفيف البصر، وُلد عام 1900م في مصر، وفقد بصره في صغره. التحق بالأزهر وتلقى تعليمه هناك، ثم عمل محاميًا شرعيًا بعد تخرجه. انتقل بعد ذلك ...

المزيد عن أحمد الزين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة