الديوان » عمان » أبو الصوفي » مسارح دار قيدتني وعودها

عدد الابيات : 34

طباعة

مَسارِحُ دارٍ قَيدتْني وعودُها

سَقاها الحيا دهراً وأُورقَ عودُها

وحَيّا رُباها كلَّ آنٍ سحابةٌ

وأنفاسُ ريحٍ كلَّ أن تَعودُها

منازلُ كَانَتْ بالخَليط أَنِيسةً

وشأنُ الليالي لا تدوم عُهودها

أٌفارقها والنفسُ مني شَحيحةٌ

ومن أَدمُعي دهراً سماءٌ تَجودُها

ولا زال عهدِي بالمَعاهد والحِمى

وثيقاً وقلبي للرُّبوعِ شَهيدُها

قريبُ التَّداني لو تأنْ بي يدُ النَّوى

فحبي لَهَا عما قليلٍ يُعيدها

رعَى اللهُ داراً بالفؤاد رُبُوعها

ورسمُ خيالي سَهْلُها ونُجودُها

إِذَا طال مُكْثي فِي حِماها تَوارَداً

بطيّات قلبي حُبُّها وخُلودُها

بِهَا علقتْ نفسي ولَذَّ ليَ الهوى

وطرب لنفسي رَوضُها وصَعيدُها

فلِي زَفَراتٌ بالفؤادِ أُطيلها

وأنَّةُ مهمومٍ حنيني يَزيدها

وعينٌ بتَهمالِ الدموعِ سخيةٌ

ونارٌ بأحشائي يَزيد وقودُها

عسى عَطَفاتٌ من خليلٍ مُساعدٍ

تذكِّرني داري ويدنو بعيدها

عَلَى رغم أنفي دارُ أُنسٍ تركتُها

أَلا تسمحي لي نظرةً أَستفيدها

أُمرِّن نفسي عكسَ مَا قَدْ تَمرَّنت

وأحمل أثقالاً ولستُ أُريدُها

عَلَى النفس صعبٌ أن تفارقَ أرضَها

وأصعبُ شيءٍ أن ترى مَا يَكيدها

كما حَمَّلتني شُقَّةَ البين بلدتي

ظَفارٌ وَقَدْ يأنى الأمورَ مُحيدها

سأذكر يوماً وقفةً فِي مُروجِها

وحولي بِهَا رِيمُ الفَلا وعَتودها

تهبّ علينا بالأباطح سَجْسَج

فينفَحُ منها رَنْدها ووُرودها

وكم لي بهانيك المَرابِع والحِمى

مواقفُ أُنسٍ لَيْسَ يَبْلَى جديدها

معاهدَ أَشجاني نَعاهَدك الحيا

وحَيّاك من سُحبِ اشتياقي عُهودها

أَهيم اشتياقاً والفؤادُ مُولَّه

وَقَدْ أَوثقتْ رِجلَ الغرام قيودُها

فما لي وشوقي والصبابة والنوى

وراحِلتي حادِي المشيبِ يقودها

وَقَدْ خُولطت نفسي بذكرى مَعاهِدي

وأيامِ صَفْوٍ كنتُ دهراً أَسودها

مآض زماني فابتدرتُ مؤمِّلاً

رجوعَ ليالٍ هان عني جَليدُها

فأصبحتُ لا أدري أَبوءُ بحسرةٍ

أم اليوم يأتي بعد حينٍ سَديدُها

فها أنا لَمْ أبرحْ بتدبيرِ مهنتي

مُعنّىً بحالٍ لا يلين حَديدها

فأدهشني يومٌ يشتِّت فكرتي

فراقٌ يهمُّ النفسَ ثُمَّ يُبيدها

ولكنَّ بالآمالِ نفسي مَنوظةٌ

بعودةِ يومٍ فِي ظفارٍ أُعيدها

يعود بِهَا عود الشبيبةِ مورِقاً

ويرجع فِي تِلْكَ الديار رَشيدها

مليكٌ بِهِ تزهو الممالكُ والدُّنا

وإِن عُدَّت العَلْياء فهو عَميدها

تُفتَّح أكمامُ الزهورِ بخُلْقه

ويَنْفَح من عطرِ البشاشةِ عودها

ويبسم ثغرُ الكونِ بِشْراً بمجده

وتَخْفِق أعلى المكرماتِ بُنودُها

ولولا سليلُ المجد تيمورُ لَمْ يزل

يُكدِّر من عيش الحياة وُرودها

فلا زال موصولَ الخلافةِ حبلُه

وَلَمْ تبرح الأيامُ تبدو سُعودها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الصوفي

avatar

أبو الصوفي

عمان

poet-Abu-Al-Sufi@

163

قصيدة

4

الاقتباسات

2

متابعين

النشأة والولادة: سعيد بن مسلم بن سالم الجابري المجيزي السمائلي، المعروف بأبي الصوفي، ولد في ولاية سمائل (الفيحاء) عام 1281هـ. كني بأبي الصوفي بسبب ولده الذي سمي بالصوفي، والذي غير اسمه ...

المزيد عن أبو الصوفي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة