الديوان » مصر » أحمد الزين » لا تصفين الود إلا صافيا

عدد الابيات : 37

طباعة

لا تُصفيَنَّ الودَّ إِلّا صافيا

فَلَيسَ كُلُّ مَن تُراهُ وَافيا

وَضنّ بِالإِخاءِ قَبلَ الخُبرِ

فَإِنَّما الأَخلاقُ رِقُّ الحرِّ

وَحُبَّ مَن أَحبَبتَه هَوناً ما

عَساكَ أَن تَهجُرَه يَوماً ما

وَصاحِبِ الناسَ وَكُن عَلى حَذَر

كَم ضَلَّ سارٍ غرَّه ضُوءُ القَمَر

وَلا تَذُمَّ غِيَرَ الزَمانِ

فَإِنَّ فيها خِبرَةَ الإِخوانِ

لا يَزدَهيكَ ظاهِرٌ مُموَّهُ

في طَيِّ هَذا باطِنٌ مُشَوّه

كَم مِن فَتىً يَلقاكَ مِنهُ بِشرُه

وَإِن تَغِب يَسر إِلَيكَ شَرُّه

وَالناسُ إِن ينقُدهُمُ مُجَرِّبُ

زَوائِفٌ لَيسَ بِهم من يُصحَبُ

لَكنَّما يَكفي الفَتى مِن صاحِبه

أَن يَأمَن الصَديقُ مِن عَقاربه

مَن كُنتَ مِنهُ آمِناً في سِربِك

فَذاكَ لَو عَلمتَ خَيرُ صَحبِك

فَنَحنُ في قَومٍ عَلَيهمُ العَفا

قَد دَرَسَت فيهم مَعالِمُ الوَفا

وَغاضَ ماءُ الودِّ فيهم وَنَضَب

فَإِن ذَوى إِخاؤُهُم فَلا عَجَب

فَاقبَل مِن الصَديق ظاهِراً بَدا

وَلا تُكَلفهُ سِوى ما عُوِّدا

إِيّاكَ أَن تَنشُر مِنهُ ما بَطَن

فَرُبَّما أَصلَحَهُ لَكَ الزَمَن

وَإِنَّ مِمّا يُظهِرُ الآدابا

في المَرءِ أَن يَستَبقيَ الأَصحابا

وَالسَيفُ إِن تَجلُ الصَدا عَن إِثرِه

خَيرٌ مِن اِستبدالِهِ بِغَيرِهِ

لا تُكثرِ العِتابَ فيما ساءَ

فَإِنّه يُكدِّرُ الإِخاءَ

وَحاجَةُ الإِخاءِ لِلعتابِ

كَحاجَةِ الأَرضِ إِلى السَحابِ

أَولى فَأَولى أَن تُقلَّ العَتبا

إِنَّ الحَيا إِن زادَ عادَ جَدبا

وَلَم أُعاتِب صاحِباً إِلّا وَما

يَأتي بِهِ أَكثَرُ مِمّا قَدَّما

مَن لامَ نَفسَهُ عَلى ما كانا

فَذاكَ مَن لَم يُضِع الإِخوانا

فَلا تُعاتِبه إِذا ما أَذنَبا

فَحسبُهُ هذا لَهُ مُؤَدِّبا

وَضنّ بِالعُتبى عَلى مَن يُعجَبُ

بِنَفسِهِ فَإِنَّهُ لا يُعتِبُ

ثَلاثَةٌ لَيسَ لَهُم أَصحابُ

الكَلُّ وَالمُعجبُ وَالكَذّابُ

لا تَعتَذر إِلّا إِلى مَن يُعذِرُ

وَمَن إِذا أَتيتَ ذَنباً يَغفِرُ

لا تَحتَقِر بَوادرَ اللِسانِ

فَإِنَّها مَضيَعَةُ الإِخوانِ

زِن ما تَقولُهُ فَرُبَّ قَولِ

أَنفَذُ في مُرادِهِ مِن صَولِ

وَقَد تُقالُ عَثرَةُ الأَقدامِ

وَلا تُقالُ عَثرَةُ الكَلامِ

لا تَستَطِل يَوماً عَلى الإِخوانِ

بِما مُنِحتَه مِنَ البَيانِ

فَرُبَّما جَرَّ اللِسانُ ضَيرا

وَرُبَّما كانَ العَيِيُّ خَيرا

قَد كانَ مُوسى حَصِرا عَييّا

وَاِختارَهُ اللَهُ لَهُ نَجيّا

وَكانَ هَرونُ بِذاكَ أَولى

لأَنَّهُ أَفصَحُ مِنهُ قَولا

لَكنَّ فَضلَ اللَهِ في مُرادِه

يُؤتيهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِه

إِيّاكَ وَالفُضولَ في المَقالِ

وَغُضّ مِن صَوتِكَ في الجِدالِ

إِيّاكَ أَن تَبغيَ نَصرَ الباطِل

برَفعِكَ الصَوتَ عَلى المُجادِل

مَن يَنصُر الحَقَّ فَلَيسَ يُغلَبُ

وَمَن أَبى فَما يُفيدُ الصَخَبُ

فَإِن يَكُن بِالصَّخَبِ اِفتِخارُ

بذّ الوَرى في فَخرِهِ الحِمارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الزين

avatar

أحمد الزين

مصر

poet-Ahmad-Al-Zein@

83

قصيدة

4

الاقتباسات

7

متابعين

أحمد الزين: شاعر ومحقق مصري كفيف البصر، وُلد عام 1900م في مصر، وفقد بصره في صغره. التحق بالأزهر وتلقى تعليمه هناك، ثم عمل محاميًا شرعيًا بعد تخرجه. انتقل بعد ذلك ...

المزيد عن أحمد الزين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة