الحبيسةِ ، بين البُكا ، والعويل ، الدفينة بين الشَّقا ، والحنان .
كلُّ جسم ٍ ، لهُ وترٌ، قالَ ، ما لا تقول العصافير، ما لاتقولُ الحروفُ بأجمعها ،
والذي صَنَعَ العُـودَ،أوْصَى ، بأن لا نضيفَ لهُ ، وترا ً، أن نوقـِّعَ ، في نَغْمةِ الشرق ِ، أرباعَها ، ونغنّي على ذِ كر إسحقَ ، في مجدهِ ، أغنيات ِالكَمال.
لم يزلْ ذلكَ الصوتُ ، يعبُرنا ، وهْوَ يرسِلُ آيٍ الحروف ، مَقَاما ً، وتفعيلة ً، تتورَّدُ ، في وجنةِ القلب ، تملؤهُ نشوة ًوابتهال . 2
البيانو ، عميد المسارح ، دويٌّ ورَجْعٌ ، يضـجُّ بذاكرة الفن ، في خشباتِ المسارح .
يعبرُ أوديةً وقروناً ،..إلى ذوقنا ، يتملَّكُ احساسنا ، وهو ينداحُ ، من كرنفال أثينا ، وأروقة الحفلاتِ القديمةِ ، من وَهَـج ، المُلْهَمِين ، العِظامْ .
سُفُنُ الرُّوحِ مبحرةٌ ، لاتزالُ ، بأعماقنا ، من تفاعلهِ ، وهي ترنو الى السبَّقِ ، والإرتحال .
3 أيُّ قيثارةٍ لاتحرِّكُ في صمْتِكَ المُرتخِي ، صوت أنثى ، أي قيثارةٍ ، لاتفتحُ ذاكرة العشق ، لا تشدُّك نحو غواني طُليطلةٍ ، وتجرُّك نحو زخارف قُرطبةٍ وحدائقها. فتنامُ ، وتصحو، على حُضن زرياب .
أيُّ قيثارةً لا تُحَرِّك خِصراً ولا قامةً ، وهي تغدقنا بالتواشيح ، تُمطرنا بالخشوع ، وتغمُرنا بالتوسُّل ، أوبالتَّوَلـُّهِ ، في رقصات السَّمَاحْ .
4 الحروف تُوقـِّعُ ، ما يرغبُ الناس ، واللحن يعزفُ ، ما تبتغيهِ الحياة .
شجنٌ ، وحنينٌ ، تقاسيمُ رؤيا ، يجُودُ بها نغمٌ ، يتهدَّج ُ في السمع ، يضربُ ، أطنابهُ في المشاعر، يجمعُ رابطةَ الكائن ِالحيِّ ، بالملكوت .
الجراحُ ، التي تتكدَّسُ ، تهفو إلى نغم ٍ يتخلّلها ، ويجُسُّ ثقوبَ جوا رحها ، لتسدُّ به ، عَوَزَ الروح ، تُطفِي بهِ ، غضبَ النفس ، تغمِسُ أوجاعها ، في بَرُودِ التناغمِ ، والإنسجام .
5 سلبَ الأقدمون عواطفنا ، حين غاصوا وغاصوا ، ولم يرجعوا ، من ضبابية النص، من شطحات الكلامْ .
لم تكنْ ، من رجالاتنا ، أمَّـــةٌ ، يرحلون مع الصوتِ ،والضوء ،
يُرْجِعُونَ لنا ، نَبَـأً واحـدًا ، ويجيئون من سباءٍ بيقين .
6
كم دَرَجْنا على ذ كر ليلى ، ولكننا ما وجدنا طريقاً إليها ، كم شكونا من الهجر ، والبُعـدِ ، حتى جعلنا الغرامَ ، هو العشق ، والعشق، ماهوَ ، الاَّ العذاب الأليـم .
نصف قرنٍ ، ولانبض في دمنا ، غيرصوت امِّ كلثــوم ، لاشيىء يطربنا غير فيروز ، أوصوت عبد الحليم .
لاشيئ يوقظنا ، غير صوت ذبيحِ ، يئنُّ ببغــــداد ، أورنَّـةٍ ، من تراثٍ قديمْ .
كم صبرنا على صبرنا، كم صمتنا ، وكم فات في عمرنا من سنينْ .
10 يفسدُ الفنُّ إن صار للبيع، أوللشراء، مثلما يفسد الورد إن صافحتهُ الأيادي، مثلما يفسد الجسد الأنثويُّ، إذا أنتَ عرَّضته للهواء.
وقفت عربات المقامات، في مغرب الشمس،في شرفات الحضارة. ضاعت هوادجها في غبار المعادن. زالَ في النهاوند الأنين. سال دفقُ البياتي ،على الأرض، غارت ينابيعهُا في رمال الصحاري، وبالقرب من غابةٍ للطبول.
والطبول قرابينُ أفراحنا،وانتصاراتنا، ولهاث مشاعرنا. دويّ معاركنا، وتراتيل أجدادنا. وهي نبض الولاءا المخلّد، والانتماء الدفين. .يدخل الفن عصر الخطيئة. والبوقُ يعلن دولتهُ، يتلاقح ُبالآلة الوتريةِ. ينشد ُ، رُفقتها ، ويغازلها. من ورآء الصفوف. مستعيناًَ بصنّاجةٍ من نحاس. وُطبُولٌ تحاورهُ، وتدقّ على صدرهِِ، بيد العنف ، حتى أطاح بهِ الأُورج، أو ربَّما اغتاله السكسفون.
الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر
تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠
الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات
التعليم:
تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز.
رُشح لدراسة العلوم ...